في أزقة مظلمة وطرق مسدودة يجد المتسوق نفسه وسط غابة عشوائية مخالفة للأنظمة والتعليمات البيئية والصحية والروائح غير المستحبة .. إذن أنت في عمق سوق الكيلو 14 جنوبجدة وكأنك في حلم كابوسي .. فكل شيء هنا قابل للتسويق من الأطعمة والمستلزمات والأدوات الكهربائية يقبل عليها البسطاء من سكان الحي ومن لا يشتري يتفرج أو يقضي ساعاته فضولا في التسكع أو المسامرة حتى صار السوق رمزا للعشوائية في أبهى صورها كما يقول بعض المواطنين في الحي فالذي يجري في السوق أشبه بالمأساة والملهاة هنا يباع كل شيء مأكول منتهي الصلاحية مثل الدجاج البلدي واللحوم، كما يقول المواطن سعود الشهراني وهناك المبرد والمثلج ولا يدري أحد عن صلاحيته، أما اللحم المشوي والخضار والفاكهة والأسماك ذات الروائح فحدث ولا حرج كل شيء يباع في رابعة النهار ولا يخشى الباعة حساب المراقبين ولا رقباء الصحة فالبيع مفتوح لمن شاء. ويتفق معه صالح جابر و يقول إن وجود الدجاج البلدي في السوق أمر يدعو للتساؤل عن دور الرقابة الذي منعت منذ عدة سنوات بيع وتسويق الدجاج البلدي تماما على خلفية المشاكل التي نتجت عنها في فترات سابقة وهو الأمر الذي دعا السلطات المختصة بمنع تسويق البلدي، وحثت المواطنين والمقيمين على الابتعاد عنه والحرص على شراء المضمون من المبرد والمثلج حفاظا على سلامة المتسوقين من كافة الأمراض الوبائية. والاغرب أن هناك من يبيع ساندوتشات الدجاج المشوي على الفحم جنبا إلى جنب الأسماك مجهولة المصدر أو سيئة التخزين المقيم العربي عبدالجبار القدري قال إن الكيلو 14 يعاني من عدة مشاكل في جوانب النظافة، كما أن أغلب الشوارع الفرعية غير مسفلتة ويصعب على معظم المركبات الدخول في الحي بسبب رداءة الطريق وكثافة الحفر بمختلف أنواعها الوعائية وغير الوعائية، ويلاحظ السكان أن فرق الرقابة لا تزور الحي للتأكد من سلامة الخدمات مثل شبكات المياه والصرف حيث تتدفق المياه الآسنة والحلوة الى الشوارع والطرقات فضلا عن الظلام الدامس في وسط السوق ما يجعل الأطفال والنساء والعائلات في وضع حرج في فترة التسوق المسائية. مواطنو الحي يجمعون على ضرورة إصلاح الأوضاع وتسريع عملية التطوير، ويقول سالم الغريب: ينبغي على الجهات تركيز الجولات الرقابية في كل الأحياء ومعالجة الأوضاع ومراقبة ما يتم تسويقه في المتاجر ووضع خطة عاجلة لتحديث المناطق العفوية مثل الكيلو 14 و سوقه.