فصح وزير الخارجية السوري السابق فاروق الشرع عن قصة المفاوضات السورية – الإسرائيلية بعد أن أسهب دبلوماسيون وعسكريون إسرائيليون مثل أوري ساغي وإيتيمار رابينوفيتش في سرد الرواية الإسرائيلية، وكتب دنيس روس ومادلين أولبرايت والرئيس الأسبق بيل كلينتون وغيرهم جانبا من الرواية والرؤية الأمريكية، وأصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب «الرواية المفقودة» لمؤلفه الشرع الذي يعد أحد أهم وزراء الخارجية العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، ما يجعل الكتاب أحد أهم كتب المذكرات التي تصدر هذا العام في العالم العربي، ويمثل هذا الكتاب شهادة تاريخية فائقة الأهمية على الأحداث التي عاشتها سورياولبنان وفلسطين والمشرق العربي وعاشها العالم من منظور هذه المنطقة عموما، وشهادة على المفاوضات السورية - الإسرائيلية خصوصا، ويكشف الكتاب تفاصيل وحيثيات لأحداث لم يسبق أن عرض الطرف السوري روايته عنها، ويقدم فاروق الشرع في «الرواية المفقودة» رؤية للأحداث من زاوية عمله وزيرا للخارجية، وفاعلا وشاهدا عارفا بالأسرار والتفاصيل، وصاحب وجهة نظر تفرز الغث عن السمين، وتبين الحقيقة من الشائعة، وتحفل فصول الكتاب التي جاءت بلغة رشيقة وجذابة، بتفاصيل مثيرة ودالة عن علاقة الرئيس حافظ الأسد بأخيه رفعت، والعلاقة مع العراق وصدام حسين، وبعض تفاصيل العلاقة مع ياسر عرفات والتدخل في لبنان وغيرها، وهي لا تقل في أهميتها عن الفصول بالغة الأهمية التي تتناول المفاوضات السورية - الإسرائيلية منذ مؤتمر مدريد وحتى فشل لقاء جنيف بين كلينتون والأسد، وهو اللقاء الذي يورد الكتاب الرواية السورية لتفاصيله أول مرة، ولهذا تتجاوز أهمية هذا الكتاب حدود تقديم شهادة «الرواية المفقودة» إلى محاولةٍ ثمينةٍ فيها الكثير مما يفيد الباحثين، والمؤرخين، والمؤثرين في الرأي العام، والمهتمين بالسياسة الخارجية وبتعقيدات الصراع العربي – الإسرائيلي، والمنخرطين في الشأن العام، وسيرجع إليه كثيرون لمعرفة ما حدث من أجل فهمه والاستفادة منه في مواجهة ما يحدث وما يمكن أن يحدث، ويضم الكتاب مقدمة وتسعة عشر فصلا هي: بين النكبتين 1948–1967، سنوات الاختبار، التحديات المنتظرة وقصة رفعت، الشأن اللبناني و«صداع الرأس، غورباتشوف: الأول والأخير، الإخوة الأعداء: نحن والعراق، استدارة صدام حسين نحو سورياولبنان، الانتفاضة الكبرى، الانهيار الكبير، جولات بيكر المكوكية حتى مؤتمر مدريد، افتتاح مؤتمر مدريد، جولات واشنطن: المراوحة في المكان، مفاجأة أوسلو، اتفاق وادي عربة، عناقيد الغضب وتفاهم نيسان، صعود نتنياهو، أوراق المفاوضات على الطاولة، اجتماعات بلير هاوس وشيبردزتاون، قمة جنيف بين الأسد وكلينتون، ويعد كتاب «الرواية المفقودة» وثيقة تاريخية للأجيال الشابة.