هذا كلام مزعج، ومؤلم، ومؤسف، قاله رئيس قسم حقوق وعلاقات المرضى في المديرية العامة للشؤون الصحية بمحافظة جدة (سلطان الغامدي): (1) «إن بعض الإدارات الصحية، تهمل الشكوى لأسباب عدة من أهمها: الرغبة في عدم التأثير على سمعة المركز وإدارته، بسبب كثرة الشكاوى، والمحاباة بأن تطغى العلاقة الشخصية، على المهنية في العمل، وإن تلك الإدارات تعتبر تقديم الشكاوى كيدية، وذلك لذريعة عدم الاهتمام بها». (2) «إن الهدف الأساس، من وجود علاقات وحقوق المرضى، إيجاد حلقة وصل بين المريض والمسؤول، وتوفير مكتب خاص ومستقل، لموظف علاقات وحقوق المرضى، في بعض المراكز، بينما لم نستطع توفير هذه المكاتب في بعض آخر، بسبب تهالك وتقادم المباني، وعدم وجود مساحات كافية، إذ أن وضع غالبية المراكز الصحية الأولية في مدينة جدة، يعد صعبا». (3) «إن أهم التحديات، التي تواجه مكاتب حقوق وعلاقات المرضى، هي قلة الدعم المادي». *** شكاوى المرضى، لا يمكن التهرب منها، ومن الخطورة إخفاؤها، وهو إجراء لا يمكن السكوت عنه، ويحتاج إلى موقف حازم من وزارة الصحة، وقرارات تحترم إنسانية الإنسان، وتحافظ على حقوق المرضى، التي أقرتها وزارة الصحة، وشددت على تطبيقها، وإن إلقاء الشكاوى في سلة المهملات، أو حبسها في الأدراج، أو المحاباة، أو طغيان العلاقات الشخصية على المهنة في العمل، تستدعي عيونا مفتوحة، فالعواقب التي يتمخض عنها إهمال الشكاوى، لا تحمد عقباها. *** أتمنى أن يتمعن المسؤولون في وزارة الصحة، فيما قاله رئيس قسم حقوق وعلاقات المرضى في المديرية العامة للشؤون الصحية بمحافظة جدة، والعمل على وجود مبدأ صارم لا يتزحزح، إزاء التعامل مع شكاوى المرضى، فأسوأ شيء أن تموت المشاعر الإنسانية، ويحدث الفتور، والتراخي، وتموت الضمائر.