طالما استمر الكيان الصهيوني الغاصب في سياساته العدوانية الظالمة، فلن تشهد المنطقة أي امن أو استقرار حقيقيين. فهذا الكيان يعمل على مدار الساعة للإضرار بهذه الأمة العربية في كل المجالات وبكل الطرق الممكنة. هذا الكيان لا يريد سلاما ولا يستطيع العيش دون عدوان وهيمنة. لم يمر يوم واحد دون وجود عدوان صهيوني من نوع ما على هذه الأمة، منذ قيام إسرائيل عام 1948م. وفي الوقت الذي تمتلك إسرائيل فيه أكثر من مائتي رأس نووي موجهة -بالفعل- لكل بلاد المنطقة وتستخدمها (على مدار الساعة) لإرهاب وابتزاز وتهديد كل المنطقة، تقول إسرائيل بأنها تخشى أن تمتلك هذه الدولة أو تلك قنابل نووية تهدد أمنها! ولذلك، لا بد من شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية غير الإسرائيلية، وإشعال حروب جديدة مدمرة بالمنطقة! إنه المنطق الصهيوني العدواني الوقح. إن كل الدول العربية -تقريبا- ومعظم دول العالم، هي قطعا ضد امتلاك إيران أو غيرها لأسلحة نووية، ويجب أن يعمل على تحقيق هذا الهدف بكل الطرق الممكنة، وبحيث يشمل كل الدول، وليس دولة دون أخرى، لا سيما ان للاستخدام الضمني للسلاح النووي فاعلية تعادل فاعلية استخدامه الفعلي. ولكن المنطق الصهيوني واضح المعالم والغايات، فلسان حاله يقول: لإسرائيل أن تحتكر كل أسلحة الدمار الشامل بالمنطقة وأن تهيمن على المنطقة ومقدراتها وأن تكون هي الآمرة الناهية بها!. ولا شك أن لإيران سياسات توسعية ومذهبية بغيضة والمؤمل أن لا ينتج عن رفض ومقاومة هذه السياسات الهيمنة النووية الصهيونية المبيتة. وذلك هو واحد من أهم وأخطر التحديات التي تواجه العرب الآن، وهو في الواقع تحد قديم جديد ولكن، ينتظر أن يكون قريبا أكثر حضورا حتى مع وجود تفاهمات إيرانية غربية حوله، أضف لذلك التحديات الأخرى المعروفة وفي مقدمتها مشاكل الطائفية والمذهبية. فقد شهدت السنوات الأخيرة إحياء همجيا للطائفية والمذهبية، ولا شك أن أعداء شعوب هذه المنطقة هم من بادروا وأشعلوا فتيل الطائفية، وصبوا المزيد من الزيت على نار المذهبية، لأن الخلافات والصراعات الطائفية والمذهبية هي أكثر الوسائل فعالية في تمزيق المنطقة وشرذمتها أكثر انطلاقا من رغبة هؤلاء في الإمعان في تجزئ المجزأ وتمزيق الممزق، وذلك مما يجعل المنطقة أضعف وأكثر قابلية لسيطرة الطامعين. وقد رأينا الفتنة الطائفية والمذهبية تكشر عن أنيابها في كثير من أرجاء المنطقة وبشكل سافر، بدءا من العراق ثم سوريا ولبنان ومصر واليمن وغيرهم، ولكن لم يكن كيد الأعداء بناجع لولا قابلية الضحايا للذبح، وتلك هي مسألة من أمر الحقائق في هذا الشأن، فالطائفية والمذهبية غير المنظمة ليست من اختراع أمريكا أو اليابان، وهناك -بالطبع- مشاكل وأزمات أخرى حادة وقابلة للاشتعال والتفاقم في أي لحظة، ولضيق الحيز، نكتفى بهذه الإشارات.