رحم الله الملك عبدالله وأخلفنا خيرا في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. كانت بداية مساء أول أمس مشوبة بالترقب والحزن من الأخبار المتطايرة عن نبأ وفاة الملك عبدالله، إذ كان يقابلها أحاديث المرجفين عن سيناريوهات مفزعة لمن لا يعرف نسق نظام الحكم في السعودية، وهو النسق الذي تكرر عبر تجارب سابقة اتسمت بسلاسة انتقال السلطة، وهذا ما أثبته الواقع مرارا.. وبالأمس وقبل أي شيء انتقلت السلطة إلى الملك سلمان، وسرعان ما تثبت واستقام الأمر من خلال إصدار مراسيم ملكية مؤكدة ذلك الاستقرار واليسر. تلك المراسيم استفتحت عهدها بتقديم الجيل الثاني لواجهة الحكم؛ كتأكيد حقيقي لرسم خارطة المستقبل، قاطعة الطريق على كل الأقاويل التي زعمت أن ثمة عراقيل ستنشأ في هذه النقطة. وأن يبدأ عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بهذا الملمح يتحقق الاستقرار للنظام وجريانه في المصب المعتاد وإيضاح مبكر لكيفية انتقال السلطة من غير مشاحنة أو ارتجالية اللحظة. والوجهان المقدمان لسدة الحكم، الأميران محمد بن نايف، ومحمد بن سلمان، هما من الأحفاد الذين استقوا من مدرسة المؤسس وتجارب أبنائه الملوك ما يعمق الخبرة والحنكة في إدارة الدولة ويمنح النظام حيوية وتطلع الشباب لمواصلة نمو الوطن ونمائه. رحل عزيز وقدم عزيز، والراحل ترك دولة قوية مهابة، والقادم سيواصل رفعة وطن يسعى لأن يكون في المقدمة دائما، ولن يكون هذا إلا بالالتفاف جميعا نحو حلم وطن يسمو نحو المعالي من خلال شعبه وقيادته. [email protected]