مذيع قناة العربية أشار إلى تقرير وزارة الصحة الذي كشف أن 90% من الإبل «مصابة» بفيروس كورونا، غير أن مسؤول وزارة الصحة الذي كان يتحدث إليه صحح له مؤكدا أن التقرير كشف أن هذه النسبة من الإبل «أصيبت» بفيروس كورونا، وذلك ما كشفت عنه التحاليل التي عثرت على المكونات المضادة للفيروس في دمها بعد أن تم شفاؤها منه. السؤال الذي لم يطرحه مذيع العربية يتعلق بما إذا كان بالإمكان اعتبار المكونات المضادة التي مكنت الإبل من التغلب على فايروس كورونا خطوة نحو الوصول لمعرفة لقاحات تقاوم هذا المرض الفتاك أو تحقق للإنسان الوقاية منه، وبدوري لا أجرؤ على طرح مثل هذا التساؤل، فهو لا يصدر إلا من مختص ولا يجيب عليه إلا من هو أكثر اختصاصا؛ لذلك تبقى الأسئلة التي لا نستطيع مقاومة طرحها أسئلة هامشية لا تستهدف التشكيك في نتائج الفحوصات التي جعلت من الإبل المتهم الأول في انتشار فيروس كورونا على نحو يمكن لنا بعده أن نطالب بالتخلص منها حفاظا على حياة الناس في بلادنا، وإنما هدفها استجلاء الحقائق حول هذا الداء الذي كلما اعتقدنا أن وطأته قد خفت عاد للظهور ثانية وبوطأة أشد. أول تلك الأسئلة يتعلق بن سبة عدد المصابين بمرض كورونا من رعاة الإبل والملاصقين لها والمتعاملين معها قياسا بعدد المصابين الذين لم يخالطوا الإبل بل ولم يعرفوها إلا على شاشات التلفزيون، وهو سؤال تفرضه الحالات المعلنة لإصابات كورونا، والتي لا نكاد نجد من بينها إصابة لأحد ممن يخالطون الإبل. وثاني تلك الأسئلة يتعلق بالسبب الذي يجعل الإبل عندنا من بين كافة إبل العالم حاملة لهذا الفيروس، فأستراليا التي لا تعرف ماذا تصنع بالإبل التي تكاثرت عندها لا تشكو من انتشار كورونا ولم تتهم تلك الإبل التي تبحث عن طرق للتخلص منها بحمل فيروس كورونا أو أي فيروس آخر. وأما السؤال الثالث فيتعلق بالسبب الذي غير طباع الإبل لدينا، فمنذ ناقة البسوس في الجاهلية حتى ناقة جدي رحمه الله لم تكن هذه الإبل مصدر خطر على صحة الإنسان، فكيف انتقل إليها الفيروس وأصبح90% منها مصابا به أو أصيب به حسب تصحيح مسؤول وزارة الصحة؟.