اهتمت كبريات الصحف الأمريكية أمس بالتطورات الجارية في المملكة، على ضوء تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم بعد مبايعته في أعقاب وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله، ونوهت بالانتقال السلس للسلطة وتوقع المحللون والكتاب عدم حدوث تغيير في سياسات المملكة، لاسيما النفطية، وتحدثوا عن السجل الحافل للملك سلمان كحاكم إداري لمنطقة الرياض، ونجاحه في تحويلها إلى مدينة عصرية. ووصفوا الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنه «رجل سلام وضليع في الدبلوماسية». وصفت صحيفة «بالتيمور صن» الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنه رجل سلام، وأنه محبوب من شعبه وبين أفراد العائلة المالكة، وقالت في تحليل سياسي بعنوان «سلمان يعتلي العرش ملكا للسعودية»، أنه أشرف على تطوير العاصمة الرياض خلال 50 عاما. وأشارت إلى بعض التحديات ومنها انخفاض أسعار النفط، والأوضاع في اليمن، ويعتقد محللون أن الملك سلمان لن يقدم على تغييرات سياسية سريعة، وأن التركيز سيكون على الاستمرارية. وأوضح السفير الأمريكي الأسبق لدى السعودية روبرت جوردان للصحيفة، أن للملك سلمان سجلا حافلا كإداري يتمثل في حكمه للرياض، وأنه رجل متعلم وصريح ونزيه، معربا عن اعتقاده أنه لن يتراجع عن الإصلاحات التي تسير فيها المملكة ومنها تشجيع النساء على ولوج سوق العمل. وعبر جين فرانسوا سينيز أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون، عن اعتقاده أن سياسة المملكة النفطية لن تتغير، متوقعا أن تمثل اليمن أولى اهتمامات الملك سلمان بن عبدالعزيز. ووصفت صحيفة «بوسطن جلوب» الملك سلمان بالشخصية المخضرمة في القيادة السعودية العليا وأنه ضليع في الدبلوماسية منذ 50 عاما. وذكرت في مقال بعنوان «ملك السعودية الجديد ضليع في الدبلوماسية والوساطة» للكاتبين: آية بطراوي، ولي كيث، أن الملك سلمان تولى الحكم في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات عدة. وأشارت إلى أنه خلال اجتماع الملك سلمان مع السفير الأمريكي عام 2007، قال إن العوامل الاجتماعية والثقافية تحتم إجراء التغييرات الاجتماعية بحسب ما يتفق مع قيم المجتمع، وأنه خلال توليه منصب أمير الرياض أشرف على تحويل الرياض إلى مدينة عصرية، وأنه بحكم منصبه أصبح معروفا دوليا، حيث استضاف كبار الشخصيات والمبعوثين الدوليين، وقد ساعد في تأمين الاستثمارات الأجنبية في المملكة وعاصمتها. وذكرت الصحيفة أنه فى خلال مناقشات أجراها الملك سلمان مع مسؤولين أمريكيين عام 2007 حذر بأن أمريكا ستواجه ذات يوم تهديدا من المتطرفين، وأبلغ الأمريكيين أن مفتاح جلب الاستقرار إلى الشرق الأوسط هو حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكدا أن إسرائيل «عبء على أمريكا». وتحت عنوان «إصلاحي.. ولكن دائما ملك»، كتب الكاتب الأمريكى توماس ليبرمان في «واشنطن بوست»، أن الجمع بين الزهد والأمانة والفهم الذكي للإعلام أكسب الملك عبدالله محبة شعبه، فقد أنفق مليارات الدولارات من أجل تحديث نظام التعليم وفتح اقتصاد المملكة وضمها إلى منظمة التجارة الدولية. لقد اجتمع الراحل مع بابا الفاتيكان بنديكت وتبنى التسامح بين الأديان ولاحق المتطرفين وتعاطف مع النساء وقدم خطة سلام عربية لإسرائيل. وقادت سياسات الملك عبدالله إلى تعزيز موقف المملكة على الساحة العربية والإسلامية والدولية. وأضاف ليبرمان أن المملكة تحولت في نهاية عهد الملك عبدالله إلى بلد مختلف فقد باتت أكثر انفتاحا اقتصاديا وأكثر قبولا للنقاش العام حول العديد من القضايا التي تواجهها، وسعت لجذب السياح، ولم تتغير فى مواقفها وقضاياها الثابتة الإسلامية منها والعربية. لقد نجح الملك الراحل في الموازنة بين تطلعات الجيل الجديد للتغيير والتزام القيم الدينية والتمسك بالتقاليد السعودية. نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحت عنوان «الملك عبدالله كان قوة بصيرة شكلت السعودية» للكاتبين دوغلاس مارتن وبن هوبارد، أن الملك الراحل اكتسب سمعة الحاكم الإصلاحي في الوقت الذي أطاحت فيه ثورات الربيع العربي بزعماء دول في المنطقة، لافتين إلى الانتقال السلس للسلطة بعد وفاته. وتوقعا أن تحافظ المملكة في عهد الملك سلمان على سياساتها الراهنة. وأشارا إلى أن المملكة تفضل تطبيق أجندتها عبر الدبلوماسية كما تفعل مع مصر والشعبين السوري والعراقي بتقديم الدعم اللوجستي السخي للمهجرين منهما. وقالت الصحيفة إن الملك عبدالله يتحدث بصراحة أهل الصحراء الذين عاش في أوساطهم منذ شبابه، وعرف عنه الزهد، وتميز عهده بالعمل الدؤوب لإحداث توازن بين تقاليد الصحراء ومتطلبات العصر. وتحدثت صحيفة «كرستيان ساينس مونيتر» تحت عنوان «الملك عبدالله كان إصلاحيا يجري إصلاحات تدريجية»، عن مواجهة الملك عبدالله للنفوذ الإيراني الذى بات يتغول فى المنطقة في سوريا والعراق واليمن. وقالت إنه في عام 2001 وجه الملك عبدالله سفيره في واشنطن بلفت نظر إدارة بوش إلى أنها تنحاز بشكل مفرط إلى إسرائيل، وأن المملكة ستعمل على تحقيق مصالحها بمعزل عن أمريكا، وهو ما دفع بوش بعد ذلك بفترة وجيزة إلى تأييد قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.