القمم العربية التي تُعقد في أي من الدول العربية أو الإسلامية، دائماً تتناول بحث القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية، وكذلك تكون فرصة طيبة لحل الخلافات العربية - إن وجدت - وتصفية الأجواء والنفوس، وتكون القرارات التي يتخذها الملوك والرؤساء العرب خلال تلك القمم حاسمة وجادة بالنظر للظروف الخطرة التي تواجهها الدول العربية والإسلامية، وطرق تفعيل العمل العربي المشترك، والاستعدادات القائمة في كل حين لمواجهة أي طارئ يحدث لا قدر الله. إن المملكة العربية السعودية دائماً في حال استعداد تام للمشاركة الفعالة في اجتماعات هذه القمم، لمشاركة أشقائها العرب للنظر في التطورات القائمة في المنطقة العربية والإسلامية، لدرس ومناقشة جميع القضايا العربية بصفة عامة، كالقضية الفلسطينية والقضية اللبنانية والقضية العراقية، وقضية الرئيس السوداني عمر البشير، والأزمات التي تمر بها المنطقة العربية التي تتطلب من حكماء وقادة العرب بحث التداعيات لجميع الأوضاع التي تحدث في المنطقة على ضوء ما تمر به بعض الدول العربية والإسلامية من تخبط سياسي. وفي الوقت نفسه تحريك هذه الأمور والأحداث إلى التطور الإيجابي والملموس، وتصفية الأجواء العربية وتوحيد الصف والقرار وإزالة التوتر والخلافات بين بعض رؤساء الدول العربية، وهو ما قامت به السعودية أخيراً من تقريب وجهات النظر بين مصر وسورية وغيرهما. وفي إعادة العلاقات السورية اللبنانية إلى عهدها السابق سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين، والقضايا الأخرى بالنسبة للعالم الإسلامي والمشاورات المستمرة ذات الفائدة المشتركة بين القيادات العربية والإسلامية، هذا كله يضيف مزيداً للوضع الإيجابي في المحافل الدولية حول القضايا العربية والإسلامية كلها، مادامت الدول الفاعلة والمؤثرة تتناول هذه القضايا بحكمة وعقلانية بهدف حلحلة كافة القضايا العالقة، وإنهاء مظاهر التوتر والاحتقان بتقريب وجهات النظر بين بعض الدول العربية من أجل تحقيق المصلحة العليا للعالم العربي ودوله وشعوبه، ليعم الاستقرار في ربوع العالم العربي كافة، وذلك هو ما تسعى إلى تحقيقه تلك القمم العربية بالشكل المطلوب تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)... أتمنى من الله عز وجل أن يكلل جهود القادة العرب في توجهاتهم بالنجاح والتوفيق لخدمة الأمة العربية والإسلامية في كل مكان.