اليوم تحديدا، سيعلن الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز استقالته من المناصب الرسمية وغير الرسمية في الأهلي بشكل خاص، والرياضة بشكل عام! فهل نتحدث عن الأولى، أم نبدأ بالثانية، في الحالتين هو قرار ورغبة وراءه من الأسرار ما دعاني لأقول هامسا لصديقنا المشترك أيمن عبدالغفار: أتعبوه! من المتعارف عليه في كل الأندية أن من يستقيل يكتفي بالإعلان، ثم ينسحب ويترك المكان لمن هو راغب في تكملة المشوار، وأحيانا يترك مكانه شاغرا لخطاب الشهرة على حساب المكان والمكانة. هذه ربما قاعدة يبنى عليها في الرياضة، لكن الأمير خالد بن عبدالله يرفض أن يكون مثلهم، بل ها هو يضع بصمة وفاء وبصمة عمل حتى وهو يغادر، فعلى صعيد العمل على مدار الأيام الماضية في اجتماعات متواصلة من أجل الأهلي، وعلى صعيد الدعم وعد بسداد كامل الديون على النادي، يضاف إلى ذلك دعم آخر للنادي، وفي الأوراق من الأرقام ما جعلني أقول: لن تتعب من سيأتي بعدك بعكس آخرين ارهقوا أنديتهم وتخلوا.. وجود أمثال الأمير خالد بن عبدالله في الرياضة كان يشكل ضمانة للوسط الرياضي بشكل عام، وبمغادرته وجب علينا وعلى من تهمه رياضة الوطن أن نسأل: لماذا بدأ أهل الرياضة الحقيقيون يغادرونها؟ سؤال لا تحتاج الإجابة عليه إلى عصف ذهني، فمن يتابع ويتأمل المشهد يدرك أن القضية ليست قضية عادية في ظل التجاوزات التي تحدث من ناس كل ما يريدونه من الرياضة هو أن يكبروا حتى وإن كانوا صغارا! الأمير خالد بن عبدالله على امتداد تاريخه الرياضي لم يسئ إلى أحد، ولم يتجاوز على أحد، يرفض أن يكون له هنا تصريح وهناك حديث، أي أن علاقته بالرياضة علاقة محب يعطي ولا يأخذ. اليوم، يعلن خالد بن عبدالله استقالته تاركا الرياضة لمن الغاية لديه تبرر الوسيلة، ولا بد في هذا السياق أن نشير إلى من انساق وراء حملة الغمازين الذين سقطوا في امتحان الحقيقة سقوطا ذريعا ذكرنا بذاك الذي اتخذ من «اكذب.. اكذب» شعار له. في مواضع كثر أسيء للرياضة من خلال أهلها الحقيقيين، ولمصلحة من جاءوا للرياضة من النوافذ، وهنا إشكالية أخرى معنية بنص ضائع أفقد القصيدة جمالها. أشعر بغبن شديد لخسارة رجل بهذا الحجم كان ينظر للرياضة نظرة شمولية فيها اتجاه قلب للأهلي وكل القلب للرياضة. أعرف أن عشقه للأهلي كبير، وأعرف أن الأهلي سيظل أمامه، وأدرك أن ارتباطه بالرياضة من خلال الأهلي سيظل معه أينما يكون، لكن هل يعرف بعض بعض الأهلاويين أنهم جرحوه بعبارات، إن تجاهلها بالنسيان، لا يمكن أن تسقط من ذاكرته لسبب أعرفه وآخر يعرفه من قرأ تلك العبارات السوداء. مصدرجي ولكن.. يلاحظ أن هناك سباقا محموما بين المصدرجية في الأهلي لبيع الوهم على حساب الأهلي، بمعنى أن الأهلي حتى الآن وقع مع كارينو وكوزمين وبردوم، وفي النهاية يتضرر النادي من أخبار لا صحة لها. من يوقف سباق المصدرجية يا أهلي ...؟ هذا هو السؤال.