يمر نادي أبها هذه الأيام بمنعطف خطير قد يفضي به إلى دوري الدرجة الثانية، إذ يعيش واحدة من أسوأ فتراته منذ صعوده قبل عقد من الزمان، ويواجه تحديات صعبة من أجل البقاء وتفادي مزيد من الانتكاسات التي من شأنها أن تعيده إلى دوري المظاليم بقوة وتغيبه عن أضواء المشهد الرياضي وهو الذي كان إلى وقت قريب بين كبار أندية الدوري السعودي الممتاز. وخلال القسم الأول من المسابقة كانت نذر السقوط قد لاحت ودقت معها طبول الهبوط إلى دوري الثانية، فهل ينجح الفريق في لملمة أوراقه والتشبث ببصيص الأمل الذي يبقيه بين فرق الأولى. يحتل الفريق المركز الأخير على سلم ترتيب دوري الأولى لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم بعد مرور 21 جولة، لم يستطع فيها سوى جمع 13 نقطة فقط من أصل 63 نقطة، وبفوزين يتيمين وسبعة تعادلات، لم يتوقع أحد أن يخسر أبها 12 مواجهة ومعظمها بنتائج كبيرة لم تحصل له من قبل في دوري الأولى، كما أنه بعد مرور هذه الجولات الكثيرة بات يملك أضعف خط دفاع وحراسة بواقع ولوج أكثر من 40 هدفا في مرماه. وكما تشير الأرقام إلى أن التخبطات الإدارية كان لها دور في اقتراب أحد أقطاب دوري الأولى من الهبوط، إذ شهدت أول موسم للإدارة الحالية جملة من القرارات المتنوعة التي صاحبها جدل كبير أدت إلى انحدار متتال في النتائج واستقر به الجال إلى أن يصل إلى المركز السادس عشر والأخير على سلم ترتيب دوري الأولى في موسمها الثاني. تغييرات متكررة وتناوب في عهد الإدارة الحالية على القيادة الفنية ستة مدربين، ومع بداية إعداد الفريق للموسم الرياضي الماضي حيث كانت مهمة الإشراف التدريبي مسندة إلى المدرب الوطني إبراهيم العاصمي والذي قدم فريقا فنيا وبعناصر شابة استطاع مقارعة الأهلي في مواجهات ودية في المعسكر التحضيري في أبها، ولكن وبشكل مفاجئ تم التعاقد مع المدرب الوطني سعد البشري كمستشار فني، والذي سرعان ما تحول إلى مدرب للفريق الأول والذي شهد إقصاء العاصمي قبل انطلاق الدوري الماضي، تبعه إقصاء عدد من اللاعبين الشباب الذين كانو برفقة العاصمي والذين استعدوا معه، ومع انطلاق الدوري وبعد مرور عشر مواجهات أقيل المدرب الوطني سعد البشري بعد سلسلة من الخسائر المتتالية، وتم إسناد المهمة إلى المدرب التونسي بسام الصلالي كمدرب مؤقت كثالث مدرب، وأشرف على لقاء حطين في جازان وجلب منه النصر الذي كان بمثابة مفترق طرق، ثم أسندت المهمة إلى التشيكي اوتكار كمدرب رابع والذي استطاع إبقاء أبها في دوري الأولى العام الماضي، واستعد به في معسكر أبو ظبي قبل الموسم الحالي، وعلى عكس المتوقع تعرض أبها لسلسلة من الخسائر المتتالية وإيقاف لاعبين واستقالة المشرف على الفريق عبداللطيف شعثان، وبعدها تم إسناد المهمة مرة أخرى إلى المدرب التونسي بسام الصلالي كخامس مدرب قبل أن يتم إقصاؤه لمصلحة المدرب الإيطالي دي فيفو ريكاردو كمدرب سادس، وعلى يديه تعرض أبها لسلسة من الخسائر بالنتائج الثقيلة كان آخرها أمام الوطني الأسبوع الما ضي. غياب الاستقرار وواكب ذلك سلسلة من التغييرات الإدارية التي لم تثمر شيئا، حين تولى عضو الإدارة أحمد محرز الإشراف على الفريق الأول لكرة القدم ومعه عدد من المساعدين، لكن الإدارة أعفته من مهمته وأسندتها لخالد قريوي الذي بدوره استقال بعد فترة من الزمن لتتم الاستعانة بقائد أبها السابق عبداللطيف شعثان والذي يحمل درجة الماجستير في الإدارة وبرفقته فريق عمل لكنه استقال احتجاجا على المدرب التشيكي اوتكار وعضو الإدارة عبدالعال الحربي، غير أن إدارة النادي أسندت المهمة لعضوي الإدارة سعد ظفران وسعيد حموض.