لم يمضِ على ارتباط المذيع السعودي هاني الحامد بمستمعي الإذاعة سوى سنتين، استطاع خلالهما بناء قاعدة جماهيرية تتفاعل معه في البرامج التي يقدمها. عمل في إذاعات عدة، واستقر به المطاف في «البانوراما» التي يقدم من خلالها برنامج «أحلى صباح». «الحياة» التقت الحامد الذي يطلّ على مستمعيه مع زميلته سيلفا صبرا، لتقديم البرنامج بطريقة مشوقة للمستمعين. ويروي الحامد تجربته التي بدأت من خلال مشاريع جديدة، منها إذاعة «أوكي» التي تبث تلفزيونياً، و «شمس إف إم» الإلكترونية، ومع بداية منح تراخيص الإذاعة في المملكة شارك في تأسيس إذاعة «UFM» وإطلاقها. وكانت له تجربة مع إذاعة «روتانا»، وصفها بأنها «إحدى المحطات المهمة في مسيرتي». ويقول: «حين أتنقل بالمذياع بين الإذاعات التي عملت فيها وأسمع اسم برنامج من اختياري، أو اسم زميل ساهمت في إطلاقه إذاعياً، أشعر بالفخر». ويعتبر هاني عمله مع «بانوراما» أبرز محطاته الإعلامية، كونه خاض تجربة إعداد البرامج وتقديمها بعيداً من أية مهمات إدارية، كما في تجاربه السابقة. ويقول: «مررت خلال الفترة الماضية بكل أوقات البث البانورامي، حتى استقر بي المطاف في البرنامج الصباحي «أحلى صباح». وأعتقد أنه المحطة الأبرز إذاعياً في مشواري حتى الآن». ويصف الحامد المقومات الأساسية لنجاح أي مذيع ب «الخلطة السحرية» التي تختلف مقاديرها وفق مجال التقديم، ويقول: «القاعدة الأساسية هي الصوت المناسب، والثقافة العامة، وسرعة البديهة والذهنية الحاضرة، والحظ الجيد»، معتبراً الإذاعة «الوسيلة الإعلامية الأساسية التي يصعب استبدالها، مع خيارات كثيرة متوافرة حالياً»، مشيراً إلى أن استوديوات البث المباشر «خرجت مع المذيعين الشباب لتواكب كل التطورات. فحتى المذيع لم يعد الصوت الذي يصدح في الأثير، ثم يختفي مع انتهاء برنامجه فحسب، بل يمكنه التواصل مع جمهوره من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت المجال للتواصل من خلالها أثناء البث المباشر وحتى بعده». وعلى رغم كل البدائل يؤكد: «ما زال الناس ينظرون إلى الإذاعة على أنها شيء أساس في حياتهم اليومية، وإن كان لكل وسيلة إعلامية جمهورها وروادها الأوفياء، يبقى للإذاعة رونقها الخاص، بدليل تسابق كثير من نجوم الشاشة الفضية، ومشاهير «يوتيوب»، خصوصاً من فئة الشباب، ليكون لهم إطلالة إذاعية، وهذا من أكبر الأدلة على أن الإذاعة كانت ولا تزال في المكان الذي تستحقه». ويعتبر الحامد تفاعل المستمعين مع البرامج الصباحية التي تصادف ساعات بثها أثناء وجودهم في أعمالهم أو جامعاتهم أو مدارسهم، «المعيار الحقيقي لأي برنامج، وهذا ما نلحظه في برنامج «أحلى صباح» الذي يشهد تفاعلاً ومشاركة كبيرة من المستمعين، وهذا من أكثر الأمور المشجعة والمحفزة لي كل صباح». وتلقى الحامد عروض تمثيل عدة، إلا أن هذه الفكرة «ليست واردة بالنسبة إلي... غالبية تجارب الإعلاميين التمثيلية عبثية، ولم يكن لها أي تأثير يُذكر»، مستدركاً «أنا لست ضد الفكرة، ولكن من الواضح أن هذه التجارب كانت لمجرد الظهور، وإذا كان الغرور هو مقبرة الفنان، فالظهور لمجرد الظهور مقبرة الإعلامي. ومعظم النقاد المختصين والمتابعين للحركة الدرامية الخليجية في الآونة الأخيرة، لهم مآخذ كبيرة على أعمال فنية يقوم بها نجوم الشاشة في الخليج، ولهم باع طويل في المجال، فما بالك بمن هو دخيل على مجال ليس بمجاله؟». ويصف الحامد تجربة الثنائي التي يقدمها مع زميلته سيلفا صبرا في برنامج «أحلى صباح» بأنها «غنية وفريدة»، معتبراً فكرة الثنائي المتناسق والمتفاهم «فكرة مغرية وجذابة إذاعياً بحد ذاتها، وأعتقد أن ما أقدمه مع زميلتي ليس له شبيه، وهو جديد من نوعه. ولعل الإيجابية ودرجة الرضى التي نلمسها من المستمعين في شكل لافت تعزز الخلطة الموجودة التي يمكن وصفها بالصعبة السهلة، المعقدة البسيطة، وهو مزيج من الصدفة والتخطيط». وبعيداً من البرامج الاجتماعية والترفيهية، يظهر جانب آخر في اهتمامات الحامد بالشأن السياسي الذي يتابعه في شكل كبير. ويقول: «إذا حمل المستقبل فرصة تجربة تقديم مناسبة في مجال السياسة، فمن الصعب عليّ عدم التفكير فيها جدياً».