10.1 تريليونات قيمة سوق الأوراق المالية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين الأهلي والدوري كابوس النصر
نشر في عكاظ يوم 23 - 02 - 2015

وسع فريق الأهلي الفارق بينه وبين فريق النصر، عندما فرط في نقطتين ثمينتين في مباراته «العجيبة» أمام الهلال مساء أمس الأول، وتعادل فيها ب (1/1)، في وقت كان بإمكانه أن يحقق ما هو أكثر من الفوز بنقاط المباراة الثلاث؛ لأنه مكتمل العناصر.. ولأنه يلعب على أرضه وبين جماهيره؛ ولأنه يتربع على المرتبة الثانية وغير بعيد من النصر..
لكنه وبعد هذه المباراة أصبح يملك «33» نقطة، بينما أصبح لدى النصر «41» نقطة.. وحتى وإن فاز الأهلي في مباراته المتبقية أمام «نجران» وحصل على نقاطها الثلاث فإن نقاطه ستصبح (36) نقطة أي بفارق «5» نقاط..
•• وإذا نحن تصورنا أن الأهلي قادر على التعويض، وفاز بمباراتيه القادمتين أمام الخليج والشباب وحصل على (6) نقاط، فإن رصيده سوف يصبح بعد كل ذلك «42» نقطة.. فالمباراة المؤجلة أمام نجران إذا افترضنا الفوز، وهنا ستصبح الفرص متساوية.
•• من هنا أقول إن تفريط الأهلي في نقاط الهلال الثلاث كان بمثابة تتويج مبكر للنصر بالبطولة.. ساهم فيه الأهلي بنصيب كبير للغاية.. وتلك واحدة من أبرز مشاكل الأهلي ألا وهي عدم المحافظة على الانتصارات.. سواء في المباريات أو في المسابقات على اختلافها.. حيث يكون متقدما بهدفين أو ثلاثة.. ثم يفاجأ مرماه بأكثر من «4» أهداف من الفريق الخصم وهكذا..
•• فما هو سبب ذلك الخلل الأزلي؟!
•• الإجابة باختصار شديد أن ثقافة الفوز.. وثقافة البطولات وثقافة الثبات والاستمرار مفقودة عند الفريق منذ عرفناه في السبعينات والثمانينات وهو في عز تقدمه ونشوة انتصاراته، وأن ما حققه طوال تاريخه الطويل كان بفعل الدعم اللا محدود الذي يحصل عليه من الأوفياء الذين يديرون شؤونه..سواء كان هذا الدعم أدبيا أو ماديا.. أو حسيا.. وهو ما كان يجب تحويله إلى بطولات حتى في أسوأ الظروف تعرضا للإصابات.. والتعثرات المتكررة..
•• هذا الكلام قد يغضب البعض.. ولكنه الحقيقة لأن الفريق الأهلاوي لا تنقصه أسباب النصر.. فهو أول وأفضل فريق يمتلك أكاديمية، وكان يمكن أن تجعله يتصدر جميع البطولات بدون منازع.. ويمتلك منذ السنوات العشرين الأخيرة دعما غير محدود من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، وكان قبل ذلك يحظى بنفس الدعم من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل -يرحمه الله رحمة الأبرار-، ومن أبنائه وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبدالله الفيصل -رحمه الله وأسكنه الجنة-.. وبقية أخوانه..
•• فلماذا ظل وضع الأهلي «متأرجحا» بين الصعود والهبوط.. وبين الفوز والخسارة..؟
•• الإجابة باختصار أيضا.. أن «التكتيك الأهلاوي البارد» والتحضير البطيء.. والتعامل الفاتر مع المباريات كان سمة دائمة في الأداء العام للكرة الأهلاوية.. وهي سمة تعايش معها كل المدربين الذين مروا على الفريق وحتى اليوم.. فبدا الفريق وأنه يلعب الكرة للمتعة وليس للفوز وحصد البطولات.. وذلك هو الفارق بينه وبين الاتحاد (أولا) ثم الهلال والنصر (ثانيا) ولذلك فإنه ظل يتلقى الهزائم أو يقف عند التعادلات وقد يتعرض للهزائم بفعل انعدام «الروح» وندرة الحماس الكافي لدى اللاعبين حتى في أكثر فترات المباريات حساسية ودقة..
•• ومباراة كهذه المباراة.. لعبها الهلال ناقص العدد من حيث تغيب نجومه الكبار عبدالله الزوري.. وسالم الدوسري ونواف العابد وياسر القحطاني، في وقت كان كل نجومه الأساسيين موجودين، وكانت دكته عامرة بالنجوم.. فإن الأهلي فرط في تحقيق النتيجة التي تقترب به من البطولة.. ولعب الشوط الأول من المباراة كاملة بمستوى سيئ افتقد فيه لأبسط مقومات فرق البطولة، حيث بدت عليه الملاحظات الجوهرية التالية:
1
غياب الانضباط التكتيكي في الصفوف الثلاثة، الدفاع والهجوم والوسط على حد سواء.
2
غياب التركيز في إرسال الكرة واستقبالها وبالتالي تسليمها في أكثر الأوقات للخصم..
3
اتساع الفجوة بين الوسط والهجوم وبينه وبين الدفاع واللعب كجزر متباعدة.
4
طغيان اللعب الفردي والاستئثار بالكرة والاهتمام بالتسجيل فقط وغياب اللعب الجماعي.
5
غياب دور الأطراف ولا سيما في الشوط الأول ونصف الشوط الثاني الأول..
6
إرسال الكرة للخصم في (95 %) من الحالات نتيجة حالة الضياع التي سيطرت على الأداء العام للفريق.
7
ضعف التمركز والانتشار وعدم تبادل المراكز في المكان والزمان المناسبين.
8
الجري بدون كرة ودون هدف محدد لا من الناحية التكتيكية ولا من الناحية الاستنزافية للياقة.
9
انعدام التمريرات العرضية المتقنة.. والاكتفاء بالكرات الطائشة والعالية على غير عادة الأهلي وطريقته في اللعب.
10
بطء التحضير.. وقتل الكرة بين أقدام اللاعبين وتمركزها في منطقة الوسط..
11
سيطرة الارتباك على أداء اللاعبين العام.. وانعدام الالتزام بأي خطة.
12
إصرار المدرب على تكليف اللاعب «تيسر الجاسم» بأدوار دفاعية كمحور ارتكاز متأخر إلى جانب «وليد باخشوين».
13
غياب صانع الألعاب طوال الشوط الأول وحتى النصف الأول من الشوط الثاني.
14
تعازم اللاعبين على الكرة.. وترك مساحات واسعة فارغة مكنت الهلاليين من السيطرة على الوسط طوال شوطي المباراة.
15
انتظار اللاعب الأهلاوي الكرة حتى تصل إليه.. بدل التحرك لاستقبالها وخطفها من اللاعب الخصم وبدء الهجمة بها.
16
محدودية جهد اللاعبين.. وقصر تدخلهم على المحاولة الواحدة وغياب التقالية والبحث عن السلامة..
17
التفكير المستمر والمسبق في الإصابة وتجنب الاحتكاك باللاعب الآخر.. وعدم الانقضاض على الكرة في الوقت المناسب.
18
التوقف عن الحركة لفترة طويلة نتيجة نقص المخزون اللياقي مع التحرك المتأخر وغير المدروس..
19
غياب القيادة المنظمة لبناء الهجمات وتوجيه اللاعبين وتحقيق التوازن بين الخطوط..
20
سوء التمركز.. وارتطام الكرة بالمدافعين.. وتغيير اتجاهها (كما حدث في الهدف الذي تغير اتجاهه حين ضربت الكرة في هوساوي ودخلت المرمى الأهلاوي).
•• هذه العيوب العشرون حضرت في المباراة.. وسيطرت على الأداء العام لكافة لاعبي الأهلي طوال الشوطين بصرف النظر عن الحماس المتأخر الذي سيطر عليهم في الربع الساعة الأخيرة من وقت المباراة، وهو حماس ارتبط بتغيير أدوار بعض اللاعبين الأساسيين، وبالذات حين تقدم تيسير ليقوم بدور صانع الألعاب الذي حرم منه طوال الشوط الأول والنصف الأول من الشوط الثاني؛ لأنه كلف بمهمة المحور الدفاعي إلى جانب (وليد باخشوين) وتلك خطيئة نبهنا إليها المدربين الأهلاويين المتعاقبين ولم يستجيبوا.. فدفع الفريق الثمن تلو الثمن بسبب الضعف الكبير في وسط الأهلي وعدم توفر محاور دفاعية وهجومية محترفة.
•• لكل ذلك أقول.. إن خروج الأهلي بالتعادل يعتبر مكسبا له.. لأن مستوى الفوضى والبعد عن الخطة والارتجال في الأداء والعشوائية في التعامل مع الكرة.. كلها كانت ترشحه للهزيمة.. أمام فريق كانت لديه رغبة واضحة منذ الدقيقة الأولى للفوز عليه.. وكانت لديه روح وشعور بالمسؤولية قابلها إحساس «متبلد» و«واثق» بالفوز.. ومطمئن إلى الخروج بعد أهداف..
•• ولست أدري على أي أساس كان الأهلاويون.. لاعبين ومدربا وجهازا فنيا متأكدين من الفوز وضامنين له.. ومراهنين عليه.. بدليل ذلك أنهم فقدوا السيطرة على الكرة منذ الدقيقة الأولى في انطلاقها وحتى نهاية الشوط الأول..
وحتى الشوط الثاني فإن الفريق الأهلاوي لعب بدون استراتيجية ودون بوصلة ودون خطة واضحة المعالم.. لا من الناحية الهجومية ولا من الناحية الدفاعية ولا في منطقة الوسط على الإطلاق..
•• وإذا استمر الأهلي يلعب مبارياته القادمة بمثل هذه الصورة فإنه سيكون الأبعد عن البطولة.. والأقرب إلى المركز الثاني وربما الثالث أيضا.
•• ولكي نكون أكثر تحديدا.. فإن علينا أن نتناول
أولا: خطوط الأهلي الثلاثة (خطا خطا)
ثانيا: خطة المدرب لهذه المباراة وتشكيلته
•• الحراسة:
•• جمد الأهلي حارسه «المسيليم» أكثر من موسمين، مما أفقده رصيده اللياقي والمهاري.. وجعله يفكر خارج دائرة الإحساس بالكرة.. واحتضانها ومواجهة مآزقها بين العارضتين. وبالتالي فإن أحدا لا يستطيع أن يلوم الحارس على سرحانه.. أو عدم توفيقه في التعامل مع كرة الهدف لأن «أسامة هوساوي» ساهم في تغيير اتجاهها..
ومظهره العام سواء في لعب الجزء الأخير من مباراة الأهلي أمام (الهلال) وتصديه لضربة البنالتي.. رغم نزوله المفاجئ وغير المحسوب.. ثم مشاركته الكاملة في هذه المباراة.. مظهره هذا يدل على أنه ما زال محتفظا ببعض مهاراته.. وعلى مدرب الفريق ألا يكتفي بإخضاعه للتمارين وإنما عليه أن يشركه في الكثير من المباريات ويعالج أي أوجه نقص لديه لأن جاهزيته ما زالت عالية.. وقابلة لاسترداد بعض ما فاته منها بحكم الجلوس الطويل على دكة الاحتياط.
الدفاع:
لعب في خط الظهر في هذه المباراة الرباعي
عقيل بلغيث/ أسامة هوساوي/ محمد أمان/ محمد عبدالشافي، حيث حل «محمد أمان» محل «معتز هوساوي»، واستمر عقيل كظهير أيمن منذ أن اختفى الظهير الأيمن «سعيد المولد» بحكم قضيته المغلقة بين الأهلي والاتحاد.
ويعيب هذا الخط:
1) عفوية وعشوائية عقيل بلغيث.. وحماسه الذي يفقده التركيز المطلوب.. وما يتسبب فيه في بعض الأحيان من إرباك لخط الظهر.. أو من ثغرات في منطقة اليمين بمواجهة الجناح الأيسر الذكي لأي فريق كان..
وهو وإن تميز بالحماس وبالغيرة على الفريق وبالإخلاص إلا أنه هذه الصفات تحتاج إلى توظيف أفضل يضبط تحركه ويقلل من ميله إلى استخدام العنف والتسبب في الفاولات.. والسرحان وترك المنطقة فارغة أمام هجمات الخصم.. وهذا ما حدث في مباراة فريقه أمام الهلال أمس الأول.. بعكس مباراته السابقة التي أجاد في تغطية أخطاء أسامة هوساوي وحمى المرمى من أكثر من هدف، وذلك التفاوت في المستوى يرجع إلى أن اللاعب خامة لم تجد التوجيه وتوظيف قدراتها والحد من الاندفاعات الخطيرة أو التسبب في الفاولات.
وأنا أنصح باستمراره مع تعهد المدرب له بمزيد من التأهيل والتدريب وتحديد الدور بدقة وتقييده في الحركة ولا سيما عند القيام بواجبات هجومية.. لأنه يفتقد إلى الهدوء في التعامل مع الكرة في المناطق المتقدمة.. وعليه أن ينوع في ألعابه (هنا) متى يرفع الكرة.. ومتى يرسلها عرضية.. ومتى يسقطها فوق رأس بعينه.
2) أسامة هوساوي.. لا يمكن الحديث (هنا) عنه بمعزل عن منطقة عمق الدفاع الأهلاوية باعتبارها أضعف منطقة في الفريق بكامله.. فهي:
أ
تعدم عنصر التكامل والتجانس بين متوسطي الدفاع سواء كان الشريك هو «معتز هوساوي» أو كان «محمد أمان»؛ لأن الثلاثة يلعبون بطريقة واحدة.. يغلب عليها الارتجال وعدم التركيز.
ب
يحظى لاعبا العمق في الوقوف على خط واحد.. وفي تشابه خصائصهما ومهاراتهما.. وهي أقرب إلى الارتجال.. والعشوائية.
ج
ضعف خاصية الارتقاء المنظم لمراقبة الخصم المتمكن من المرمى في حالات الكرات العالية..
د
الارتباك في التعامل مع الكرة داخل خط (18) وكثرة الأخطاء في منطقة (الستة) والتسبب في الكثير من الأهداف.
ه
عدم توزع الأدوار في رقابة المنطقة ولا سيما في مواجهة الكرات الثابتة سواء كانت ركنية أو من أحد الجانبين أو بالمواجهة وارتطامهم ببعض واستثمار المهاجمين لذلك.
وقد لوحظ أن «أسامة» يجلي كثيرا.. ولا يبعد عنه في هذا العيب كل من معتز.. وأمان.. وذلك وضع لم يعالجه المدربون.. وسيبقى نقطة ضعف تشكل فجوة خطيرة ينفذ منها المهاجمون..
وأسامة تحديدا.. يسجل تراجعا في المستوى العام.. يدفعه إلى بذل جهد لياقي مضاعف يستنزف قدراته ويعرضه لأخطاء لا يقع فيها صغار المدافعين.. وبالذات عندما يعتمد على نفسه.. ولا يثق في من حوله..
•• أما بالنسبة ل «محمد أمان» فقد كان في هذا المباراة جزءا من حالة الفوضى التي وقع فيها الفريق.. فلا هو متجانس مع أسامة.. ولا هو يقوم بأدوار مساعدة للوسط.. ولا هو مستفيد من ثقل منطقة الظهير الأيسر التي ملأها (محمد عبدالشافي) باقتدار للمساعدة في التقدم.. أو في التراجع للخلف عندما يتقدم أسامة.. وبالتالي فإنه كان عنصر إرباك أكثر منه عنصر حل لمشكلة فراغ موجود، وأنا أعذره في ذلك لأنه ظل بعيدا عن هذا المركز من جهة.. ولأن المدرب السابق جربه في هذه المنطقة وفي منطقة الظهير الأيمن وفي منطقة الوسط فأفقده «البوصلة» وأضاع قدراته ولم يعد يعرف ماذا يفعل.. وأن كنت أرى الصبر عليه مع استمراره في عمق الدفاع وتنظيم مهاراته وتحديد وتوزيع الأدوار بدقة بينه وبين أسامة.. وأن كان على الأهلي أن يعالج هذه المنطقة بشكل أساسي وجذري قبل الموسم القادم..
•• وكما قلت.. فإن «عبدالشافي» هو المنطقة المطمئنة الوحيدة في خط الظهر الأهلاوي، ولذلك فإن مدربي الفرق الأخرى يصرفون النظر عن منطقة الدفاع الأهلاوية اليسرى ويركزون على العمق (أولا) ثم على خانة الدفاع الأيمن (ثانيا) ويعملون على خلخلاتها والنفاذ منها.
•• والحل الأمثل الذي يجب أن يلجأ إليه المدرب (grose) هو معالجة مشكلة المحاور بشكل عام.. سواء محاور الارتكاز الدفاعية أو المحاور الهجومية المساعدة.. وحتى يتم ذلك فإنه لابد من الاعتماد بدرجة أساسية على «وليد باخشوين» للقيام بأدوار مساندة لمتوسطي الدفاع وسد الفجوات التي يتسببان فيها وإغلاق المنطقة بأحكام.. وأن كانت لدى وليد مشكلة خطيرة تتمثل في التسبب في ضربات الجزاء لأنه يعتمد العنف كحل للتخلص من الخصم في مناطق حساسة.. وإذا لم يستطع المدربون معالجة هذا العيب لديه.. فإن الخطر سيتضاعف في هذه المنطقة الحساسة بدلا من أن يصبح تراجعه إلى الخلف بمثابة الحل «القيصري» المطلوب.
الوسط:
• يعتبر (وليد باخشوين) رغم عيبه السابق واحدا من أفضل محاور الارتكاز في الكرة السعودية إن هو لم يكن أفضلهم.. إلى جانب (سلمان الفرج) من الهلال و (إبراهيم غالب) من النصر في الوقت الراهن.. فهو حاضر البديهة. وسريع التصرف.. وضاغط قوي على الخصم.. ومحرك للهجمة أماما.. ومتحرك على كامل الخط.. وموزع جيد للكرة على الأطراف وهي الخصائص التي يتطلبها المركز، لكن مشكلة (وليد) أن الأهلي يفتقد إلى المحور الآخر الذي يجاريه في المستوى وفي التحرك وفي القيام بالواجبات..
وقد ارتكب مدرب الأهلي السابق (بيريرا) واستمر مدربه الحالي في هذا الخطأ عندما أعادا تيسير الجاسم إلى الخلف كمحور دفاعي ثان، وأفقداه حساسية اللعب في المقدمة.. واختزلا جهوده في الوظيفة الدفاعية.. وبالتالي فإنه افتقد كلتا الوظيفتين.. فلا هو بالمدافع ولا هو بالمهاجم وافتقد أيضا دوره كقائد للفريق.. وصانع ألعاب.
وما حدث في هذه المباراة هو أن المدرب (جروس) تنبه إلى ذلك في وقت متأخر من الشوط الثاني من مباراة فريقه أمام الهلال عندما اضطر لاستبدال (مصطفى بصاص) وأدخل (عبدالله المطيري) وأرجعه ليلعب كمحور دفاعي إلى جانب باخشوين، وقدم «تيسير» كصانع ألعاب، وبالتالي سيطر الفريق على المباراة وحقق (تيسير) نفسه هدف التعادل بجهد فردي مضاعف.. أثبت فيه أن هذا هو مركزه.. وهذه هي قدراته.. وأن وضعه في غير مكان القيادة واللعب خلف المهاجمين هو عبث بمقدرات الفريق وإهدار لقدراته الشخصية هو.. وكثيرا ما قلنا هذا الكلام وأكدنا عليه.. وإذا لم يستجب مدرب الأهلي وطاقمه الفني لذلك فإنهم يعمقون مشاكل الأهلي في الوسط وفي الدفاع وعليهم بأن يتحملوا ذلك بعد اليوم.
•• ففي هذه المباراة لعب المدرب في هذه المنطقة بكل من (تيسير/ وباخشوين) في مركزي المحور الدفاعي.. وب «حسين المقهوي» في مركز المحور المحرك للهجوم أمامه.. وعلى الطرفين بكل من مصطفى بصاص (يمين) وأوزفالدو (يسار)..
•• ورغم الجهد الذي بذله «المقهوي» إلا أن حنكة القيادة تنقصه لإدارة حركة هجوم مقتدر بدا مشلولا في المقدمة.. سواء بفعل غياب الاستثمار بقدرات «السومة» أو التكامل والتجانس مع الجناحين اللذين كانا خارج الخدمة طوال المباراة..
فعلى غير ما كان عليه «مصطفى» في المباراة السابقة.. فإنه بدا في هذه المباراة مجهدا.. ودون مستوى التركيز المطلوب.. وتحركه على الخط غير مدروس ودخوله إلى العمق عشوائيا.. وألعابه فردية.. وكراته مقطوعة.. أما «أوزفالدو» فإنه كان عالما آخر.. بألعابه الفردية بما فيها كرة الانفراد بالمرمى التي سددها بمرمى الهلال ولم يمررها للسومة على يمينه ووضعها في يد الحارس المتألق في هذه المباراة (عبدالله السديري).
•• وبهذه الحالة التي غاب فيها دور صانع الألعاب القائد للهجوم والمعين للسومة على التخلص من حصار «ديقاو» الهلال و «كواك» اللذين تناوبا بنجاح لإلغاء دوره.. وهو دور «الجاسم» في الأصل.. وسلبية الطرفين (بصاص/ أوزفالدو) فإن وسط الأهلي كان (صفرا) وبالتالي كان هجومه (صفرين).. وجاء الهدف بجهد فردي غير عادي وتطوعي من «تيسير» الذي لعب هذه المباراة بقلبه وبحرقة على فريقه الذي كاد أن يخرج بالهزيمة من أمام الهلال.. رغم ظروفه الصعبة ورغم عدم جاهزيته من الناحيتين النفسية والعناصرية..
الهجوم:
لم يعد في الهجوم المتقدم من نتحدث عنه سوى «عمر السومة»، وبالمناسبة فإن عمر بدا تائها في المباريات الثلاث الأخيرة وغابت أهدافه.. لماذا؟ ليس لأنه مصاب.. لأن أثر ذلك واضح.. وإنما لأن الأطراف كانت مشلولة، ولأن الكرات الطائشة كانت تصله من الدفاع مباشرة.. وبصورة غير مرسومة.. متجاوزة الوسط الذي غاب دوره تماما.
فقد لعب الأهلي هذه المباراة بطريقة (كيفما اتفق) وخرج منها بنتيجة «بالحيل وبالقوة وبشق الأنفس»، مستغلا تعب الهلاليين النفسي.. وتغييرات مدربه الخاطئة في الشوط الثاني في الكثير منها..
وإذا أراد الأهلاويون استثمار السومة بصورة أفضل ومواصلة تحقيقه للأهداف فإن عليهم أن يعيدوا بناء فريقهم بالكامل وعلى النحو الذي يحافظ على بقائه في الخطوط الأمامية..
•• وفي تصوري أن الأهلي كان يجب أن يلعب هذه المباراة ومنذ البداية على النحو التالي:
• وحتى بعد أن ثبت للمدرب أن الطرفين الأيمن الأيسر مشلولان.. وأن منطقة المحور صانع الألعاب غائبة.. فإن تغييراته كانت عجيبة.. حيث أخرج المقهوي ليحل محله (وليد باخشوين) بعد إصابته .. وأوكل إلى «سيزار» مهمة غير محددة الدور رغم تقديمه لتيسير.. وأبقى على أوزفالدو.. رغم عدم توفيقه في هذه المباراة.. وكنت أتوقع التالي:
1
أن يخرج مصطفى.. ويحل محله حسين المقهوي
2
ويسبتعد.. أوزفالدو.. وينزل مكانه المؤشر (وهذا حصل)
3
ويستعين ب «برونو سيزار» إلى جانب تيسير للقيام بالدورين الهجومي والدفاعي بعد خروج وليد.. ولا حاجة له لإنزال «عبدالله المطيري» ولا للإبقاء على «أوزفالدو» لأنه انتقل من الحالة الدفاعية إلى الهجومية.. ولم يكن بحاجة إلا إلى مزيد من التركيز وتمرير كرات عرضية بكثافة في منطقة دفاع الهلال التي بدأت تتخلخل نتيجة للمجهود اللياقي الفائق الذي بذلوه في الشوط الأول من المباراة.
•• وإذا التزم المدرب بهذا التشكيل مع الاحتفاظ بكل من (بصاص) و (أوزفالدو) في دكة الاحتياط إلى جانب العناصر الأخرى.. سواء في منطقة الدفاع والوسط.. فإن الأهلي سيكون أكثر فعالية وبالذات عندما تكون الأدوار واضحة والانضباط موجودا.. وتحرك الفريق بروح جماعية.. وتخلصوا من الجمود والبرود في التحضير وقاتلوا ولم يتراخوا.. ولم يبالغوا في الثقة في النفس.. ولم يستمر المدرب في جعل تيسير يلعب في المؤخرة.. ولم يجمد (المؤشر) أكثر مما جمده ولم يستفد من حيويته وسرعته وقدرته على الاختراق من الناحية اليسرى.. لأنه أكثر فائدة وجدوى من (أوزفالدو) وإن كان بحاجة إلى تنظيم حركته وإلزامه بأدوار محددة والحد من اندفاعاته المبالغ فيها أحيانا.
•• وبالرغم من كل تلك الأخطاء والهفوات.. التكتيكية.. فإن أمام الأهلي كما قلنا مباراة مؤجلة أمام نجران.. وبإمكانه أن يستثمرها لتحسين وضعه والاقتراب من النصر في النقاط.. شريطة أن لا ينسى أنه سيلعب هذه المباراة على أرضه وبين جمهوره.. وأنه سيحرص على أن يحسن وضعه ويحقق الفوز على فريق ظهر مهزوزا في مباراته الأخيرة.. كما أن أمامه (10 مباريات) قادمة.. تبدأ بالخليج ثم بالشباب ثم بالشعلة إلى أن يلتقي في الثاني من الشهر القادم مع النصر قبل أن يخوض بقية مبارياته مع الرائد والعروبة والفيصلي والفتح والتعاون ويختمها مع الاتحاد في 26/7/1436ه ..
•• وهذا يعني الفرصة ما زالت قائمة أمام الأهلي لكي يحافظ على مركزه الثاني.. ويقترب أكثر من نقاط النصر.. كما أن بإمكانه أن «يتخاذل» أمام الأندية الثلاثة (الخليج/ الشباب/ الشعلة) ويقابل النصر بوضع نفسي أقرب إلى الاستسلام منه إلى التصميم على الوصول إلى منصة البطولة.. وكل ذلك مرهون بعاملين اثنين هما:
• أولا: إعادة توزيع المراكز بين اللاعبين الأكثر استحقاقا.. بعد حل مشكلة الفريق مع سيزار واعتماده أساسيا.
• ثانيا: أن يتخلص الأهلاويون من اللعب التقليدي البطيء.. ويتقنوا اللعب بلمسة واحدة.. وبالسرعة التي تتطلبها الكرة الحديثة.. وبالتحضير.. المدروس ودفع الكرة أماما.. وليس خلفا وليس اللعب فقط في منطقة الوسط..
وبدون هذا فإن الأهلي سيفقد فرصة مواتية له لكي يكسب بطولتين هذا العام.. وهو قادر على ذلك إذا عالج أخطاءه بسرعة.. ولعب كرة حديثة.. وبروح «قتالية» كافية.
•• وكلمة أخيرة يجب أن نقولها هي..
•• أن الهلال أثبت أنه فريق كبير.. وأن الروح لا تزال تحافظ عليه كفريق بطولات.. وأن توجهه نحو شباب واعد يشكل انطلاقة مهمة يجب أن نشجعه عليها.. وأن هؤلاء الصغار الذين دفع بهم مؤخرا «عبدالله الشامخ» و «الكعبي» و «عبدالله عطيف» و«فيصل درويش» لاعبون واعدون.. إذا صبر عليهم قليلا وتحملهم لفترة من الزمن وركز عليهم.. لأن لديهم ما يقدمونه كما أظهروا ذلك في مباراتهم أمام الأهلي.. وفي مباريات سابقة لها..
كما أن على مدربه أن يعيد «سامراس» إلى منطقة المحور «صانع الألعاب» ليكسبه خلف ناصر.. وإن كان حال ناصر بحاجة إلى من يحل محله إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن.. وبمعنى آخر فإن المشكلة لدى الهلال الآن هي نفسية أكثر منها هيكلية أو تكتيكية.. وإلا فإن لديه نجوما متميزين لاسيما في ظل عودة كل من «سالم» و «نواف» إلى الصفوف الأولى بعد تخلصهما من الإصابة وتبقى مشكلة عمق الدفاع رهن مزيد من التكامل بين «ديقاو» و «كواك» أما الوسط فإنه بدأ يسترد قوته لاسيما إذا استرد «نيفيز» رصيده من اللياقة والذكاء.. وظهر بالمستوى الذي ظهر به أمام الأهلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.