«أرسلت العينة مع الشحنة الأخيرة لمركزنا في أفريقيا» رد رئيس الاجتماع السري: «نعلم جميعا علاقة والد د. صامويل مع مجموعة كلوكس كلان».. قال رد الثالث مبتسما: «تلك أمور شككنا فيها واقتنع الجميع بضدها». أما الثغرة فكان زميلنا الذي أخذ بتعليمات رجل من خارج نطاقتنا وهو د. صامويل وفريقه المعروفين والموثوق فيهم بين العلماء.. قال الأول قلقا: «وترخيصنا لتلك التجارب في أفريقيا». رد الرئيس: «نعم، من أجل ذلك نكتب تقريرنا الآن، وبتوصيات عليا بأن البحوث العلمية، بتعليمات المختصين، حصلت على أرض الواقع حيث تتوفر العينات والحيوانات، وبأن خروج الفيروس الشرس الناتج من مركزنا كان بسبب ثقة المتخصص في الفيروسات المرسل من قبلنا واعتماده على مساعديه وأكثرهم من أصول أفريقية أغفلوا سبل الوقاية بهذا نسد الباب في وجه أي متطفل». «نوافق ونجزم بالتأكيد. والحالات الأولى التي ظهرت قد بثتنا في الجرائد والقنوات بأن الأوضاع الاجتماعية المتردية في تلك البلاد أدت إلى ظهور المرض، وقد أكدت ذلك مختبراتنا هنا وهناك ومعها منظمة الصحة». قال الرئيس بخبث: «لربما كان إرسال العينة أفضل من بقائها هنا». قال الأول: «ارجو ألا يحصل مثلما حصل قبل سنين عندما خرجت أبحاث الفيروس التي أكملناها في أفريقيا عن المتوقع وتسبب النتائج في ظهور «الإيدز».. رد الثاني: «كلنا نعلم أن تلك النتائج الوخيمة على العالم كله قد انتهت الشكوك حولها بالتقارير التي نسبته إلى القردة». رد الرئيس «وكانت بصمات د. صامويل وفريقه موجودة في كل تلك الأبحاث، مدعوما من جهات أخرى كما نعلم، فلنختم تقريرنا ونأمل في الأحسن». وأفلتت مرة أخرى تجارب الإنسان من يديه وهيمته، بتغافل هذا وتعمد ذاك، ونتج فيروس خبيث منيع، وظهر مرض إيبولا في أفريقيا كما ظهر قبله الإيدز الذي نسبوه وأمثاله، إلى الحيوانات بأنواعها. التجارب على الفيروسات بحجج توظيفها ضد الملاريا وفي أمور طبية مفيدة، ندم بعض علمائها لما حصل من أوبئة وضحايا، ولم يعلموا أن بينهم أصابع غيرت المسار وارادت قصر التجربة على بعض الأجناس ثم إرسالها حيث يريدون لكن السحر ارتد على الساحر وخرجت الفيروسات عن كل الحدود لتقفز عبر القارات.