«هنيئا لكم بملك صالح يرعاكم ويهتم بشؤونكم داخل وخارج وطنكم، وبوزير أمن لا يهدأ له بال إلى أن يطمئن على أحوال المواطنين»، بهذه الكلمات بدأ أحد مشايخ اليمن حديثه ل«عكاظ»، وهو يسجل فخره واعتزازه كمواطن يمني بما تبذله المملكة من جهود استثنائية مضنية ومتواصلة لاسترداد أبنائها من بعض الدول إلى حضن وطنهم معززين مكرمين. وعلمت «عكاظ» من مصادرها الخاصة، أن الأجهزة الاستخباراتية السعودية التي بذلت المستحيل على مدى ثلاث سنوات مضت، من أجل تخليص نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي من خاطفيه، أعدت خطة نوعية محكمة لعملية تحريره، لضمان المحافظة على حياته والعودة به إلى المملكة وهو في أتم الصحة والعافية. وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن تحرير نائب القنصل السعودي جاء تحت جنح الظلام وعند الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الأحد الماضي في محافظة شبوة بالقرب من وادي مرخة، ليتم نقله وعلى وجه السرعة إلى خارج المحافظة، حيث بات ليلته في إحدى القرى الواقعة بين محافظة شبوة ومديرية العبر، واقتضت الاحتياطات الأمنية التي أعدتها الأجهزة الاستخباراتية السعودية في تلك الليلة، أن ينام الخالدي في منزل ومرافقيه الأمنيين في منزل آخر لضمان سلامته، ليصل في اليوم التالي (الاثنين) ومرافقيه إلى منفذ الوديعة الحدودي بمحافظة شرورة، حيث استقبلوا (وفق ترتيبات مسبقة) من قبل ضباط وأفراد حرس الحدود وبعض القطاعات الأمنية، الذين حرصوا على حضور عدد من أفراد أسرة الخالدي وأقاربه لاستقباله بعد ثلاث سنوات من الغياب. وأكد عدد من مشايخ القبائل اليمنية، بأن العملية الاستخباراتية السعودية التي تمت في سرية تامة فاجأت اليمنيين أنفسهم، وقالوا بأنها تبرهن وبما لا يدع مجالا للشك دقة التخطيط ونجاح التنفيذ، خاصة أنها جاءت في ظروف صعبة حيث تعيش اليمن حالة من الفوضى والانفلات الأمني، ووسط تضاريس صعبة تجمع بين الجبال والسهول، استغلت من قبل القاعدة لتنفيذ عملياتها الإجرامية. وقال الشيخ محمد بن حسن العرادة أحد الزعماء القبليين بمحافظة مأرب، بأن تحرير نائب القنصل السعودي في عدن من خاطفيه في عملية استخباراتية سعودية نوعية، يشكل إضافة للنجاحات الأمنية التي حققتها المملكة على مدى سنوات مضت، وتأكيدا واضحا على قيمة الإنسان السعودي لدى قيادته التي تحرص على أمنه وسلامته في الداخل والخارج، وأشار إلى أن نجاح العملية الاستخباراتية السعودية لاقى ردود فعل إيجابية في الداخل اليمني، لأن العملية نجحت في اختراق صفوف القاعدة وضربها في عقر دارها. من جانبه، قال الشيخ صالح لنجف، بأن كثيرا من اليمنيين ذهلوا وهم يتناقلون خبر تحرير نائب القنصل السعودي عبدالله الخالدي في عملية استخباراتية سعودية بحتة، مشيرا إلى أن مصدر الذهول هو عودة المختطف إلى المملكة رغم تمسك القاعدة بل وتحديها وذهابها إلى أنها لن تطلق سراحه ما لم تنفذ شروطها الدنيئة التي كانت تهدف من ورائها إلى الابتزاز المادي، وأوضح الشيخ لنجف بأن المملكة أثبتت قدرتها على استعادة أبنائها من أي مكان في العالم، دون الرضوخ لمطالب المبتزين الذين لا يخافون الله، بل ويتلاعبون بحياة البشر لتحقيق مآربهم.