ليس هناك شك أن مواجهة تمدد تنظيم «داعش» الإرهابي أصبحت مطلبا استراتيجيا ليس فقط خليجيا وعربيا بل عالميا، خاصة أن التنظيم الإرهابي تمادى في إرهابه وقتله وسفكه لدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وعاث في الأرض الفساد وأهلك الحرث والنسل وأساء لصورة الإسلام، والدين الإسلامي منه براء. وبات في حكم المؤكد بعد جرائم القتل البشعة حرقا وذبحا ورميا بالرصاص التي ينفذها تنظيم «داعش» الإرهابي، أنه لا بديل عن استراتيجية طويلة المدى لتجفيف مصادر الدعم المالي الذي يتحصل عليه التنظيم وتكثيف المواجهة العسكرية ضده والسعي لبلورة عمليات برية عاجلة وموجعة مدعومة بغطاء جوي لحسم هذه المعركة وكسر عظم التنظيم الإرهابي، الذي بات يتمدد بشكل يؤشر إلى أن الضربات الجوية رغم كثافتها إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن. والمطلوب من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب سرعة بلورة هذه الاستراتيجيات العسكرية لكي يتحطم «داعش» وكل التنظيمات والأنظمة الإرهابية التي تدعمها وعلى رأسها نظام الأسد الهمجي الذي أطعم وسقى هذا التنظيم الإرهابي. ويجب التنبه للعبة التنظيم المقبلة لتقوية قدراته، إذ يسعى إلى استنزاف قدرات الطرف الأول ومن ثم ينتقل من منطقة إلى أخرى، وعليه فإن ضرب معاقل التنظيم بشكل نوعي أصبح مطلبا عاجلا. وانطلاقا من ذلك فإن السعي إلى تجفيف منابع التمويل مطلب دولي وإقليمي، ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد ولا يظل مجرد بيانات أو لا يلقى طريقه إلى حيز التنفيذ. وينبغي على المجتمع الدولي أن يأخذ الخطوة الحاسمة في معاقبة من يقفون وراء هؤلاء الإرهابيين وأن يستصدر قرارا أمميا بعمل بري عسكري مكثف دولي ينهي فيه هذا التنظيم الإرهابي قبل أن تستفحل مخاطره وعندها يصبح من الصعب السيطرة عليه. والفرصة مواتية اليوم، لأن هناك إجماعا عربيا ودوليا على ضرورة اجتثاث معاقل التنظيم من سوريا والعراق وفي نفس الوقت اجتثاث نظام الأسد الحاضن لهذا التنظيم. والتنظيمات الإرهابية الأخرى لكي تعيش المنطقة في أمن وأمان واستقرار وينتهي كابوس الإرهاب والطائفية التي تحاول القوى الإقليمية التآمرية إذكاءها في المنطقة بهدف إحداث الفوضى ونهب مقدرات ومكتسبات الأمة العربية.