تواصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع شعبه مباشرة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، يحمل رسائل سياسية جديدة، موجهة للشباب، حيث يخاطبهم -أيده الله- بلغة إعلام العصر، دون «بروتوكولات» و «بيروقراطية»، فوصلت الرسائل بصورة إعلامية سريعة، ليفتح بذلك قناة جديدة لتبادل الآراء والمعلومات والأفكار. هذا حساب الملك سلمان في «تويتر»، يجعل قاعدة لكل مسؤول في إنشاء حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، يتواصل فيه مع المواطنين ليجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم. يقول وزير الثقافة والإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يعد أحد أبرز القادة العرب الذين يجيدون التعامل مع الإعلام والإعلاميين بفكره وبعد نظره وسياسته الحكيمة في الطرح والتناول أو الرد على استفسارات الصحفيين والمذيعين. وأضاف «الملك سلمان -رعاه الله- عرف بتواصله المستمر مع كافة أطياف المجتمع، ومنهم الإعلاميون بكافة وسائلهم، ونتطلع بحول الله إلى مستقبل أفضل للإعلام فالملك يولي القطاع الإعلامي أولولية وأهمية، مما سيسهم بحول الله في إيجاد بيئة إعلامية صادقة الكلمة، ناقلة للحدث بكل تفاصيله». إيضاح الحقائق مدير عام الأندية الأدبية أحمد قران الزهراني، قال: إن خادم الحرمين الشريفين أسس قاعدة صلبة ومتينة بينه وبين الإعلاميين في رؤية ثاقبة لدور الإعلام وأهميته في حياة الشعوب، حيث يؤكد -حفظه الله-، دوما على ضرورة الصدق في الكلمة وإيضاح الحقائق بكافة تفاصيلها دون مبالغة ولا تمجيد، وهذه هي الخطوة التي يحتاجها الإعلام السعودي، ليقدم نماذج إعلامية مختلفة عن ما يدور حاليا في العديد من القنوات الفضائية التجارية المبتعدة تماما عن المصداقية والطرح الإعلامي الجيد. متمنيا أن تتسيد وسائلنا الإعلامية المشهد الإعلامي في ظل دعم الملك -حفظه الله- واهتمامه بالإعلام السعودي. اللغة المكثفة من جهته، ذكر الكاتب جاسر الجاسر أن الملك سلمان أسس لهذه القاعدة بإعلان حسابه مطلع العام الماضي، ثم توظيفه صوتا إعلاميا يمثل الاستراتيجية العليا، حيث غرد باللغتين العربية والإنكليزية بعد زيارة الرئيس أوباما، «سعدت بلقاء الرئيس أوباما، وبحثنا معا الشراكة الاستراتيجية وتعزيز التعاون بين البلدين وخدمة السلام العالمي»، لتكون التغريدة بيانا ملكيا موجزا عن المحادثات ورؤية الملك لمحصلتها العامة. وأضاف «هذا التوجه يشير إلى اعتماد اللغة المكثفة والموجزة في الخطاب الرسمي، ويعني أن حساب الملك الرسمي سيكون المصدر الرئيس والمتفاعل مع الناس في القضايا العامة، وسيكون بمثابة مجلس لكل المواطنين، لإيصال كل ما يريدون إلى مكتب الملك، إلا أن الأهم هو اختراق البيروقراطية التقليدية في الخطاب الحكومي، واعتماد السرعة والمباشرة في التعاطي الفوري مع أي شأن يقتضي ذلك». وبين الجاسر، أن دخول الملك سلمان إلى «تويتر» بدءا كان تعبيرا عن توجهه لتوظيف كل الإمكانات والانفتاح الكامل على الوسائل الجديدة لتكون ضمن وسائل التعبير ومنابر الخطاب وأداة تواصل مرن لفضائه المفتوح والتلقائي دون أي بروتوكولات، وهو ما يتفق مع اهتمام الملك بالإعلام وصلته العريقة به، باعتباره أشهر شخصية سياسية ترتبط بعلاقات ثرية وعريضة مع الكتاب والمفكرين والإعلاميين في العالم العربي وحواراته الكثيرة معهم على المستويات كافة، حتى تكاد لا تخلو مفكرة أي منهم من ذكرى جلسة أو حوار أو اتصال مع الملك سلمان الذي يعرفهم بشخوصهم. خطورة الكلمة الجاسر أضاف «لم يعرف الإعلاميون على امتداد العالم العربي مسؤولا يتفهمهم ويفهمهم مثل الملك سلمان ومقولاته في الحرية الإعلامية شهيرة وكثيرة، واقتبس هنا جانبا من كلمته الثرية حين قال: «إنني أحترم صاحب الرأي وإن خالفني فيه، ولي أصدقاء كثر في الإعلام المقروء والمرئي، ولو خالفتهم الرأي فالصداقة تبقى، والاحترام يبقى ما دام الإنسان يقول الكلمة وهو مؤمن بها، خطورة الكلمة أن تكون سلعة تباع وتشترى، هناك خطورة، هنا يجب ألا يقبلها إنسان شريف في نفسه، أما عندما يعبر الإنسان عن رأيه وهو صادق فيه فيجب أن نحترمه، وكذلك عندما يتضح للإنسان منا كبشر سواء الكاتب أم المتحدث أو المتلقي أنه أخطأ أو لم يعرف الحقيقة فليس عيبا عليه أن يقول: أخطأت، وأن يتراجع ويقول الحقيقة». الجاسر يختتم بالقول: «هذا هو الإعلام الذي يريده الملك سلمان ويدعو إليه ويناصره، وهي القاعدة التي يدركها كل إعلامي حظي بلقائه والتواصل معه، ويبقى أن الإعلاميين العرب فرحون بمجدهم المنتظر فلقد جاءهم نصير، وداعم يرفع قيمتهم كلما التزموا الصدق والأمانة». احترام الصدق الإعلامي المخضرم الدكتور محمد أحمد صبيحي يقول: إن الاحترام الذي يكنه خادم الحرمين الشريفين للصحافة، نابع من قناعته الراسخة بدور الكلمة وخطورتها، عندما قال: «يجب علينا أن نحترم الكلمة الصادقة، الكلمة البناءة، الكلمة التي تدل إلى الخير وتؤشر عليه، الكلمة التي تدافع عن الحق وتحارب الباطل، الكلمة المسؤولة التي يقولها الإنسان وهو يعرف ويتحمل مسؤوليتها أمام الله قبل كل شيء ثم أمام مواطنيه»، وقوله -حفظه الله-: «أنا أجل وأحترم صحفيي بلادي وصحفيي دول الخليج وصحفيي الدول العربية بصفة عامة، وأكن لهم كل الاحترام، وفي الوقت نفسه، أشجعهم وألومهم. إذا أحسنوا شجعت، وإن اعتقدت أنهم أساءوا لمت، ولكن – والحمد لله – أجد منهم دائما التجاوب؛ لأن حسن النية موجود بيني وبينهم، ولأن الثقة – ولله الحمد – موجودة». الكاتب عبدالرحمن الأنصاري يشير إلى أن الصحفيين والإعلاميين في بلادنا لا يعرفون مثيلا للملك سلمان في دعمه ومؤازرته ووقوفه إلى جانبهم، ما من صحفي أو إعلامي اليوم في المملكة ذي شأن إلا وللملك سلمان يد ما في بروزه ومساندته ومؤازرته بطريقة أو بأخرى. أما الإعلامي ناصر الدعجاني، فأوضح أن العلاقة بين الملك والإعلاميين علاقة متينة، كونه يطلع صبيحة كل يوم على ما يدور في الساحة من أخبار وأطروحات ورؤى، ولا يتردد أبدا في التواصل مع الكاتب أو المفكر أو المؤلف مناقشا مستفسرا وموجها، بل إنه في أحيان كثيرة كان يرد على بعض الكتاب والمحررين بمقال في نفس الصحيفة، وهذا قل ما نجده في قائد عربي. وأضاف الدعجاني: الأهم من هذا أنه حليم حكيم، وأنا هنا أعنيها بكل ما تحمله من أبعاد، فهو يتوقف ويناقش أي طرح يراه مخالفا ويكتفي بإيضاح ما يلزم إيضاحه وأحيانا مع قليل من العتب، مؤكدا أن الملك سلمان واسع الأفق ومثقف ملم بكل ما يطرح على الساحة وممتع في حديثه في مجلسه الخاص، مبينا أن مصطلح الملك سلمان «صديق الصحفيين والإعلاميين» لم يأت من فراغ؛ لأن الملك سلمان معروف بمتابعته الدائمة لما ينشر، حتى إنه يقرأ الصحف بانتظام في وقت مبكر، ويتعرف على الأحداث والوقائع والأخبار، ووجوده على رأس بعض المؤسسات الثقافية كمكتبة الملك فهد الوطنية، ودارة الملك عبدالعزيز، يؤصل عنده هذه الرؤية الثقافية السابقة التي تجعله ملما بالتاريخ السعودي على الأخص وملما أيضا بالأنساب، لهذا فإن العلاقة الثقافية بينه والمثقفين لن تكون غريبة أو طارئة بل هي علاقة معرفة. القاسم المشترك أما الكاتب محمد عثمان الثبيتي، فيؤكد أن الحقل الإعلامي مثل محورا هاما من اهتمامات الملك سلمان؛ إذ برز ذلك في تواصله الطبيعي دون الرسمي مع شرائح الإعلاميين ووسائلهم التي آمن إيمانا قاطعا بأن الإعلام القاسم المشترك في إبراز الوجه المشرق للمنجزات متى ما وجه توجيها سليما والعكس صحيح، ولعل أبرز ملمح في هذا التعاطي الإيجابي هو مناقشته لرؤساء تحرير الصحف والمجلات في القضايا التي يجب أن يتبنوها باعتبارهم موجهين للرأي العام بأكمله، ولم يقف التواصل عند رئيس التحرير بل تجاوزه إلى الكتاب الذين يطرحون رؤيتهم حول ما يواجه المجتمع من مشكلات يكون الكاتب هو المنفس لهم والموصل لمعاناتهم إلى أصحاب القرار عن طريق نافذته اليومية أو الأسبوعية، الأمر الذي نكتشف معه وجها آخر للقائد يستجلي من خلاله متطلبات شعبه، ويعزز من خلاله الدور الإيجابي الواجب أن تقوم به وسائل الإعلام. وأضاف «من هذا المنطلق يمكننا القول بأن الملك سلمان - أيده الله - أدرك بفطنته وحنكته الإدارية أن الإعلام أمثل وسيلة لصياغة الوعي المجتمعي في صورته الحضارية القابلة لقبول الرأي والرأي الآخر، والذي يؤسس لانتقال كل المتحاربين - فكريا - إلى متحاورين من أجل تشكيل رؤية تستوعب كل أطياف النسيج الوطني، وترفض الصوت الواحد الذي أضحى في هذه البيئة الجديدة «نشازا» لا أثر له في الواقع، وسياسته هي الإقناع في الرد على كل رأي يحتاج مناقشته مع طارحه». مثال رائع الإعلامي حامد الغامدي يقول: إن شخصية الملك سلمان شخصية محبة للإعلام، وأنه يعد صديقا لهم، إضافة إلى مصارحته الدائمة في كافة مناسباتهم، وأن حسابه في «توتير» ضرب أروع الأمثال للتواصل بين القيادة والشعب وبينه وبين الإعلاميين، فدائما ما نجده يقف للإعلامي، ويتحدث دوما ويجيب ويناقش، ما يدلل على احترامه للإعلام ودوره في المجتمع. وأضاف الغامدي «أن الملك سلمان -حفظه الله- يملك رؤية ثاقبة في تقديره للأمور سياسيا واجتماعيا، ولايخفى عليه الجانب الإعلامي وأهميته». متابع جيد مذيع قناة الإخبارية إسماعيل سعد المليص قال: الملك سلمان منذ أن عرفناه أميرا للرياض، وهو ذلك الرجل الذي تجد بابه مفتوحا للمواطن وللإعلامي، ونحن بدورنا نقدر ونثمن تلك الثقافة الإعلامية التي يتميز بها -حفظه الله- في كافة مناسباته سواء العامة أو الخاصة. فيما قال المحرر الصحفي بصحيفة الحياة فواز المالحي: إن الملك سلمان يتمتع بكاريزما مختلفة دائما في كافة المناسبات التي يكون للإعلام وجود فيها، فيتيح لهم الفرصة الكاملة للتحدث وإبداء الرأي، وهو -رعاه الله- متابع جيد لعدد من وسائل التواصل بغية ملامسة ومعرفة هموم الشعب والتعرف على قضاياهم لإيمانه بدور الإعلام الجديد في حياة المجتمعات.