فيما تستعد الأحزاب والقوى السياسية المصرية لخوض انتخابات البرلمان من خلال التحالفات والتكتلات، اعتبر عدد من الخبراء أن أغلب الأحزاب ليست جاهزة للاستحقاق الثالث من خارطة الطريق. وقالوا ل(عكاظ) إن مرشحي الفردي في أغلب الأحزاب لم يتم الاستقرار على اختيارهم، كما أن القوائم الانتخابية باتت تشكل معضلة أساسية أمام تلك الأحزاب. وحذروا من استخدام المال، مشيرين إلى أنه يقلل من فرصة تمثيل المرأة والشباب والمواطنين من الطبقة الوسطى والأحزاب الحديثة. ورأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية الدكتور أحمد عبد ربه، أن الانتخابات البرلمانية أكبر من إمكانيات الأحزاب المصرية فى الوقت الراهن، لأنها لم تكمل استعداداتها بعد لهذا الاستحقاق، خاصة الأحزاب الثورية الحديثة، إذ أنه بسبب تقسيم الدوائر لن يحصلوا إلا على مقاعد متناثرة لأن وجودها ضعيف، ولن يشارك الشباب إلا من خلال كوتة القوائم. وأفاد أن الشباب لن يتمكنوا من المشاركة الفعلية إلا بالانخراط الحقيقي في العمل الحزبي وتعديل قانون الانتخابات، محذرا من استخدام الأموال في شراء الأصوات، خاصة على المقاعد الفردية. وأضاف المتحدث باسم حزب الوفد المستشار بهجت الحسامي، أنه من الصعب على الحكومة إلزام المرشح بسقف للدعاية لوجود أكثر من وسيلة للتلاعب، معتبرا أن الضمانة الحقيقية تكمن في التوعية بخطورة المال السياسي، وطالب الحكومة بتجريم استخدام المال السياسي وحبس المخالفين. ورأى أن الأحزاب الحالية تحتاج لمزيد من الوقت لتستعد جيدا للانتخابات البرلمانية في ظل التحالفات والتقلبات السياسية، لافتا إلى أن فرصة الشباب ضعيفة في دخول البرلمان. أما رئيس الحزب الاشتراكى المصري أحمد بهاء الدين، فرأى أن قانون الانتخابات البرلمانية لا يحمي الشرائح الدنيا، مؤكدا أن الرهان الحقيقي سيكون على وعي المصريين البسطاء ليحموا مستقبلهم من انتهاك المال السياسي. ولفت خبير القانون الدولى عبدالله خليل، إلى عدم جاهزية الأحزاب حاليا، خاصة أن التحالفات التى تجري على الساحة السياسية محاطة بشيء من التخبط وعدم الاستقرار، مؤكدا أن التحالفات القوية تقوم على أسس ديمقراطية سليمة هدفها خدمة الوطن وليس الأشخاص. ورأى أن البرلمان المقبل غير واضح الملامح، إذ أن هناك صراعا بين القوى السياسية حول تقسيم الغنائم في البرلمان، مشيرا إلى عدم وجود خط سياسي واضح لدى الكيانات السياسية. وانتقد الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الدكتور أيمن عبدالوهاب، القوى السياسية، وقال إنها لم تحسن استثمار فرصة السنوات الثلاث الماضية في بناء أحزاب حقيقية ذات قواعد شعبية قوية، داعيا إلى تكوين تحالفات انتخابية كبيرة تحقق التوازن وتعبر عن درجة التمثيل المجتمعي داخل البرلمان، وترشيح قوائم فعالة قادرة على التواصل مع الجماهير.