جمع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد؛ العديد من الصفات القيادية المميزة ما جعله يحظى بأرفع المناصب تقديرا وتثمينا لمسيرة وعطاء سموه التي استفاد منها في تكوين رؤى واضحة ومتمعنة عن أحوال الشعب السعودي، والمجتمع الدولي، إلى جانب المسؤوليات المناطة بسموه في كل عمل أوكل إليه، وهذا ما جعل سموه يتمتع بشخصية قيادية صنعتها المواقف المتعددة التي مر بها في كافة مراحل حياته العملية بالدولة. وقد حظي سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز بتربية قيادية شكلت شخصية قوية وعصامية وطموحة، لمسها الجميع من خلال اضطلاع سموه بالعديد من المهام الوطنية الجليلة التي تسنمها على اختلاف مواقعه العملية. تواضع وابتسامة دائمة وكل من عرف سمو الأمير مقرن يرى في شخصية سموه تفردا بالكثير من المزايا التي قد لا تجتمع في شخص واحد، وعلى الرغم من المسؤوليات الجسام الملقاة على كاهل سموه في مواقع الوطنية المختلفة، إلا أن القريبين منه يجمعون على تواضعه وابتسامته التي عرف بها، وعدا عن ذلك فهو رجل يتسم بالجدية والحزم في كافة المواعيد والأعمال الموكلة إليه من ولي الأمر، مما جعل منه رجل دولة مشهودا له بالكفاءة وقائدا محنكا في المواقف التي تستدعي معالجة متأنية. وعندما توفي والده الملك المؤسس -طيب الله ثراه- كان سمو الأمير مقرن صغيرا في السن، ولم يمنعه ذلك من أن يتعلم الكثير من المواقف القيادية من إخوته، الذين استفادوا من مرافقتهم لوالدهم مؤسس هذه البلاد «الملك عبدالعزيز» - رحمه الله-، ومن يعرفون «الأمير مقرن» يعرفون ثقافته وسعة اطلاعه، فسموه يعد رجلا مثقفا وواسع الاطلاع، كما يملك سموه معرفة ممتازة بالدول واللغات العالمية؛ الأمر الذي أدهش العديد من السفراء والقناصل ورؤساء البعثات الدبلوماسية. إخلاص وصدق اتسمت حياة سموه الكريم بالأمانة والصدق والإخلاص، يدعمها حصوله على العديد من المؤهلات العلمية والتدريبية والخبرات التي تعينه على تحمل المسؤولية العظيمة، وهذه الخبرات اكتسبها من خلال عمله المثمر والناجح في عدد من المهمات التي أوكلت إليه ونجح في إدارتها كما يجب، وكل هذه المهام أهلته لأن ينال أرفع المناصب. سيرة زاخرة يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليِّ العهد، ولد في 7 شوال 1364 ه / 15 سبتمبر 1945م، وهو الابن الخامس والثلاثون من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور، وأصغر أبنائه الأحياء وليس له إخوة أشقاء. وتلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي وتخرج فيه عام 1964، وأكمل دراسته في علوم الطيران في المملكة المتحدة وتخرج فيها عام 1968م. وبعد تخرجه بعام 1964 التحق بالقوات الجوية الملكية السعودية، وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1980. وعين أميرا لمنطقة حائل في 2 جمادى الأولى 1400 ه الموافق 18 مارس 1980، وظل بهذا المنصب حتى 16 شعبان 1420 ه الموافق 29 نوفمبر 1999 عندما عين أميرا لمنطقة المدينةالمنورة. وفي 19 رمضان 1426 ه الموافق 22 أكتوبر 2005 عين رئيسا للاستخبارات العامة خلفا لأخيه الأمير نواف، وظل يتولى المنصب حتى 29 شعبان 1433 ه الموافق 19 يوليو 2012 عندما عين مستشارا للملك ومبعوثا خاصا له. وفي 20 ربيع الأول 1434ه الموافق 1 فبراير 2013 عين نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء. وصدر أمر ملكي بتاريخ 27 مارس 2014 يقضي باختياره وليا لولي العهد، وفي يوم الخميس 26 جمادى الأولى 1435أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - أمرا ملكيا يقضي بأن يبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، وليا للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكا للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد. وبعد تلقي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود البيعة ملكا على البلاد اليوم وفق النظام الأساسي للحكم، وبعد إتمام البيعة، وبناء على البند (ثانيا) من الأمر الملكي رقم أ / 86 وتاريخ 26 / 5 / 1435ه، الذي نص على أن يبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد في حال خلو ولاية العهد، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية - يحفظه الله - لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد، وقد تلقى سموه البيعة على ذلك.