أكد خبراء ومحللون لبنانيون ل«عكاظ»، أن الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تشكل حاجة ملحة لتمتين الصف العربي والإسلامي في هذه المرحلة الخطيرة. وتوقع المراقبون أن تسفر هذه التحركات والجهود عن نتائج إيجابية على المستويين العربي والإسلامي. وقال مستشار رئيس الحكومة السابقة الدكتور خلدون الشريف ل«عكاظ»: إن المملكة بقيادتها الحكيمة تبدو الوحيدة القادرة على لعب دور إيجابي في تبريد أي توتر إقليمي وإصلاح ذات البين بين الدول العربية والإسلامية. ورأى أن المشاورات السعودية التركية المصرية لا يمكن عزلها عما يجري من أحداث في المنطقة، متوقعا أن تسفر عن نتائج إيجابية على صعيد العلاقات العربية العربية أو العلاقات العرببة الإسلامية. وقال: إن هذه الجهود تدل على أن المملكة ستبقى الراعي الدائم لكل أنواع المصالحات الأمر الذي ينعكس إيجابا ليس على الساحة العربية فحسب ولكن على الساحة الإقليمية والدولية أيضا، بحيث يصبح موضوع التعاطي الإقليمي أكثر دقة وأكثر تماسكا. من جهته، أفاد المحلل السياسي الدكتور فؤاد مطر، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لم ينتظر وقتا طويلا ليبدأ دوره كمعالج للأوضاع العربية والإسلامية التي تراوح بين التأزم والتعقيدات العصية على الحل، لافتا إلى أنه اعتمد أسلوب المبادرة ورأينا المملكة تنهج سياسة القمم الثنائية انطلاقا من رؤيتها أن المنطقة تعيش حالة من المخاطر التي لا بد من معالجتها على الفور. ورأى مطر أن المواطن العربي يرى في هذا الأمر نوعا من الطمأنينة خصوصا أن هذا الحراك السياسي العربي للملك سلمان سيتوج بقمة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. ورأى مطر أن المطلوب التهدئة ثم الانتقال إلى تقريب وجهات النظر، معتبرا أن القضية الأساسية للمملكة الآن هي التشاور الدائم مع رؤساء الدول والبحث في كافة القضايا العالقة دون اسثناء للتوصل إلى تهدئة في كافة المجالات. بدوره، قال المحلل الاستراتيجي الدكتور أحمد الغز: إن جهود ومشاورات المملكة لحل الملفات العالقة في المنطقة، تبدو الجهود الوحيدة القادرة على إحداث اختراق حقيقي في هذه الملفات، وأضاف: إذا لاحظنا طبيعة الحراك الذي يتم بقيادة خادم الحرمين الشريفين بدءا من اللقاءات التشاورية المتتالية مع قادة مجلس التعاون الخليجي، نتأكد من أننا أمام استحقاقات كبرى ستتم في الشهر المقبل منها القمة العربية والانتخابات المصرية إلى المفاوضات النووية، والأزمة اليمنية والسورية، ما يشير إلى أن المنطقة برمتها تترتب في الرياض التي أضحت عاصمة الاستقرار العربي. وعبر الغز عن تفاؤله بهذه المشاورات، لأن المملكة يشهد لها التاريخ بأن لها أثرا كبيرا في احتضان كافة المشاكل والسعي إلى حلحلتها وتقريب وجهات النظر للوصول إلى نتائج طيبة، تنهي حالة الغليان التي تؤدي في نهاية المطاف إلى ما لا يحمد عقباه.