وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلى الرياض على رأس وفد رفيع المستوى لتقديم واجب العزاء للقيادة السعودية في وفاة الملك عبدالله في زيارة تبرز أن العلاقات الأمريكية السعودية تتجاوز المصالح النفطية وتمتد إلى الأمن الإقليمي. وكان الرئيس الأمريكي قد قطع زيارته إلى الهند والتي كانت ستستغرق ثلاثة أيام ليزور المملكة في وقت تواجه فيه المنطقة العربية أوضاعا مضطربة وتعول الإدارة الأمريكية على الرياض عودة الاستقرار والأمن إلى الشرق الأوسط. ففي اليمن تفاقمت الأزمة الأسبوع الماضي بسيطرة المتمردين الحوثيين على مرافق ومؤسسات الدولة في صنعاء في انتكاسة للجهود الخليجية التي كانت تبذل لاحتواء الأزمة بين المكونات السياسة هناك في ظل تدخل إيراني واضح في مسعى لنشر الفوضى في المنطقة. كما تثمن واشنطن الموقف السعودي على حشد الدعم العربي ضد منظمات التطرف والإرهاب وعلى رأسها تنظيم داعش. ويرجح المراقبون أن تتصدر المباحثات السعودية الأمريكية ملفات سوريا وإيران وتنظيم داعش وأسعار النفط. كما ستسعى واشنطن إلى ترتيب الأولويات مع القيادة السعودية تجاه العديد من القضايا المحورية في الشرق الأوسط. وستعمل إدارة الرئيس الأمريكي من خلال هذه الزيارة إلى توضيح موقفها حيال عدد من القضايا التي ترددت الإدارة الأمريكية في حسمها.. وتعتبر الأزمة السورية هي حجر الزاوية إلى جانب الملف الإيراني النووي والتدخلات الإيرانية في دول الجوار العربي.. كما يرى المراقبون أن أوباما يتطلع من خلال الزيارة الرفيعة المستوى إلى توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين وذكر خبراء أن الرياض تتطلع إلى مزيد من الالتزام الأمريكي في أزمات المنطقة. حيث قال أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية في جدة «هناك ملفات لا بد أن يكون هناك تفاهم حولها بين الملك سلمان وأوباما، لأن المملكة تتفق مع واشنطن على كثير من الأهداف، لكن الاختلاف واضح حول عدد كبير من المسائل». وبحسب عشقي، فإن المملكة تختلف مع واشنطن في الاستراتيجيات حول ملفات متنوعة وتتطلع إلى مزيد من الالتزام من جانبها في الملف السوري واليمني والليبي والعراقي إضافة إلى ضرورة ألا تكون مقاربة الملف النووي مرتكزة فقط على الملف النووي بل أيضا على ما تعتبره الرياض تدخلا إيرانيا في المنطقة. ويرافق أوباما وفد رفيع من الحكومة والحزبين الجمهوري والديموقراطي إضافة إلى زوجته ميشيل. ويضم الوفد وزير الخارجية جون كيري وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينن وقائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال لويد اوستن. ويتألف الوفد الأمريكي من 29 شخصا بينهم مسؤولون من عهد الرئيسين السابقين جورج بوش وجورج دبليو بوش مثل وزيري الخارجية السابقين جيمس بايكر وكوندوليزا رايس.