أجمع مثقفون وكتاب وإعلاميون على تميز علاقة الملك سلمان بن عبدالعزيز بالمثقفين، وعزوا العلاقة المائزة إلى شخصيته المثقفة وعقليته الحوارية وسعة أفقه وأريحيته وصلته الوثيقة بالأدباء والمفكرين العرب والسعوديين ويرجع الدكتور محمد العوين هذه العلاقة الخاصة للملك سلمان بن عبدالعزيز مع المثقفين إلى خبراته الإدارية الهائلة المتراكمة على مدى أكثر من ستة عقود ومواكبته ستة ملوك ومعايشته أدق التفاصيل في حياتنا الاجتماعية والتعليمية والثقافية والأمنية، إضافة إلى ما يتمتع به من الوعي السياسي والاطلاع الثقافي والعلاقات الواسعة التي يتمتع بها مع الكتاب والمثقفين والإعلاميين في الداخل والخارج، ويرى أن الملك سلمان - حفظه الله - كما أشار في خطاب تولي العرش سيستمر مواصلا النهج الذي سارت عليه الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، وهو الانطلاق من المنهج الإسلامي برؤيته المعتدلة المستمدة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، مع الأخذ بالرؤى التحديثية والانفتاح على الجديد، ولكن هذا لا يلغي أن لكل قائد بصمته وأسلوبه في الإدارة، فكما يقال «لكل شيخ طريقته»، فكذلك لكل ملك أسلوب في الإدارة، فيما وصف الإعلامي ناصر الدعجاني العلاقة بين الملك سلمان بالعلاقة المتينة كونه يطلع صبيحة كل يوم على ما يدور في الساحة من أخبار وأطروحات ورؤى ولا يتردد أبدا في التواصل مع الكاتب أو المفكر أو المؤلف مناقشا مستفسرا وموجها بل إنه في أحيان كثيرة كان يرد على بعض الكتاب والمحررين بمقال في نفس الصحيفة، وهذا قل ما نجده في قائد عربي، وأضاف الدعجاني الأهم من هذا أنه حليم حكيم وأنا هنا أعنيها بكل ما تحمله من أبعاد، فهو يتوقف ويناقش أي طرح يراه مخالفا ويكتفي بإيضاح ما يلزم إيضاحه وأحيانا مع قليل من العتب، مؤكدا أن الملك سلمان واسع الأفق ومثقف ملم بكل ما يطرح على الساحة وممتع في حديثه في مجلسه الخاص، ويذهب الشاعر خالد قماش إلى أن ما عرف عن الملك سلمان أنه رجل مطلع وقريب جدا من الإعلاميين، ويقدر دور الإعلام في صياغة الوعي الجمعي، كما عرف عنه اهتمامه ومتابعته لكل ما يدور في المشهد الثقافي، وإن كان حضوره في مثل هذه المناسبات قليل، وأضاف ولعل ترأسه لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز التاريخية يبرهن على اهتمامه بالثقافة التاريخية وتتبعها ورصدها بشيء من الموثوقية والمصداقية، وزاد قماش بمقدار صلته بالإعلام وما ينشر لم يكن يتدخل لمنع أو حجب أو حجر على الرأي المخالف، لكنه يتابع ويرد ويحاور ويحاول أن يقنع خصوصا عندما يقع كاتب ما في أغلوطات أو يستثير نعرات أو يحرض على العصبية نجد ردا على الكاتب باسم سلمان بن عبدالعزيز مجردا من الألقاب وهذا مؤشر على إيجابية الملك المثقف وحضاريته في التعامل مع النخبة، ويرى الشاعر عبدالله السمطي أن حضور الملك سلمان بن عبدالعزيز في الذهنية الثقافية صورة جلية لاهتمام القيادي وعمله الدائب لقراءة تحولات الفكر والثقافة، وقراءة ما يتعلق بالتاريخ والواقع الاجتماعي والحضاري بوجه عام، مشيرا إلى أن الملك سلمان ليس غريبا عن الحياة الثقافية بوصفه أحد المهمومين البارزين بالتاريخ السعودي من جهة، وبالصورة الثقافية والإعلامية للمملكة من جهة ثانية، وهي صورة تعززها دائما الرؤى الفكرية المطروحة والنشاط الفكري والثقافي بوجه عام، وأضاف أن لقب: «صديق الصحفيين والإعلاميين» لم يأت من فراغ لأن الملك سلمان معروف بمتابعته الدائمة لما ينشر، حتى إنه يقرأ الصحف بانتظام في وقت مبكر، ويتعرف على الأحداث والوقائع والأخبار، ووجوده على رأس بعض المؤسسات الثقافية كمكتبة الملك فهد الوطنية، ودارة الملك عبدالعزيز يؤصل عنده هذه الرؤية الثقافية السابقة التي تجعله ملما بالتاريخ السعودي على الأخص وملما أيضا بالأنساب، لهذا فإن العلاقة الثقافية بينه والمثقفين لن تكون غريبة أو طارئة بل هي علاقة معرفة.