كشفت دراسة أجراها مركز متخصص أن مليونا ونصف المليون يموتون سنويا في العالم بسبب التدخين، متوقعة أن يتضاعف العدد بحلول عام 2025 فيما لو بقيت الإجراءات المتبعة في مكافحة التدخين ضعيفة، موضحة أن 23 ألف حالة وفاة بسبب التدخين في المملكة بمفردها. وحذرت الدراسة من خطورة التدخين غير المباشر «السلبي» وأثاره المدمرة، مبينة أن التدخين السلبي الذي يستنشقه غير المدخنين خصوصا من الأطفال والنساء، قاتل ويتسبب في الموت والمرض والعجز. وتشير الإحصائيات والدراسات إلى تزايد إقبال الصغار والمراهقين على التدخين ما يستدعي وقفه جادة، وإيجاد الحلول الجذرية لإنهاء هذه المشكلة الصحية والمجتمعية في الوقت ذاته. وطالب عدد من المواطنين بتكثيف التوعية بأخطار التدخين، مشددين على دور الأسرة في مراقبة الأبناء وتجنيبهم رفاق السوء، وإيضاح أخطار تناول السجائر على حياتهم. ونبه ناصر علي الصالح إلى خطر تفشي التدخين بين الصغار والمراهقين، مشيرا إلى أنهم كانوا يتعاطون التبغ في السابق خفية خوفا من ردة فعل الأهل والجيران، أما الآن فأصبحوا يدخنون في الحي وقرب مساكنهم وأمام مرأى الجميع، مرجعا ذلك إلى غياب التوعية الكافية بأضرار التدخين الصحية والاجتماعية. وقال الصالح: «بات من المألوف رؤية الصغار يدخنون قرب منازلهم ومدارسهم وفي الأماكن العامة والمتنزهات»، مبينا أن ضعف الرقابة والمتابعة من قبل الوالدين ومصاحبة الأصدقاء المدخنين المؤثرين جعلت الأمر يتفاقم حتى زاد الأمر سوءا عبر تحول المراهق إلى مدمن على السجائر. وطالب الصالح من الأسرة خصوصا الوالدين متابعة أبنائهم المراهقين بطريقة غير مباشرة ومعرفة أصدقائهم سواء كان في الحارة أو في المدرسة وتثقيفهم وأخبارهم عن مضار التدخين، وإن اضطر الأمر إلى معاقبتهم، حرصا على صحتهم. إلى ذلك، حذر خالد فهد من تفشي التدخين بين المراهقين، لافتا إلى أن هذا الأمر يدل على ضعف الوازع الديني لديهم وعدم معرفتهم بأضرار التدخين والتساهل من قبل ذويهم ما أوجد غياب المراقبة والمتابعة لهم، مبينا أن بعض الصغار والمراهقين قد يلجأون للتدخين هربا من المشاكلة الأسرية وربما يحاولون لإثبات ذواتهم لاعتقادهم أن التدخين يضفي على شخصياتهم مزيدا من الهيبة وهو اعتقاد خاطئ بلا شك. ورأى سلطان محمد أن كثيرا من المراهقين يعتقدون أن التدخين يختصر عليهم طريق عالم الكبار، فالصغير يرى في التدخين إثباتا للرجولة أمام أصحابه، وأنصح جميع الآباء الذين لديهم أبناء مراهقين بأهمية وضرورة الصداقة مع المراهق كي لا يجد في أصدقاء السوء عوضا عن الانتماء المفقود في البيت. وعزا سطام الحربي لجوء بعض المراهقين إلى التدخين إلى تدهور البيئة الأسرية وما تحتويه من مشاكل وخلافات بين الأب والأم والتي تؤدي للعنف الأسري، فيضطر المراهق للهرب من هذه المشاكل واللجوء للتدخين لينسى همومه التي يعاني منها، وهو بلا شك تصرف خاطئ. من جهته، أكد هادي العنزي أن من أعظم أسباب التدخين لدى المراهق افتقاده لمراقبة الوالدين وخصوصا في وقتنا الحاضر الذي يغزو مجتمعنا الأجهزة الذكية الايباد واللاب توب والنت وغيرها فهي بعيدا عن الرقابة، مبينا أن الفكر الغربي يغزو مجتمعنا دون وعي ولا رقيب ولا حسيب. وقال: «للأسف أن أبناءنا يتعلمون أن التدخين وسيلة أو طريق للسعادة والراحة وذلك خاطئ وأوجه النصح للآباء والأمهات بتكثيف الرقابة والنصح لأبنائنا وأنه ليس كل ما يقال أو يشاهد من الغرب نقلده. وأنحى سالم سعد وخليفة جمعان باللائمة في تدخين الصغار على الآباء المدخنين، مبينين أن الطفل يسعى دائما لتقليد والده، فيقتدي به بتعاطيه السجائر، محذرين من أن التدخين قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. في المقابل، أكد (ن، ر) أنه تمكن من الإقلاع عن التدخين بالإصرار والعزيمة والاستماع إلى نصائح الوالدين، والابتعاد عن مجالسة رفاق السوء، فضلا عن قراءته المكثف حول مضار التدخين، خصوصا أن التدخين سبب له كثيرا من المضار الصحية مثل أمراض صدرية وضيق في التنفس والصداع المزمن، ومشاكل في الأسنان واللثة.