أجمع 70 مشاركا في اللقاء الرابع للحوار الوطني العاشر في مرحلته الثانية (التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية) بتنظيم من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أمس في الباحة، على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والثوابت الدينية والانتماء والولاء للقيادة، مع ضمان حق الاختلاف فيما يسوغ الاختلاف فيه من اجتهادات وآراء ووجهات نظر لم يرد أي مبرر للحجر عليها. وقال عضو أمانة المركز الدكتور محمد الدحيم: «إن التنوع لا يهدد الكيان الوطني بل يغذي الهوية الوطنية»، مشيرا إلى أن جميع توصيات الجلسات الحيادية والموضوعية ستكون بين يدي صانع القرار. وأوضح نائب أمين عام المركز الدكتور فهد السلطان، أن الهدف من عقد اللقاءات التركيز على الظواهر ومحاولة معالجتها، واستنطاق النخب في بلادنا للإسهام في وضع الحلول والتصورات. من جانبه أكد رئيس محكمة الاستئناف الشيخ عبدالله بن أحمد القرني على ضرورة الحفاظ على مقومات أمننا وإيماننا، متمثلة في التمسك بالعقيدة الإسلامية النقية، والسمع والطاعة للقيادة السعودية في المنشط والمكره، والحذر من مناهج الخوارج الغالين الذين لهم أصولهم منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وخرج الملتقى بتوصيات منها تبني وسائل للتحذير من التطرف، ومحاولة إيجاد الحلول للتطرف، كونه حالة مرضية على مستوى السلوك والعاطفة، ودفع مظاهره من الكراهية والتكفير بمزيد ربط المواطنين بوطنهم وفك عزلة البعض المفضية إلى التطرف من خلال إشراك الأسرة والتعليم لتكامل الجهود، وتعزيز دور العلماء الشرعيين المؤهلين في تفكيك أزمات بعض الشباب بالحوار الهادئ والمناقشة الموضوعية، ووضع أنظمة وتشريعات تصدر عن مجلس الشورى تجرم التطرف وتعاقب من يرتكب أي مخالفة قائمة على تصور مغلوط، وتحفيز إدارات التعليم على متابعة الطلاب واختيار المعلمين الأكفاء لأداء مهمة التربية، وتبني الإعلام البرامج الموجهة التي تؤسس للاعتدال وتغرس قيم الاحترام والتبجيل لولاة الأمر والعلماء وتحد من ظاهرة الجرأة على الإفتاء، والعمل على نشر ثقافة الحوار والنقاش بعيدا عن التعصب للأعراف والتقاليد، وإيصال الرسائل الإيجابية عن طريق الحوار الهادئ من خلال البيت والمدرسة والإعلام ومنبر الجمعة ومعالجة التطرف من خلال مناظرات علمية وحوارات مفتوحة مع المتطرفين، والتأسي بالمنهج النبوي الكريم والتخلق بأخلاق الصالحين في الموعظة بالتي هي أحسن وأخذ العبرة من دول تعاني الخلل الأمني وضياع حقوق البلاد والعباد، وإيلاء إقامة العدل أهمية كبرى لمواجهة الشبه وما يظنه بعض البغاة مسوغا أو مبررا لتطرفهم، وتجنب الحدية في الآراء والأحادية في الطرح فالحقيقة مشاعة لا يستطيع كل أحد ادعاء ملكيتها بمفرده، مع أهمية تكامل أدوار المؤسسات لتكريس الوسطية من خلال الجامعات والباحثين، والعناية بالشباب بوضع البرامج والخطط الهادفة التي تشغل أوقاتهم وتعود عليهم بالنفع والفائدة وحمايتهم من غسيل الأدمغة، والحذر من المتطرفين الذين يشغلون مناصب قيادية، أيا كان توجههم، كونهم سببا في خلط المفاهيم واستغلال مواقعهم في بث أفكار غير مستقيمة. من جهة ثانية، نظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني اللقاء المفتوح لشباب منطقة الباحة بعنوان (التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية) بالتعاون مع مجلس شباب المنطقة، البارحة، أداره عضوا مجلس الأمناء بالمركز الدكتور محمد الدحيم والدكتور منصور الحازمي، ونائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد بن سلطان السلطان، الذين أكدوا أن من أبرز الآثار والانعكاسات السلبية لظاهرة التطرف والتشدد دينيا واجتماعيا ووطنيا هو التجاوز من مجرد أفكار وتصرفات منحرفة في مخيلة هذا الفكر إلى إمكانية تحوله إلى منهج وسلوك للفرد، بحيث يصبح معول هدم للسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية.