ابدى عدد من المعلمين والمعلمات في مدارس منطقة جازان امتعاضهم من تكليفهم بتدريس مواد غير تخصصاتهم، لسد العجز سواء لغياب أو نقص المعلمين، معتبرين ذلك ليس في مصلحة الطلاب والطالبات، ويحد من استيعاب المزيد من الخريجين والخريجات الجامعيين المتخصصين في تلك المواد الدراسية، والذين ينتظرون فرصا وظيفية لسنوات تصل إلى عقد في بعض التخصصات. وكشف عدد من المعلمين أنهم يضطرون لقبول التكليف ومجاملة مديريهم، رغم قناعتهم بأن ذلك الأمر يعد مخالفا ولا يفيد المصلحة العامة، ويضر بمسيرة التعليم. يقول المعلم عيسى أحمد وهو محضر مختبر: عند مباشرتي لعملي في احدى المدارس طلب مني مدير المدرسة تدريس مادة التربية الفنية، مما جعلني في أمر محرج خاصة أنه لا توجد لدي المعرفة والخبرة في ذلك التخصص، لكنني اضطررت النزول عند رغبة مدير المدرسة، واستمر الأمر لأجد نفسي محاصرا بتدريس المادة منذ نحو ثلاث سنوات، دون الرجوع الى تخصصي الاساسي وهو محضر مختبر. وأوضح المعلم عبدالله حكمي المتخصص في مادة العلوم، أنه تم تكليفه بتدريس مواد اللغة العربية في احدى المدارس الابتدائية. ويشير معلم التاريخ عبدالعزيز محمد، أنه يعمل حاليا معلما للتربية البدنية، وقال: كدت أنسى تخصصي ولا أعرف ماذا أفعل، خاصة أنه حال الكثير من المعلمين والمعلمات، وليس باليد حيلة، ولو كان الأمر عبارة عن سد غياب لكان ممكنا، رغم أنه يجب أن يكون سد الغياب في نفس التخصص، لكن أن يكون التزاما كاملا، فهذا أمر لا نفهمه. وفي مدارس البنات، لا يختلف الحال لدى المعلمات، واللاتي عبرت بعضهن عن عدم رضاهن عن تكليفهن بتدريس مواد ليست من اختصاصهن، مما يؤثر سلبا في ايصال المادة العلمية للطالبة بالشكل السليم، مرجعات ذلك إلى غياب الطريقة الصحيحة في حصر الاحتياج من المعلمات. وتقول المعلمة سارة محمد: تم تكليفي بتدريس مادة التربية الاسلامية، مع أن تخصصي اللغة العربية، وهو ما جعل موقفي محرجا في بعض الأوقات لدى الطالبات. من جانبهم، اعتبر عدد من الخريجين والخريجات ممن يحملون مؤهلات في تلك التخصصات، أن تدريس تخصصاتهم من قبل معلمين غير متخصصين في ذات المواد، يعتبر تعديا على حقهم في التوظيف، ويفوت عليهم الفرصة في استيعابهم لاحقا، مشيرين إلى أن ذلك ربما يعطي انطباعا بعدم وجود احصائيات سليمة لدى ادارات التعليم في كل من جازان وصبيا، بشأن حصر التخصصات الدراسية الشاغرة في مدارسها، والتي ينتظرها آلاف من الخريجين والخريجات للظفر بفرص للتعيين، خاصة أن بعضا منهم مضى على تخرجه نحو 12 عاما. واوضح المتحدث الاعلامي في ادارة التعليم بصبيا ناصر النهاري، ان نظام وزارة التعليم في تدريس مواد المرحلة المتوسطة والثانوية أن يقوم بتدريسها معلم متخصص. اما المرحلة الابتدائية فيعتبر المعلم بها معلم تعليم عام وهو مؤهل لتدريس أي تخصص بها مع مراعاة أن لكل تخصص يوجد هناك تخصص رديف، ممثلا على ذلك بتخصص اللغة العربية الذي رديفه تخصص التربية الإسلامية والعكس صحيح. وأضاف: لو كان هناك عجز في تخصص التربية الإسلامية فإن معلم اللغة العربية هو من يسد هذا العجز وهذا لا يكون إلا في المرحلة الابتدائية فقط وفي أضيق الحدود أن لم يتوفر متخصص.