اعتبر استشاري جراحة المناظير وجراحات السمنة المفرطة المشرف العام على مستشفى الملك خالد بمنطقة نجران الدكتور عبده بن حسن الزبيدي، رحيل بعض المسؤولين في وزارة الصحة، لا يمكن وصفه بالاستقالات الجماعية، بل الأمر في تقديره ليس إلا انتهاء فترات تكليف أو لظروف خاصة لبعض القياديين، مؤكدا أن الوزارة مليئة بالكفاءات، وإذا ذهب مسؤول حضر آخر، وهو وضع طبيعي. وتفاخر الدكتور الزبيدي، في حواره مع «عكاظ» بما حققه في المستشفى، حتى دخل ضمن أفضل (8) مستشفيات بالمملكة تابعة لوزارة الصحة، واعدا بالمزيد من العمل، وفي مقدمة الأولويات البرج الطبي، مشيرا إلى توفر كافة التخصصات حاليا، وتحول المستشفى كمرجعي تخصصي. يشاع أن الأطباء العاملين بالمستشفى من دولة واحدة، ما صحة ذلك، أم أنهم من جنسيات مختلفة؟ لا توجد جنسية محددة للطب، إنما الكفاءة والخبرة هي من يحكم ذلك، واستقطاب الأطباء خاصة الاستشاريين وذوي التخصصات النادرة هو أصعب شيء ممكن عمله في المنشآت الصحية، لأنهم عملة نادرة وليست في متناول اليد، وكذلك فإن نجران ليست بيئة جاذبة مقارنة بالمدن الكبيرة ولعدم وجود مدارس عالمية، ولكن مع ذلك لنا تجربة ناجحة في استقطاب أطباء متميزين كانوا يعملون في أرقى مستشفيات المملكة، ولعل أهم سبب لنجاحنا في ذلك، هو البيئة الجميلة التي تم خلقها في مستشفى الملك خالد بنجران، وكل من زار هذا المستشفى أو عمل فيه لفترة بسيطة يتمنى أن يستمر فيه، لشعوره بالراحة النفسية والإمكانيات الكبيرة التي لا تتوافر إلا في بعض المستشفيات المتقدمة. مشكلة الطوارئ يشتكي المراجعون من قلة العاملين في الطوارئ وطول الانتظار، كيف تتعاملون مع الحالات الطارئة وهل هناك نية لتطوير طوارئ المستشفى؟ أقسام الطوارئ من الأقسام المهمة التي سعينا لتطويرها وسنستمر في ذلك، وهناك خطة بالتنسيق مع صحة المنطقة، للاستفادة من طوارئ المستشفيات الجديدة وتشغيلها لاستقبال مرضى الحالات الباردة وكذلك المراكز الصحية الأولية، ويقتصر دور طوارئ مستشفى الملك خالد بنجران على حالات الحوادث والإصابات ومرضى الكلى والقلب والأمراض الخطرة وكذلك التحويلات العاجلة من المستشفيات ذات الدرجة الثانية وبالتالي إعادة تنظيم الطوارئ لدينا، حيث إن 90 في المائة من الحالات التي تستقبلها الطوارئ حالياً لدينا هي مرضى الحالات الباردة والتي يمكن علاجها في المراكز الصحية الأولية والمستشفيات الأخرى. كان آخر قسم تم افتتاحه قسم الأورام، حدثنا عن هذا القسم الهام؟ كان استحداث وحدة لعلاج الأورام من أهم التحديات، ولكن ولله الحمد وعدنا وأوفينا بذلك، حيث تم استقطاب أطباء استشاريين متخصصين في طب وعلاج الأورام، وتم تزويد المستشفى بأحدث مختبر في الشرق الأوسط لتحضير أدوية وعلاج الأورام، وتم ولله الحمد إعطاء أكثر من 50 جرعة كيماوي حتى الآن بكل نجاح واقتدار، ونسعى بإذن الله أن تكون هذه الوحدة نواة لمركز متخصص في علاج وتشخيص الأورام بمنطقة نجران. هل هناك تضارب بين إدارتك للمستشفى، وممارستك مهنة الطب في عيادة السمنة، وكم مريضا راجع عيادتك، وكم عملية أجريتها لمرضى السمنة المفرطة، وهل هناك مرضى على قوائم الانتظار؟ درست الطب سبع سنوات ثم تخصصت في الجراحة وجراحة المناظير والسمنة لمدة ست سنوات، يعني أمضيت 13 سنة من عمري في دراسة الطب والجراحة والتخصص الدقيق، وبالتالي هذا هو عملي الحقيقي ومهنتي التي أسعد بها وهي الأساس بالنسبة لي ولا توجد لحظة سعادة أجمل من رؤية المريض وهو مبتسم سعيد في اليوم التالي لعمليته، والإدارة ليست هدفاً أو مقصداً، وإنما وافقت عليها للمساعدة بقدر ما استطيع في تقديم خدمة تليق بالمواطن، وقد أجريت أكثر من (2500) عملية جراحية بالمنظار منها أكثر من (550) عملية لمرضى السمنة المفرطة وبأوزان مختلفة وكبيرة أجريت في العامين الماضيين، وشخصنا وعاينا أكثر من (3000) مريض سمنة مفرطة، وهناك قائمة طويلة من المرضى تنتظر دورها، ونسعى بإذن الله أن نقلص فترة الانتظار، ولكن الأعداد كبيرة جداً ومن كافة المناطق. ضمن خططكم.. متى سيتم تنفيذ مشروع البرج الطبي؟ سيتم طرح البرج الطبي قريباً وهناك جهود كبيرة من الوزارة والشؤون الصحية بالمنطقة للإسراع في ذلك، وأتوقع قريباً بإذن الله سيتم ذلك. هل جميع التخصصات الطبية متوفرة بالمستشفى وهل هناك نية لافتتاح قسم العقم والجينات؟ نعم كافة التخصصات الطبية متوفرة حالياً كمستشفى مرجعي تخصصي، ما عدا تخصصات أمراض النساء والأطفال لوجود مستشفى متخصص لذلك بالمنطقة يقوم بهذا الدور. قسم العيون يحتاج تطويرا.. ماذا لديكم من خطط؟ قسم العيون أصبح مركزا متخصصا وهناك تطور كبير في كافة خدماته، وتم استقطاب العديد من الاستشاريين المتخصصين وتزويده بأحدث أجهزة التشخيص والعلاج المتقدمة جداً، وقد تكون الأحدث عالمياً وأجهزة حديثة لليزر والليزك بالفيمتوسكند، وبكل صراحة مركز العيون لدينا أصبح مرجعاً ليس فقط لأهالي نجران، بل كل المنطقة الجنوبية، وقد أجرى العام الماضي أكثر من (3000) عملية من ضمنها (1000) عملية تصحيح للنظر، وسيتم انتقاله لمبنى أكبر قريباً وبسعة (22) عيادة عيون متخصصة. كيف تقيمون مستوى النظافة في المستشفى، وهل أنتم راضون على شركة النظافة؟ شركات النظافة والصيانة قوتها والتزامها من أهم الأمور المهمة لنجاح أي منشأة صحية وتقديم خدمة متميزة، ونحن في مستشفى الملك خالد بنجران، نبذل الجهود الكبيرة ومتابعة أداء هذه الشركات ومراقبتها حتى نصل إلى الأفضل ولا نتوانى عن المحاسبة وتطبيق أقصى العقوبات في حالة وجود أي تقصير. ماذا يتوفر من بنية تحتية لمستشفى الملك خالد، حتى يتم اختياره ضمن أفضل (8) مستشفيات على مستوى المناطق؟ نسير ولله الحمد في الطريق الصحيح، وأداء المستشفى حسب وجهة نظري وحسب ما خطط له في المخطط الاستراتيجي لإدارة المستشفى للست سنوات الماضية، وقد بنيت هذا الرضى الشخصي على التالي: دخول المستشفى ضمن المرحلة الأولى لأكبر (30) مستشفى بالمملكة في برنامج الحصول على شهادة المجلس الوطني لاعتماد المنشآت (سباهي)، وقد حصل عليها المستشفى وبدرجة عالية ومن أفضل (5) مستشفيات بالمملكة، وأيضا دخول المستشفى ضمن أفضل (8) مستشفيات بالمملكة تتبع لوزارة الصحة (نظير الأداء المتميز)، للحصول على شهادة المنظمة الدولية المشتركة (جي سي آي)، وحصولنا على الشهادة بدرجة التميز في تطبيق المعايير الدولية في المنشآت الصحية، وكأول مستشفى يحصل عليها في المنطقة الجنوبية، وكان ذلك تميزا لنا في نجران، بينما هناك مناطق يفترض أنها أكبر ومتقدمة صحياً لم تحصل عليها، كما حصل المستشفى على المركز الأول في برنامج جراحات اليوم الواحد على جميع مستشفيات وزارة الصحة ل(5) سنوات، وبنسبة عالمية تضاهي ما هو موجود في أوروبا والولايات المتحدة حيث تجاوزت نسبة جراحات اليوم الواحد لدينا بالمستشفى (80%) من نسبة الجراحات الروتينية، ونظير ذلك تم تكريم المستشفى من قبل الوزارة بشكل سنوي، وأيضا حصول المستشفى على المركز الأول والتميز على مستوى وزارة الصحة في برنامج حقوق وعلاقات المرضى سنوياً منذ تأسيس البرنامج وحتى هذا العام، واختير المستشفى لأن يكون مركزاً تدريبياً لجميع مستشفيات وزارة الصحة في تطبيق برنامج حقوق وعلاقات المرضى. وهل تطور أداء المستشفى خاصة في الكوادر؟ كان المستشفى قبل (6) سنوات لا يوجد به إلا (4) استشاريين وعدد محدود من الأخصائيين وبقية الأطباء مقيمين، حالياً ولله الحمد يوجد بالمستشفى (300) طبيب منهم (100) استشاري، حيث وصلنا للمعيار العالمي وأصبح المستشفى (consultant based hospital)، كما كان المستشفى قبل (6) سنوات يعاني من قلة التمريض حيث كان عدد التمريض في ذلك الوقت أقل من المعيار العالمي ولا يوجد سوى (270) ممرضة، والآن بفضل الله، تم الوصول للمؤشر المطلوب وأصبح لدينا أكثر من (700) ممرضة، وتم تحقيق المعيار العالمي للمناطق الحرجة (1:1) ممرضة لكل مريض في كل وردية، وتم تحقيق كل الأهداف التي وضعت في الخطط الاستراتيجية للمستشفى، (كل خطة كانت لمدة 3 سنوات) أبرزها كان التالي: البنى التحتية: تم تحديث وتطوير المناطق الحرجة بالمستشفى حيث كانت غرف العمليات الجراحية (4) غرف عادية، وتم الانتهاء وتشغيل (9) غرف حديثة ديجيتال (رقمية) تعتبر من أحدث غرف العمليات الجراحية بالشرق الأوسط، وكذلك توسعة الطوارئ، وتأسيس وتشغيل مركز أمراض وجراحات القلب، وتأسيس وتشغيل مركز أمراض وجراحات السمنة، وتأسيس وتشغيل مركز أمراض وجراحات العيون، وتشغيل مركز أمراض وعلاج السكري، وإن شاء الله قريباً سيتم افتتاح العناية المركزة الجديدة بسعة (40) سريرا جديدا، لكل مريض غرفه خاصة بسرير مستقل، وتم الانتهاء من مبنى العيادات الخارجية الجديد الذي صمم على أحدث الأنظمة العالمية وبإشراف شركة ديرت الأمريكية. هل طبق المستشفى التعاملات الإلكترونية أم أنه لا يزال يتعامل مع الورق؟ تم ولله الحمد القضاء على التعامل الورقي في كل تعاملات الموظفين والمرضى داخل المستشفى وتمت تغطية مساحة المستشفى والإسكان بخدمة (واي فاي) مجانية، وأصبح لكل موظف حساب ضمن بوابة إلكترونية خاصة بالمستشفى ويتم إنهاء كافة احتياجات العمل دون ورق، وأصبح ملف المريض إلكترونياً ولا يوجد أي تعامل ورقي سوى ما يحتاجه التوثيق وبعض مستندات معايير الجودة، كما تم تزويد المستشفى بأنظمة اتصالات (افايا) العالمية وبالتالي تسهيل الاتصال بالطبيب والممارس الصحي وتقديم خدمة أسرع وأفضل للمريض.