كشفت فخامة ألين جونسون سيرليف، رئيسة جمهورية ليبيريا وصاحبة لقب «المرأة الحديدية» في أفريقيا، وأول رئيسة منتخبة ديمقراطيا في القارة السمراء، عن تجربتها في التعامل مع أزمة وباء «إيبولا» التي هددت أمن ليبيريا والعديد من دول أفريقيا، قائلة: «واجه الليبيريون تحديا هائلا تمثل في إنقاذ بلدهم، بعد أن عصف المرض بالناس والنظام الصحي والاقتصاد مخلفا عواقب هائلة على كافة نواحي الحياة، ولهذا الغرض تم إنشاء هيئة تنسيق تشمل جميع أصحاب المصلحة وتضم قادة السلطات الثلاث وممثلين عن المجتمع الدولي والمجتمع المدني في ليبيريا والقادة المحليين التقليديين والروحيين بهدف تعزيز روح المسؤولية لدى الجميع لحل المشكلة». وحول أهمية الاتصال الحكومي ودوره قالت: «نظرا لأهمية حشد المجتمع وتحفيزه كي نحقق التغيير المطلوب وخاصة في أساليب التفكير، عملنا على تحويل العملية من مركزية تقودها الحكومة إلى عملية لا مركزية تتحمل فيها المجتمعات المحلية مسؤولية نشر المعرفة والاستجابة للاحتياجات، حيث عملت سلسلة منظمة وفاعلة من المتطوعين لإنشاء حركة تواصل شعبية تدعمها الهيئات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات والقيادات التقليدية والدينية وقام المتطوعون بزيارات توعية لنقل المعلومات وتثقيف الناس من بيت إلى بيت». وأضافت الرئيسة الليبيرية: «بفضل تضافر الجهود بين الحكومة ووسائل الإعلام والناس، تحولت النظرة الداخلية والخارجية تجاه الأزمة الليبيرية من الخوف والهلع لتميل نحو الطمأنينة والأمل، وكنا نعمل يدا بيد مع وسائل الإعلام لتوفير المعلومات المحدثة والفورية والصادقة عبر نظام خاص بالإبلاغ عن الإصابات وانتشار المرض. ورغم أننا كنا نصارع تضخيم وسائل الإعلام الأجنبية اللازمة إلا أننا حرصنا على تزويد وسائل الإعلام الأجنبية بالإحاطات الإعلامية المنتظمة وتأمين وصولهم إلى كافة الأماكن التي يحتاجون لزيارتها». واعترفت ألين جونسون سيرليف في كلمتها في اليوم الثاني من جلسات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 أن عدم قدرتنا على التحرك بسرعة وإبلاغ الناس بطبيعة المرض كان سببا في فقدان الثقة من قبل الشعب بالمؤسسات الحكومية وخلال فترة الانتشار السريع للمرض واجهنا تحديا هائلا تمثل في التعامل مع الانتشار السريع للأخبار والشائعات خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث أخفقنا في البداية في تجهيز الإجراءات المناسبة لإيصال المعلومات الصحيحة للمواطنين، ولم تنجح المحاولات في فرض الحظر والحجر الطبي بل وتحولت إلى صراع مع الناس الذين كانوا خائفين وفاقدين للثقة. واختتمت «كان إشراك الناس والمجتمعات درسا في غاية الأهمية، وأصبح بالنسبة لنا أساس النجاح، وكانت مبادئ الشراكة وتأسيس العلاقات عبر التواصل مع الناس هي وصفة النجاح التي مكنتنا من تجاوز محنتنا». وكان سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، شهد فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 الذي يقام تحت شعار «خطوات محددة... نتائج أفضل»، في مركز إكسبو الشارقة، بحضور الرئيس اللبناني السابق العماد ميشال سليمان.