كشفت دراسة حول مشاكل الصمم وضعف السمع في منطقة الشرق الأوسط في المملكة والإمارات ومصر، أن الصمم والمشاكل السمعية هي بين المشاكل الصحية الخمس الأولى التي توثر على صحة سكان المنطقة، إلى جانب السمنة، والسكري، والتهاب الكبد الوبائي، وأن مشاكل الصمم والإعاقات السمعية لا تحظى بالاهتمام المطلوب في منطقة الشرق الأوسط، فيما رصد تقرير الدراسة وجود شخص على الأقل من كل 25 في المنطقة يعاني من صعوبات سمعية، أي ما يعادل 4 بالمائة، وهي نسبة تتجاوز المعدل العالمي الذي بلغ 3 بالمائة بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2012 حول المشاكل السمعية. ولفتت الدراسة إلى أنه بحسب 67% من الخبراء في المملكة فإن المشاكل السمعية والصمم تؤثر على الأطفال منذ الولادة، لكن علاج الحالات يحدث غالبا عندما يكون الطفل قد بلغ سن الثالثة فما فوق، ويؤثر هذا التأخير في التشخيص والعلاج بشكل سلبي جدا على تطور قدرات النطق والتواصل لدى الأطفال المصابين، كما على تحصيلهم التعليمي واندماجهم مع أقرانهم ومجتمعهم، وقد يتسبب مستقبلا بعزل المصابين بها اجتماعيا. وأشارت الدراسة إلى أن الوضعين الاجتماعي والاقتصادي لا يشكلان عاملين حاسمين في حصول مشاكل ضعف السمع، لكن الأمية ونقص التعليم هي عوائق فعلية أمام معالجتها، ويرى 78 بالمائة من الخبراء في القطاع الطبي أن المستوى التعليمي لأفراد الأسرة هو عامل حاسم في مدى سعيها مبكرا لمعالجة الفرد المصاب بمشاكل سمعية. واعتبر كافة الخبراء الطبيين الذين شملتهم الدراسة أن إطلاق حملة توعية عامة ضروري للتصدي للمشاكل السمعية في المنطقة. يشار إلى أنه تم إعلان النتائج العلمية للدراسة في الملتقى الذي عقد في دبي وترأسه الدكتور حسين عبدالرحمن الرند، الوكيل المساعد بوزارة الصحة في الإمارات بحضور الدكتور عبدالرحمن حجر، رئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة والمحاضر في جامعة الملك سعود، والدكتور أحمد سامح فريد، الأمين العام للاتحاد العربي لجمعيات الأنف والأذن والحنجرة ووزير الصحة السابق في مصر.