أكدت جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية، توقف برنامجها لمكافحة العمى مؤقتا بسبب مديونيتها البالغة 1838633 ريالا تم ترحيلها إلى عام 1436ه، منها أكثر من مليون و351 ألف ريال عن عام 1435ه، و487194 ريالا مرحلة من عام 1434ه. وأرجعت الجمعية أسباب مديونيتها لمحدودية دعم القطاع الحكومي وضعف المسؤولية الاجتماعية تجاه برامج مكافحة العمى لدى العديد من المؤسسات والشركات الكبرى، ما أدى لتعليق البرنامج وإيقافه موقتا بعد توقف عدد من المستشفيات عن استقبال الحالات المحولة من الجمعية للتأخر في تسديد المبالغ المستحقة. وبينت أن تكلفة «برنامج مكافحة العمى لعام 1435ه» بلغت أكثر من أربعة ملايين ريال، تمثل 54 في المائة من مصروفات الجمعية، منها أكثر من ثلاثة ملايين و800 ألف ريال للعمليات الجراحية والعلاج والنظارات الطبية وخمسمائة ألف ريال مصروفات عمومية وإدارية. وأوضحت الجمعية، أن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود ساهم بمليون ريال، والمستشفيات بأكثر من مليون و374 ألف ريال من أجور العمليات الجراحية والنظارات الطبية، فيما لم تتجاوز تبرعات أهل الخير مائة ألف ريال، وساهمت الجمعية بأكثر من 529 ألف ريال لمكافحة العمى ل 666 حالة. وأكد التقرير أن الماء الأبيض واعتلال الشبكية ما زالا يشكلان أعلى نسبة في الأمراض التي تم علاجها بسبب كبر السن، ومرض السكري والعوامل الوراثية، ومثلت عمليات المياه البيضاء نسبة (38 %) (إزالة الماء الأبيض + زراعة عدسات) والشبكية (26 %)، الفحوصات الأولية وفحوصات الشبكية تحت التخدير (22 %) وتوزعت بقية العمليات الجراحية والخدمة الطبية بنسب متفاوتة ما بين (0.4 % إلى 6 %). وبين التقرير أنه تم صرف نظارات طبية مجانا ل 57 حالة منهم 17 سعوديون وتقديم مساعدات طبية ضرورية لأمراض غير العيون ل 15 من ذوي الإعاقة البصرية احتاجوا لعيادات باطنية، أسنان، علاج طبيعي، عظام وتركيب سماعات. من جانبه، أوضح محمد توفيق بلو أمين عام الجمعية، أنه تم تنفيذ برنامج مكافحة العمى للسنة الخامسة على التوالي، مشيرا إلى أن الجمعية تسعى لتحقيق هدف مبادرة الرؤية 2020 الحق في الإبصار للجميع، مشيرا إلى أن البرنامج وسع من نطاق خدماته وشهد ارتفاعا ملحوظا في عدد المستفيدين عن العام 1434ه بحكم زيادة حالات أمراض العيون المسببة للعمى في المنطقة بصفة عامة وارتفاع كلفة علاجها على المصابين في ظل محدودية أو انعدام دخلهم، وغياب دور التأمين الطبي في علاجهم، في الوقت الذي تشهد عيادات ومستشفيات العيون الحكومية ضغطا متعاظما، ما تسبب في طول مدة انتظار المرضى ما أضطرهم إلى اللجوء للجمعيات الخيرية بصفة عامة وجمعية إبصار بصفة خاصة لتخصصها في مجال العيون طلبا للمساعدة في تغطية قيمة العمليات والعلاج، مؤكدا أنه بالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهت البرنامج إلا أنه استطاع أن يعالج 75 % من المتقدمين. وأكد أن علاج أمراض العيون أثر إيجابيا على المستفيدين صحيا واجتماعيا ونفسيا، مشيرا إلى أهمية توفير خدمة العناية بضعف البصر كخدمة مكملة لبرنامج مكافحة العمى الممكن تفاديه، وقال: إن انتشار الفقر في المجتمع بسبب انعدام أو محدودية الدخل في ظل غياب دور المسؤوليات الاجتماعية والتأمينات الطبية يشكل عنصرا أساسيا في تفاقم حالات أمراض العيون وانتشار العمى وتحميل الجمعيات الخيرية عبء علاج غير القادرين، مطالبا بزيادة وعي ربات البيوت والعمالة المنزلية بالخطورة التي قد تسببها مواد التنظيف الكيميائية على العيون.