تبدو سيناريوهات الوضع اليمني مجهولة ومخيفة، في ظل الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية واستمرار السيطرة على مؤسسات الدولة أمنيا وإعلاميا، وفرض الرأي بالقوة وغلبة الطائفية والتدخل الإيراني القميء في الشأن اليمني وتقديم الدعم للمتمردين الحوثيين، ما حول اليمن إلى مسرح لصراع إقليمي ستكون له انعكاسات خطيرة على الأمن الخليجي والعربي. ومن هنا جاء الموقف الخليجي القوي والمباشر والرادع الصادر عن وزراء الخارجية عقب اجتماعهم في الرياض، أمس الأول، بالتأكيد أولا على أن ما حدث يمثل انقلابا على السلطة الشرعية في اليمن، وثانيا التهديد باتخاذ الإجراءات المطلوبة للأمن والمصالح الخليجية الحيوية في اليمن، ووضع شروط عدة لعودة المبعوث الخليجي واستكمال تنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والالتزام باتفاقية الشراكة والسلم نص وروحا. وانطلاقا من ذلك، وإدراكا للسيناريوهات المخيفة التي يجر الحوثيون اليمن شعبا ودولة إليها، جاء البيان الخليجي بمثابة رسالة تحذير شديدة للحوثي والأطراف الإقليمية بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التدخلات الخارجية الطائفية في اليمن، معتبرين أن أمن اليمن وأمن دول المجلس كل لا يتجزأ ووقوف دول مجلس التعاون الخليجي بقوة إلى جانب اليمن وشعبه من خلال الشرعية وما جاء في قرارات الأممالمتحدة والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وعلى جامعة الدول العربية التحرك السريع ودعم شرعية هادي ورفض انقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية الدستورية وإرسال رسالة قوية مماثلة لرسالة دول مجلس التعاون الخليجي، واعتبار أن أمن الدول العربية من أمن اليمن. إن الموقف الخليجي جاء شفافا وواضحا حيال ما يجري في اليمن، وعلى الحوثي أن يفهم جيدا أن أمن اليمن هو من أمن الخليج، ودول مجلس التعاون لن تسمح باختطاف اليمن من قبل مليشيات طائفية تسعى لتدمير مقدرات ومكتسبات اليمن. ومن الأهمية بمكان التأكيد أن دول مجلس التعاون بموقفها حيال ما يجري في اليمن هي في الواقع تجسد حرصها على الشعب اليمني ووحدة واستقرار وسيادة اليمن وترفض التدخلات الخارجية الإقليمية في شوؤنه الداخلية.