تحفظ عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني محمد الدحيم على النتائج التي خرج بها المركز من خلال الجولات في مناطق المملكة، وقال في رده على سؤال "الوطن": "لا أستطيع تزويدكم بالنتائج والتجارب، وسترفع لصاحب القرار وستكون متاحة لوسائل الإعلام"، وأضاف: "نحن نريد التحاور مع الشباب العقلاء وأصحاب الفكر السليم وليس مع المتطرفين"، وطالب عددا من شباب الباحة خلال اللقاء بعمل حوارات مع الشباب والنزول إلى الميدان، وأخذ آرائهم. وأكد الدحيم في كلمته الافتتاحية للقاء الرابع من لقاءات المرحلة الثانية من الحوار الوطني العاشر الذي عقد أمس في منطقة الباحة، أهمية الحوار في مواجهة التطرف. وقال إن جميع اللقاءات التي يعقدها المركز والندوات يتطلع من خلالها الحد من ظاهرة التطرف، مؤكدا في الوقت ذاته أن كل ما يطرح في اللقاء سيتم نقاشه ودرسه من المركز. وأشار إلى أن التنوع والاختلاف مصدر قوة للمجتمعات وليسا سببا للخلاف والتناحر ولا يهددان المواطنة الحقيقية بل هما داعم لها، وإلى أهمية الالتزام بالموضوعية من المشاركين والبعد عن التعميم في الأحكام والنتائج، والتركيز على نقاش الأفكار لا على الأشخاص، واحترام رؤى الآخرين وتقبل الرأي والرأي الآخر. من جانبه أبان عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور منصور الحازمي أن اللقاء يأتي مترجما لجزء مهم من توجهات المركز، الذي دأب منذ تأسيسه على مواجهة ظاهرة الغلو والتطرف، ونشر مفاهيم الحوار والوسطية والاعتدال. وأكد أن اللقاءات الوطنية سيستمر عقدها في جميع مناطق المملكة لتحقيق رؤية المركز في إشراك المواطنين والمواطنات في جميع مناطق المملكة لوضع الحلول المناسبة والمشتركة بين الجميع لمواجهة مثل هذه القضايا، لافتا النظر إلى أن جميع اللقاءات الوطنية التي أقامها المركز تنبع من حاجة وطنية عامة لمناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية والفكرية. بدوره، تطرق نائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد السلطان، في كلمته إلى سلسلة اللقاءات التي عقدها المركز عن موضوع التطرف وآثاره في الوحدة الوطنية والمراحل التي مر بها. وفي ختام اللقاء قال: انطلاقا من الأهداف التي يعمل المركز على تحقيقها من خلال الحوار الفكري خرج هذا اللقاء بعدد من الأفكار والمداخلات التي تم رصدها جميعا ونوجز هنا أبرز ما أكد عليه المشاركون والمشاركات وهي: العمل على تعزيز مكانة العلماء والمفكرين والمربين أصحاب الفكر المعتدل الوسطي وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع الشباب بكل الوسائل والتقنيات الحديثة. مواجهة العوامل المؤدية إلى تنامي التطرف بما في ذلك: الجرأة والتسرع في الحكم على الآخرين بتصنيفهم فكريا أو تكفيرهم، وكذا التشهير ببعض الشخصيات ونشر الإشاعات وتعزيز التعصب على وسائط التواصل الاجتماعي. وإقامة برامج حوارية بكل وسائل الإعلام لطرح القضايا والمسائل التي يدور حولها فكر التطرف، بحيث تكون تلك البرامج وسيلة للرد على الشبه والأفكار المتطرفة والتوعية بالمواقف والتصورات السليمة إزاءها. وتفكيك خطاب التطرف لدى المغالين والمتطرفين من قبل العلماء والمتخصصين ممن لديهم العلم والأهلية كونهم الأقدر على إقناع من يقع في براثن التطرف والإرهاب. وحث الجهات ذات الصلة بالتوصيات التي تنتهي إليها اللقاءات الوطنية على العمل على إدراجها فيما تقوم به من برامج تنموية في إطار عملها وبالذات فيما يتصل منها بموضوع مواجهة التطرف والغلو. والاهتمام بقطاع الشباب بما يسهم في تحقيق رغباتهم ويساعدهم على شغل أوقات فراغهم وبما يقوي من الجوانب الروحية والثقافية لديهم ويمكن من تنشئتهم على المواطنة الصالحة. وفي الختام رفع المركز باسم المشاركين والمشاركات الشكر لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لدعمه ورعايته للمركز، وما يبذله من جهود لخدمة الدين والوطن في كل المجالات، ولصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، ولأمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود على تقديم كل التسهيلات اللازمة لإنجاح اللقاء.