كشف تقرير رسمي صادر عن جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية عن أزمة مالية تعصف بالجمعية، ستؤدي إلى توقف برنامجها لمكافحة العمى موقتاً حتى تنتهي الأزمة، إضافة إلى أن قلة الدعم الحكومي ومحدوديته فاقمت من حاجة الجمعية، وضعف المسؤولية الاجتماعية تجاه برنامج مكافحة العمى لدى العديد من المؤسسات والشركات الكبرى، وتوقف بعض المستشفيات عن استقبال الحالات المرضية وعلاجها. وبيّن التقرير أن كلفة «برنامج مكافحة العمى للعام 1435ه» بلغت 4.3 ملايين ريال ما يمثل نسبة 54 في المئة من إجمالي مصاريف الجمعية للعام ذاته، وإجمالي المديونيات التي يجب على الجمعية تسديدها بلغ مليوناً و838 ألف ريال عن العام 1435ه، مشيراً إلى أن أجور الجراحة وعلاج النظارات الطبية تصل إلى ثلاثة ملايين و873 ألف ريال. وأوضحت أن التبرعات المجتمعية التي أسهمت مع الجمعية بلغت 100 ألف ريال، إضافة إلى إسهام رئيس مجلس إدارة جمعية إبصار الأمير طلال بن عبدالعزيز بمليون ريال، والمستشفيات بمبلغ مليون و300 ألف ريال من أجور الجراحة والنظارات الطبية، إذ أنها أسهمت في مكافحة العمى ل666 حالة تمكنت الجمعية من علاج 75 في المئة، منها 500 حالة وتعليق خدمة مكافحة العمى لما نسبته 25 في المئة بسبب ضعف موارد الجمعية. وأكد التقرير أن الماء الأبيض واعتلال الشبكية ما زالا يشكلان أعلى نسبة في الأمراض التي تم علاجها بسبب كبر السن، ومرض السكري والعوامل الوراثية، إذ مثلت جراحة المياه البيضاء نسبة 38 في المئة، إزالة الماء الأبيض وزراعة عدسات، وجراحة الشبكية نسبة 26 في المئة، والفحوص الأولية وفحوص الشبكية تحت التخدير نسبة 22 في المئة، وتوزعت بقية الجراحة والخدمة الطبية على النسب الأخرى ولكن بنسب متفاوتة. وسلط «التقرير» الضوء على الأهمية التي يمثلها برنامج مكافحة العمى طبياً وإنسانياً للمستفيدين، إضافة إلى العبء المادي في علاج حالات أمراض العيون المؤدية للعمى، في ظل محدودية موارد الجمعية المالية، وبلغ عدد مستشفيات ومراكز العيون التي تم علاج المرضي فيها تسعة مستشفيات خاصة، إذ تحصل الجمعية بناء على تعاونها الطبي مع تلك المستشفيات على تسهيلات في الدفع وتخفيضات ما بين 25 و50 في المئة من كلفة الفحوص والكشوفات وجراحة العيون، إضافة إلى توفير النظارات الطبية مجاناً. وأشار التقرير إلى أن إجمالي المستفيدين من البرنامج بلغ 500 حالة بنهاية العام الماضي، بلغ عدد الذكور منهم 293 حالة، و207 من الإناث، لافتاً إلى أن عدد السعوديين يصل إلى 96 سعودياً، و404 من المقيمين النظاميين، من كبار السن الذين يعانون مرض السكري، وغير خاضعين لتغطية التأمين الطبي. وقال الأمين العام لجمعية إبصار محمد بلو إن انتشار الفقر في المجتمع بسبب انعدام أو محدودية الدخل في ظل غياب دور المسؤوليات الاجتماعية والتأمينات الطبية يشكل عنصراً أساسياً في تفاقم حالات أمراض العيون، وانتشار العمى وتحميل الجمعيات الخيرية عبء علاج «غير القادرين» على نفقة العلاج، إضافة إلى أن كبر السن وانتشار مرض السكري زاد من عدد الحالات في ظل عدم تغطية التأمين الطبي لهم، والذي يشكل تحدياً كبيراً لبرنامج مكافحة العمى الممكن تفاديه. وطالب بلو بزيادة وعي ربات البيوت والعمالة المنزلية بالخطورة التي قد تسببها مواد التنظيف الكيماوية على العيون خصوصاً وأن الجمعية باشرت عدداً من حالات العمالة المنزلية، محذراً من أن إهمال الأمهات أو المربيات مراقبة الأطفال أثناء اللعب داخل المنزل أو مرافقه، مثل المطابخ ودورات المياه قد يعرضهم إلى حوادث تتسبب في إصابات للعيون.