في البدء، لا بد من التسليم أن في الأهلي رجلا يساوي ألف رجل في حبه وفي دعمه.. وفي صمته حكايات لا يعرفها إلا قليل من أحبابه، وحينما نوغل في هذا الصمت نعرف لماذا قالوا «السكوت من ذهب»! أما قبل: فثمة من يحاول أن يقلده، ولكن هيهات بين الأصل والصورة، لدرجة قلت ذات بوح: بعض الشخصيات لا يمكن أن تكون أكثر من واحد! أما بعد: ولكي لا أرسب في امتحان الرمزية، من عنيته الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي تربطه بالأهلي علاقة عشق، ولكم أن تتصوروا عشقه للأهلي وعشق الأهلاويين له. وبين أما قبل وأما بعد تأتي القراءة المتأنية عن هذه العلاقة بكثير من الدلالات التي من خلالها خالد واحد والرياضيون بالآلاف، وفي كل الحالات من ينصف خالد مات، لكن للإنصاف في الأهلي ذاكرة لا تنسى، ومن ينساك يا خالد إما فاقد ذاكرة أو الرياضة عنده لا تتجاوز المربع رقم اثنين وهدف المغرب بعشرة! فاز الأهلي وتوزعنا المهام في الإعلام، كل يقول أنا لي دور في هذا الانتصار، والأدوار طبعا حسب رؤية كل شخص منهم من يقول دوره هامسا ومنهم من يقوله بصوت عالٍ! ولا يمكن أن ألغي دور أي أهلاوي في هذا الإنجاز ولا أقلل منه بقدر ما أنصف رجلا أهدى الأهلاويين الفرح وانعزل بحزنه الذي هو حزن أمة في فرد! حتى وهو يبتسم في ليلة الفرح الأهلاوي كانت تلك الابتسامة تخفي وراءها حزنا كبيرا تذكرت معه «وين رايح التفت سلم علينا.. ما روينا من حنانك ومنك والله ما اكتفينا»! خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز وجوده في الأهلي ضمانة للرياضة وأهلها، فبيننا اليوم من شوهوا الرياضة، ولا أود أن استحضرهم هنا على هامش الحديث عن أستاذ النبل خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، ولكن ألمحت لهم من باب التأكيد على أن أخلافيات الرياضة عنوانها خالد! الإشكالية التي أزعجت كثيرا من الأهلاويين هي خطاب الأهلي الإعلامي، وأعني هنا الرسمي، أي أن المطالبة ببيانات وتصريحات وتحذيرات بسبب ما تعرض له الأهلي من ظلم تحكيمي، وأحيانا أنساق مع هذه المطالب بحماس شديد، لكن للأهلي سياسة مختلفة في هذا الجانب نختلف أو نتفق معها، إلا أنها حكيمة، وأصفها بذلك لأن الحكمة أهلاية! ولربط شيء بشيء، من الواجب علينا أن نحفظ لهذا الرجل تعاطيه الواعي مع الرياضة ونقدر له ما يفعله للأهلي ومع الأهلي بطيب عاشق، وما مروري اليوم على اسمه إلا إنصاف لقلمي من خلال كلمة حق بحق خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي هو من علمني أن الرياضة تعرف أبناءها، وهو من يقول لنا عبر مواقف عدة: الحكمة أهلاوية! أخيرا: الأمير خالد الفيصل يحبه المواطن ويهابه المسؤول!