قال الرئيس السوري، بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة "نيوزويك" إن والده، حافظ الأسد، اتخذ في سنة 1990 قرارًا استراتيجيًا بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، وإنه يشعر تمامًا مثله. وأوضح الأسد خلال المقابلة انه مستعد للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يشمل أيضًا حلاً لمسألة وجود حزب الله في جنوبلبنان مقابل انسحاب كامل من مرتفعات الجولان.. وقال في المقابلة التي أجرتها معه الصحافية لالي وويموث من أسبوعية "نيوزويك"، يوم الأربعاء، في دمشق، بشكل لا يقبل التأويل، أن الرئيس السوري على استعداد لاستئناف المفاوضات السلمية مع إسرائيل في الحال، بل هو على استعداد أيضًا لفحص إمكانية القيام بزيارة إلى القدسالمحتلة، مباشرة عقب توقيع اتفاق سلام بين الدولتين. وشدد الأسد على أن القضية الأهم بالنسبة لسوريا هي استعادة هضبة الجولان مسوغًا: "إن الأهمية الأولى بالنسبة لنا هي استعادة أراضينا كاملة كما ينص قرار الأممالمتحدة، وإذا كانت أي حكومة إسرائيلية على استعداد للدخول في مفاوضات لإرجاع أراضينا فلا مشكلة لدينا". وأضاف: "يجب استئناف المفاوضات على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بهذه القضية ومؤتمر مدريد الذي عقد سنة 1991 والمبادرة السعودية". وتحدث الأسد بلهجة شديدة حينما تطرق إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي، أرئيل شارون: "لا نثق بشارون وهو ليس معنيًا بالتوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا إطلاقًا". وردًا على سؤال لماذا لا يثق بشارون أجاب الأسد: "إن كل من تبادلت الحديث معه من الأوروبيين والأمريكيين والعرب، لديه نفس الفكرة عن شارون - شارون ليس أهلاً للثقة". إلى ذلك، نفى الأسد نفيًا قاطعًا التقارير التي نشرت في إسرائيل بأن سوريا أجرت مفاوضات سرية مع إسرائيل، مشيرًا: "لا توجد اليوم ولم تكن قناة محادثات سرية مع الإسرائيليين.. إنه أسلوب الإسرائيليين الذين يحاولون إظهار سوريا وكأنها تعمل سرًا.. ما حاجتنا بقنوات خلفية؟ لم نجر الآن محادثات سرية ولن نجري محادثات كهذه في المستقبل". وحينما قالت له وويموث إن والده كان قريبًا جدًا من التوصل إلى اتفاق مع باراك، عقب الأسد: "ليس مع باراك وإنما مع رابين في سنة 1995 . لم نتوصل مع باراك إلى أي شيء". وفي معرض تعقيبه على الشأن العراقي وردًا على سؤال ما إذا كان يأسف على سقوط صدام حسين قال الأسد: "لا أحد يأسف عليه، إن انصرافه هو أمر جيد".