في إطار الحملة الصهيونية الحالية المسعورة لإشعال حرب كارثية بالمنطقة التي نكبت بالصهاينة، وفى خضم عملية التحريض الوقحة والمكشوفة ضد التنمية النووية لبعض دول المنطقة، أدلى نائب وزير الخارجية الإسرائيلية «دانى أيالون» مؤخرا – وكعادة قادة الصهاينة – بتصريح بالغ الخبث والكذب والتمويه إذ قال: «إن امتلاك إيران لسلاح نووي سيعنى انهيار ونهاية النظام العالمي الراهن» ...؟! أما لسان حاله فكأني به يقول: إن امتلاك إسرائيل لحوالي 300 قنبلة نووية، موجهة – بالفعل – نحو المدن والتجمعات السكانية العربية وغير العربية (ولا تحتاج إلا إلى قرار سياسي، وضغط أزرار... كي تنطلق، وتدمر المنطقة برمتها، واستخدام هذه الترسانة الرهيبة – على مدار الساعة – لإرهاب وابتزاز وتهديد الدول العربية المجاورة) هو أمر طبيعي، وحق تام للكيان الصهيوني الغاصب، وحلفائه...! إن معظم المعنيين، والمراقبين الموضوعيين، هم ضد امتلاك أي دولة لسلاح نووي، حتى وإن كانت قد تحتاجه للدفاع عن نفسها تجاه تهديدات مؤكدة. وأغلب المراقبين العرب ضد امتلاك إيران لأسلحة دمار شامل، بسبب رفضهم لسياسات إيران الكريهة. ولكن هذا الرفض يشمل « كل « دول المنطقة – كما صرح سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في عدة مناسبات، وكما طالب سمو الأمير تركي الفيصل ذات مرة. إذ يجب أن يشمل على الأخص – وفى المقام الأول – إسرائيل ... ذات السياسات العدوانية والإجرامية الصارخة. فالصهاينة لا يعيشون إلا على الإجرام والخبث والأكاذيب، ولا يتورعون عن ارتكاب أفظع الجرائم. أما تباكي هذا الصهيوني على «النظام العالمي» الحالي، فإنه دليل آخر على سوء هذا النظام... الذي أتاح للكيان الصهيوني أن يفعل ما يفعل، من إجرام ومخالفات بشعة، دون أن يحاسبه أحد... باعتباره كيانا «فوق القانون الدولي»...! وواضح أن الصهاينة يسعون لقيام حرب كارثية جديدة في الشرق العربي – كما عملوا على احتلال وتدمير العراق – ينتصر فيها حلفاء إسرائيل، وينتج عنها: تدمير واسع لإيران وبعض المناطق العربية، ويتمخض عنها: هيمنة إسرائيلية أكبر، واحتكار نهائي لأسلحة الدمار الشامل، وبخاصة السلاح النووي .... الأمر الذي سيضعف الجانب العربي والإسلامى أكثر (عبر: تدمير جزء مهم فيه، ودق أسفين فيما بين عناصر هذا الجانب). ثم تشرع إسرائيل، وأعوانها، في المضي في تنفيذ مشروعهم بالمنطقة، وإحكام السيطرة عليها أكثر، عبر تقسيمها، وشرذمتها أكثر، وغير ذلك من وسائل الهيمنة. ولا أظن أن هناك عاقلا يرضى بمثل هذه النتيجة المحتملة والمبيتة. ويدعي قادة إسرائيل أن هناك تهديدا لأمنهم... بينما هم الذين – في واقع الأمر – يهددون الجميع بالمنطقة، بما في ذلك تركيا الآن . يقول الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر: «لا خوف على إسرائيل من امتلاك إيران للسلاح النووي. فإسرائيل تملك 300 قنبلة» (صحيفة الشرق الأوسط: العدد 3/ 4/ 1433ه، 27 /1 / 2012 م، ص 12). إن إمعان بني صهيون في المغالطة والإجرام، والغطرسة والعدوان على حقوق الآخرين، هو الذي سيكتب على يديه نهاية الكابوس الصهيوني المسعور – عاجلا، أو آجلا. فما يرتكبه هؤلاء من ظلم وعدوان وكذب ومغالطة، ولوي للحقائق الساطعة، غالبا ما سيحاسبون عليه ذات يوم. وسيكون الحساب عسيرا... عسر وفظاعة قهرهم لشعوب بأكملها. أما نظام الصهاينة العالمي، الذي يحرصون على استمراره، وتواصله، فإنه هو أيضا إلى زوال... بسبب تهوره وغطرسته، وبسبب دعمه الأعمى للصهاينة، وتمكينهم من ارتكاب ما يرتكبونه – بشكل يومي – من اعتداءات وجرائم، يندى لها جبين الإنسان السوي. ولنا وقفة مع هذا النظام في المقال القادم . ليستمروا في غيهم إلى حين... ففي النهاية، لن يصح إلا الصحيح، وعلى الباغي غالبا ما تدور الدوائر.