إن علاقتي بجريدة «الحياة» علاقة قديمة، ولهذا دائماً أشعر بالتعاطف معها، وأشعر أنها صديقة عمر، لقد عرفت «الحياة» مع صاحبها كامل مروة في أوائل الستينات، وكان مدرسة صحفية وسياسياً لامعاً، ولقد استفدت من علاقته بي وعلاقته ب«الحياة» في معرفة كثير من الأمور عندما كنت أزور لبنان وأزوره في دار «الحياة»، وأزوره في بيته (بيت مري)، وعندما كان يزور المملكة كانت المملكة تواجه ظروفاً صعبة في ذلك الوقت، وكانت «الحياة» منصفة عادلة بموقفها مع المملكة... إن الكلمة سلاح خطير، الكلمة منذ أن وجدت هي سلاح خطير، إما للخير أو للشر كما هو أي شيء آخر.. هذا الماء الذي أمامي يشربه الظمآن ويروي الشجر وينبت العشب والزهر، لكنه لو أغرقت به إنساناً لغرق، النهر إذا أمسك مجراه ومشى مجراه أفاد واستفاد البشر منه، وإذا تغير مجراه كان طوفاناً فهدم ما بناه البشر. الكلمة أمانة، الكلمة مسؤولية، ويجب علينا أن نحترم الكلمة الصادقة، الكلمة البناءة، الكلمة التي تدل على الخير وتؤشر عليه، الكلمة التي تدافع عن الحق، وتحارب الباطل، الكلمة المسؤولة التي يقولها الإنسان وهو يعرف ويتحمل مسؤوليتها أمام الله قبل كل شيء ثم أمام مواطنيه. إنني أحترم صاحب الرأي وإن خالفني فيه، ولي أصدقاء كثيرون من أصحاب الكلمة سواء في الإعلام المقروء أو المرئي، ولو خالفتهم في الرأي فالصداقة تبقى، والاحترام يبقى ما دام الإنسان يقول الكلمة وهو مؤمن بها، خطورة الكلمة أن تكون سلعة تباع وتشترى، هناك خطورة، هنا يجب ألا يقبلها إنسان شريف في نفسه، أما عندما يعبر الإنسان عن رأيه وهو صادق فيه فيجب أن نحترمه، وكذلك عندما يتضح للإنسان منا كبشر سواء الكاتب أو المتحدث أو المتلقي أنه أخطأ أو أنه لم يعرف الحقيقة، فليس عيباً عليه أن يقول: أخطأت، وأن يتراجع ويقول الحقيقة. إن سلاح الإعلام هو من أخطر الأسلحة في وقتنا الحاضر، فهو قدم البشر بعضهم البعض، وجعل العالم قريبة، ترى في الصحف وفي التلفزيون أحداث العالم مباشرة، ترى العالم كله مباشرة، تسمع العالم، تتأثر وتؤثر في العالم، لذلك أقول: إن هذه مسؤولية كبرى على أصحاب الرأي سواء المقروء أو المكتوب. نحن نعلم أن الإعلام كان منذ القدم، وهنا أقول: كان الشعر في الجاهلية مثلاً أتكلم عن العالم العربي أو العالم كله، أو بعد الرسل أو بعد الرسالة الإسلامية كان هو المعبر، كان هو الإعلام، فترانا نردد الشعر القديم بصدر النهضات كلها، وبصدر العصور كلها كشواهد على عصره، بل يمكن في هذه الجزيرة العربية، كثيراً مما حفظه التاريخ هو الشعر، لأنه شواهد على الواقع. ... على كل حال «الحياة» عزيزة، كانت عزيزة، وهي الآن أعز... إننا إذ نحضر هذه الليلة هذا الحفل الكريم لنشكر الابن الأمير خالد بن سلطان على هذه الدعوة، دعوتي هذه الليلة، فإني بهذه المناسبة أسترجع ذكريات وبعضها مؤلمة مع الإعلام لكنني سعيد بها، وأرجو لكم التوفيق، وللأخوة والأصدقاء من لبنان الإقامة الطيبة في الرياض. (كلمة في حفلة دار الحياة والفضائية اللبنانية إل بي سي. 18-10-2003) أسعد الأوقات عندما أكون بينكم إن أسعد الأوقات والأيام أن أكون بينكم، بين أي من أفراد هذا الوطن في أي مكان وفي أي موقع... إن ما يجمع أبناء هذا الوطن والحمد لله مع قادتهم... هو أعمق وأكبر مما يتصور أي إنسان لا يعرف هذا البلد وأبناءه، فهي علاقة عميقة مبنية على أسس شرعية سليمة، تجمعنا جميعا تحت ظل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم الإخلاص لوطننا ولشعبنا. نعمل لتحسين مناخ الاستثمار لقد كثفت المملكة جهودها من أجل تحسين مناخ الاستثمار المحلي والأجنبي في البلاد، في سياق برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي على طريق التحديث والتنمية، وأطلق برنامج شامل لمتابعة حل الصعوبات التي تواجه المستثمرين بالتعاون بين جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالاستثمار... ويسعدنا مشاركة الشخصيات العالمية من مفكرين وقيادات اقتصادية لتبادل الأفكار والمقترحات العلمية مع المسؤولين ورجال الأعمال في المملكة، وذلك بهدف مساندة البرنامج الوطني الذي تتابعه الهيئة العامة للاستثمار مع الجهات الحكومية وقطاع الأعمال، للوصول بالمملكة إلى مصاف أفضل 10 دول في مجال التنافسية الدولية في جذب الاستثمار. الرياض - 18-10-2003