يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم زيارة رسمية إلى المملكة تستمر ثلاثة أيام. ومن المقرر أن يعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود غداً (الإثنين) اجتماعاً في الرياض مع الرئيس التركي لمناقشة أوضاع المنطقة. فيما يصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد ظهر اليوم (الأحد) إلى الرياض، لإجراء مشاورات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز في مقترح مصري لإنشاء «قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب». ويذكر أن أردوغان أكد أمس أنه لن يكون هناك لقاء يجمعه بالرئيس المصري أثناء زيارتهما للرياض. ونسب إلى أردوغان القول إنه «لكي يحدث ذلك، فإن الأمر يحتاج إلى خطوات في مسار إيجابي». (للمزيد). وكان السيسي طالب تركيا، في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة «العربية»، بوقف تدخلاتها في شؤون مصر الداخلية. وأكد أنه لا توجد جهود للوساطة مع أنقرة، وأن الوضع العربي يستدعي تنسيقاً بين مصر والسعودية. ووصف تزامن زيارته للرياض مع زيارة أردوغان بأنه «مصادفة». وشدد الرئيس المصري على أن زيارته للرياض لا تأتي بهدف تنقية الأجواء كما تحدث بعضهم، مؤكداً متانة العلاقات السعودية - المصرية، وأنها لا تزال على المستوى نفسه من العمق والتقارب. وأشار إلى أن زيارته للمملكة تهدف للمزيد من التنسيق والتشاور مع الملك سلمان في ما يتعلق بأبرز الملفات الساخنة التي تهم البلدين. وأوضح أن مواقف الملك سلمان مع مصر تاريخية ومحل تقدير، مؤكداً أن الواقع العربي يستدعي المزيد من التنسيق بين السعودية ومصر. وقال: «نعول على دور السعودية لإنجاح مؤتمر شرم الشيخ، ونحتاج من أشقائنا العرب تلبية مبادرة المغفور له الملك عبدالله وحضور المؤتمر الاقتصادي». وأكّد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على هامش زيارته للعاصمة الصينية بكين أمس، «أهمية الزيارة، كونها الأولى التي تجمع بين الرئيس السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة»، موضحاً أنها «فرصة لتناول العلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية التي تشكل تحديات لاستقرار المنطقة والأمن القومي العربي». وأشار إلى «وجود تواصل بين البلدين». وشدد على أن «العلاقات المصرية - السعودية استراتيجية، وأنها علاقات تكامل وإدراك لمصلحة مشتركة متصلة، لأن المملكة دولة ذات مؤسسات، والأمور فيها تسير من خلال مشاورات وتواصل مستمر في مختلف العهود بينها وبين مصر، واللقاء استمرار لتعزيز العلاقات بين البلدين في عهد الملك سلمان، في إطار التواصل المباشر بين الزعيمين، لطرح رؤيتهما المشتركة إزاء العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية التي تفرض تحدياتها على المنطقة». إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى السعودي عبدالله العسكر ل«الحياة» إن «الأحداث المتسارعة في المنطقة، خصوصاً ما يجري في ليبيا واليمن بعد الانقلاب الحوثي، زادت وتيرة المشاورات مع الرياض». وأضاف: «هناك فكرة تدور في الأفق لتشكيل حلف جديد في المنطقة يضم السعودية وتركيا ومصر لمواجهة التحديات». وأضاف العسكر: «لا نستغرب أن تقوم السعودية بدور في تقريب وجهات النظر بين السيسي وأردوغان، لأن الخلاف مع تركيا ليس على استراتيجيات، وإنما على تفاصيل بسيطة، من الممكن إعادة النظر فيها».