تنطلق، صباح غد، في منطقة الباحة، جلسات اللقاء الرابع من لقاءات الحوار الوطني العاشر في مرحلته الثانية، تحت عنوان «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية»، والذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ويأتي لقاء الباحة استكمالا للقاءات التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في الجولة الثانية من لقاءات الحوار الوطني العاشر في كل من منطقة نجران وعسير وجازان. وأوضح الأمين العام لمركز الحوار الوطني فيصل المعمر أن رسالة الحوار تصب في صميم مكافحة الإرهاب والتطرف، لافتا إلى أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يسعى إلى ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال، كونهما المسار الذي نبحث عنه جميعنا في سبيل إيصال رسالتنا الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية، مشيرا إلى أن المملكة قبلة المسلمين ويتجه إليها أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم بمعدل خمس مرات يوميا، ورؤية قيادتها الحكيمة والإنسانية، ووحدتها التي أسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بعد ألف عام من العزلة، مشيرا إلى أن القوة الاقتصادية العظمى التي كسبناها تحتم علينا أن يكون هذا المكان قدوة للجميع في أنحاء العالم بوسطيته واعتداله. فيما كشف ل«عكاظ» نائب الأمين العام لمركز الحوار الوطني الدكتور فهد السلطان أن من أهم أهداف المركز الاستراتيجية إرساء ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع وتحويله إلى سلوك يومي، مؤكدا أن المركز أنشأ أكاديمية متخصصة للتدريب على الحوار معتمدة من وزارة الخدمة المدنية ومن منظمة اليونسكو وتنفذ سلسلة من البرامج الموجهة للأسرة والمجتمع وبعض برامج المركز تطبق في دول عربية، لافتا إلى أن الكثير من أفراد المجتمع بدأ يؤمن ويقبل بالتنوع والتعددية الفكرية والرأي والرأي الآخر، إلا أن المركز يواجه تحديات وصعوبات وقطعنا شوطا في هذا المضمار، وشدد السلطان على أهمية الشراكة المجتمعية كون تفعيل ثقافة الحوار ليست مسؤولية المركز بمفرده، بل تشترك فيها قطاعات حكومية منها التعليم والإعلام والشؤون الإسلامية والجامعات، مضيفا أن المركز وقع مذكرات تفاهم داخلية وخارجية لتعزيز دور المركز الحضاري والتربوي والأخلاقي، مبديا أن الأمين العام فيصل المعمر وفريق العمل معه يبذلون جهودهم لكي يستوعب المركز جميع الأطياف الثقافية والفكرية في السعودية دون إقصاء لأي طيف، كون المركز يقوم على استقطاب جميع التوجهات وإتاحة الفرصة للمختلفين للتحاور دون تركيز على توجه أو طيف أو إلزام أي طرف بالحديث عن أي قضية بأسلوب أو أفكار مرتبة سلفا. وبخصوص التوصيات وعدم تنفيذها، أوضح السلطان أن المنصف في قراءته ورصده لنشاط المركز سيشعر أن التوصيات يتم تفعيلها من خلال الجهات الحكومية، مستعيدا توصيات معنية بالصحة تم الرفع بها لوزارة الصحة وأخرى للتعليم وأخرى لوزارات وهيئات معنية بالوطن والمواطن، وأبان أن تحديد المواضيع يتم من خلال وحدة معنية باستطلاع الرأي العام وتقوم أيضا برصد ردود الأفعال حول ما يطرح من مواضيع وقضايا للحوار، مستبعدا فكرة تأسيس قناة تلفزيونية متخصصة للحوار حاليا، إلا أنها من ضمن الرؤى المطروحة للنقاش، فيما يرى عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني محمد الدحيم أن موضوع اللقاء موضوع مهم وأهميته في النتائج التي سيخرج بها المشاركون والمشاركات في اللقاء لتشخيص واقع مشكلة التطرف وآثارها على المجتمع، مشيرا إلى أن المركز يسعى من تلك اللقاءات إلى محاصرة هذه الظاهرة والحيلولة دون انتشارها بين أفراد وأطياف مجتمعنا وتحصينهم ضد الأفكار التي يروج لها دعاة الغلو والتطرف، وأضاف أن هناك إجماعا من جميع أطياف المجتمع على إدانة التطرف والتشدد بمفهومه العام، غير أننا نتطلع من خلال تلك اللقاءات إلى إيجاد رؤية واضحة من جميع شرائح المجتمع حول مفهوم التطرف بشكل دقيق، وتحديد للممارسات التي قد تؤدي إلى انتشاره في أوساط الشباب. فيما أكد عضو مجلس أمناء المركز الدكتور منصور الحازمي على أهمية الأفكار والرؤى التي خرجت بها لقاءات الحوار الوطني العاشر منذ انطلاقه في منطقة الحدود الشمالية، في مواجهة التطرف، والنتائج التي سيخرج بها المشاركون والمشاركات في اللقاءات المقبلة، لافتا إلى أن الحوار مطلب مهم في الحياة، وتتزايد الحاجة إلى الحوار في وقتنا الحاضر، الذي يواجه فيه المجتمع تحديات متنوعة من خلال تنوع مصادر المعلومات التي قد تكون بعضها تحتوي على أفكار مسمومة وهدامة لوحدتنا الوطنية، مبديا أن الحوار أسهم في التواصل فيما بيننا، وتبادل الآراء والأفكار، والاستفادة من الخبرات واحترام رؤى الآخرين، للوصول إلى رؤية موحدة بين جميع الأطياف الفكرية حول القضايا الوطنية الهامة، مبينا أن عملية نشر ثقافة الحوار وتشجيعها في كل مناحي الحياة سيكون من أهم الأسباب والأدوات التي يستطيع المجتمع من خلالها المواجهة والتصدي للتطرف وللمروجين للأفكار المتطرفة. يذكر أن جلسات اللقاء الرابع للحوار الوطني العاشر في الباحة ستناقش موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية من خلال أربعة محاور ، حيث سيتناول المحور الأول التطرف والتشدد «واقعه ومظاهره»، والمحور الثاني العوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، والمحور الثالث المخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد، فيما سيتناول المحور الرابع موضوع سبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد.