شددت المشاركات في اللقاء الوطني العاشر للحوار الفكري الذي يناقش التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية والمقام في جدة على أهمية تولي المؤسسة الأسرية أساليب تربوية تزرع في النشء الفكر الناقد البناء الذي يمكنهم من التفريق بين الأفكار المتعدلة والأخرى المتطرفة، عبر تضافر كافة جهود مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لتجديد الخطاب الموجه للشباب لتوعيتهم بخطر التطرف. وأوضحت عميدة جامعة دار الحكمة الدكتورة سهير القرشي أن ما نشهده جميعا من تنام لظاهرة التطرف واستقطاب لأبناء الوطن لتهديد مجتمعاتهم بالدخول في دائرة العنف وإراقة الدماء، تأتي أهمية تضافر وتكامل الجهود بين مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية بإيجاد حلول لهذه الظاهرة الخطيرة التي تؤرق المجتمع وتهدد سلامة ووحدة الوطن وأبنائه، وقالت: «حان الوقت لصياغة رؤية وطنية شاملة لمواجهة مظاهر التطرف والتشدد، تبنى على استراتيجية وفهم حقيقي للدين وسماحة تشريعاته ذات تصور صحيح لواقع التطرف، وتحدد أفضل الأساليب لمواجهته». وبينت الكاتبة وأستاذه الأدب الإنجليزي بقسم اللغات الأوروبية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة فاطمة إلياس، أن التطرف حاضن للإرهاب، في حين أن التشدد هو البنية الأساسية لتكوين الشخصية المتطرفة، حيث إن الشخصية المتطرفة تبحث عن انتماء أكبر وهي الجماعات التي تمتطي الدين ولها أهداف أكبر من الشخصية نفسها وهذا هو خطر التشدد، مشددة على أهمية توفير مزيد من وسائل الردع لكل المتشددين والمتطرفين ومنعهم منعا تاما من فرض آرائهم الشخصية على المجتمع في ظل التطور والتغير الذي يشهده المجتمع، وعلى أهمية تفعيل متابعة الأبناء وتسجيلهم في الأنشطة المختلفة التي تعمل على التكوين الفكري للشباب. وأشارت مسؤولة تطوير الطالبات بجامعة دار الحكمة حنان الغامدي إلى أن معالجة ظاهرة التطرف الفكري تكون عبر تأسيس شخصية النشء على تبني الأسلوب الناقد البناء الذي يمكنهم من التمييز بين الأفكار الخاطئة والصائبة حتى لا يكونوا مجرد متلقين للمعلومة دون تحليلها وتمييزها مما له انعكاس على جيل الشباب من الحذر في الانزلاق في براثن التطرف. وألمحت المدربة والمستشارة الأسرية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني آمنة حجاي، إلى أن معالجتنا للتطرف فتحت الباب أمام أصحاب النوايا السيئة الذين جعلوا هجومهم على الدين تحت شعار محاربة التطرف والإرهاب لقضاء رغباتهم؛ فلم يسلم رموز وعلماء الدين منهم، فوجود هؤلاء الفئة استفز مشاعر الغيورين للدفاع على الدين فاندس بينهم من لهم أغراض دنيئة ويدعون للدفاع عن الإسلام وهم أبعد ما يكونون عن ذلك، فيجب أن لا نعالج التطرف بتطرف آخر. وأكدت الأستاذ المشارك في قسم الشريعة في جامعة أم القرى الدكتورة خيرية هوساوي، أن أصحاب الفكر المتشدد محدودو التفكير والأفق، لذا هم فريسة سهلة للمتطرفين الذين يصدرون لهم الأفكار الخارجة التي لا تمت للدين الإسلامي بصلة وبعيدة عن النسيج الاجتماعي، وعليهم أن يتخلصوا من الأفكار المتطرفة والعودة إلى العقل والصواب للمساهمة في البناء والعطاء للوطن بدلا من الهدم والتشويه.