لو تذكرنا سنين مضت لوجدنا أن الإذاعة كانت الطريقة الوحيدة للتسلية وكانت العائلة بعد صلاة العشاء تجتمع حول المذياع (الراديو) لسماع الأخبار وكان يتخلل الأخبار بعض التمثيليات والبرامج والمسابقات وبعض الأغاني، وكان من محطات الإذاعة المعروفة في ذلك الوقت إذاعة القاهرة وصوت العرب وإذاعة لندن وإذاعة المملكة. وفي ذلك الوقت كانت إذاعة الرياض تبث الكثير من البرامج الجميلة والهادفة ابتداء من الفترة الصباحية. ويتذكرها الناس ببرامجها ومقاطعها الموسيقية والغنائية والوطنية. ثم هاجم التلفزيون محطات الإذاعة وبفترة محدودة أصبح التلفاز يبث الكثير من البرامج التي غمرت المجتمع بالكثير من الإيجابيات وبعض السلبيات، وما إن تطور البث التلفزيوني حتى أصبح في كل منزل وبقنوات لا حصر لها. بها الكثير من السلبيات والقليل من الايجابيات. ما زالت ثقافة سماع محطات الإذاعة موجودة ويتمتع بها من عرفها، وفي السنوات الأخيرة مع كثرة الزحام وكثرة السيارات والوقوف في الإشارات المرورية وصعوبة التنقل وبقاء الإنسان في سيارته لفترات طويلة وتطور البث الإذاعي بإخراجه والقائه وتقديمه للمستمع بدأنا نسترجع ثقافة السمع ومع انتشار الكثير من الإذاعات أصبحت الثقافات الإذاعية متنوعة، تأتي من جميع أنحاء العالم نستقبلها وندركها عن طريق الأذن والسمع. السمع يسمى الإدراك السمعي وهو القدرة على إدراك الصوت عن طريق ترجمة اهتزازات وتغييرات في ضغط الوسط المحيط بالأذن.. والسمع من الحواس الخمس التي انعم الله عز وجل علينا بها لنتمتع بسماع الأصوات من حولنا لنعي وندرك فعليا لما نستمع إليه ونترجمه في عقولنا إلى معلومات وبيانات وتجارب. كيف نبني الأفكار والدروس والنجاحات، إن أساسها كلمة نسمعها ثم كلمة أخرى نعاود الاستماع إليها مرات ومرات حتى ندركها ونحولها إلى فكرة بسيطة ثم تتكون عدة أفكار، نستطيع استخدامها بطريقة سليمة وجديدة ونقدم تجربة مفيدة لنحصل على مجموعة من الأفكار والنجاحات. (*) أستاذ علم أمراض النساء والولادة بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز بجدة.