تسببت السمنة الزائدة في سجن الشاب محمد سالم آل خمسان البالغ من العمر (33 عاما) داخل منزلهم الكائن في شرق الحمر جنوب مدينة نجران فأصبح حبيس الغرفة بعد أن بلغ وزنه أكثر من 400 كيلوجرام، لم تستطع والدته الطاعنة في السن التي تعيش معه داخل بيت شعبي وتنفق عليه من مستحقاتها الشهرية من الضمان الاجتماعي، مواصلة علاجه في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وإنهاء معاناته، وحالت الظروف المادية دون ذلك. وفي التفاصيل، تلقت «عكاظ» بلاغا من المواطن محمد يحيى حرسون عن حالة الشاب محمد الذي أصبح لا يستطيع الحركة ولا الخروج من منزلهم بسبب السمنة المفرطة، والتقت «عكاظ» بالشاب ووقفت على حالته واستمعت لمعاناته حيث لم يجد وسيلة للتعبير عن حالته سوى بالدموع لإنقاذ حياته، وإنهاء معاناته مع والدته التي تعجز في مساعدته في قضاء حاجته. ويروي الشاب محمد تفاصيل معاناته قائلا: أعاني من السمنة منذ صغري وكنت على مراجعة مستمرة مع الأطباء في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض ولكن في السنوات الأخيرة لم أستطع مواصلة علاجي بعد أن زاد وزني ولم أستطع صعود الطائرة أو ركوب السيارة للسفر إلى مدينة الرياض. ومن جانبها، قالت والدته: أمنيتي أن أجد ابني في أتم صحة وأن يقوم بشؤونه ويخدمني فمنذ ولادته وأنا أقوم بخدمته حتى الآن ولكن في الأشهر الأخيرة لم أستطع مساعدته حيث أصبح ضخما جدا ويصعب علي تحريكه. «عكاظ» وثقت وضع الشاب بالصوت والصورة ونقلت معاناته إلى استشاري جراحة المناظير وجراحات السمنة المفرطة المشرف العام على مستشفى الملك خالد بمنطقة نجران الدكتور عبده بن حسن الزبيدي، الذي تجاوب مشكورا وأبدى استعداده في قبول الحالة كاستثنائية بعد أن علم بأنه أصبح يعاني من الضيق في التنفس ولم يستطع الحركة، مؤكدا تشكيل فريق طبي لمتابعة الحالة مطالبا بنقله إلى المستشفى فورا. وعلى الفور قامت «عكاظ» بالتواصل مع المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة نجران سعود حمد آل دويس، لطلب فرقة إسعافية لنقل الشاب محمد إلى طوارئ مستشفى الملك خالد والذي بدوره هو الآخر بادر وبشكل عاجل في تمرير البلاغ إلى غرفة العمليات لنقل فرقة إسعافية متكاملة بطاقمها الإسعافي لنقل مريض السمنة من منزله إلى مستشفى الملك خالد بنجران. «عكاظ» أرشدت إسعاف الهلال الأحمر إلى منزل المريض وكان الفريق الإسعافي مكونا من فني إسعاف ياسين مسفر كرحان، وزميله الفني تركي سالم آل ناصر حيث واجها صعوبة في نقل الحالة مما اضطرهما إلى وضع فرشه داخل الإسعاف وإنزال نقالة المصابين ووضعها في سيارة أخرى لإيصالها إلى المستشفى، واستغرق طاقم الإسعاف في نقل المريض من المنزل إلى سيارة الإسعاف أكثر من 25 دقيقة بعد محاولة في إسناده والمشي على أقدامه وصعوده الإسعاف بمساعدة أبناء أفراد قبيلته، وفور صعوده إلى الإسعاف تعرض إلى ضيق في التنفس بسبب الوزن الزائد والسمنة المفرطة، وعلى الفور قامت فرقة الإسعاف بوضع جهاز للتنفس ونقله بشكل عاجل إلى المستشفى. ورافقت «عكاظ» المريض أثناء نقله إلى طوارئ المستشفى وكان في استقباله فريق طبي متكامل برئاسة الدكتور سامر الكرك أخصائي الجراحة العامة والسمنة بالمستشفى، وكان الفريق مستعدا بأجهزة طبية وسرير طبي ذي حجم كبير، واستغرق الفريق الطبي وفرقة الهلال الأحمر وبعض المواطنين في إنزال المريض من سيارة الإسعاف على السرير أكثر من نصف ساعة وبعد جهد تم وضع المريض على السرير ونقله إلى غرفة خاصة داخل مركز أمراض وجراحة السمنة بمستشفى الملك خالد بالمنطقة. من جهة ثانية، شكرت والدة المريض «عكاظ» للمساهمة في نقل ابنها للمستشفى مثمنة تفاعل مستشفى الملك خالد والهلال الأحمر وسرعة استجابتهم لاستغاثتها في إنهاء معاناة ابنها مع السمنة المفرطة.