أكد اختصاصيون، أن أغلب المدخنين يبدأ تعلقهم بالتدخين في سن المراهقة، وقد يجد الأهل صعوبة في صرف المراهق عن التدخين بسبب عناده في تلك المرحلة، وعدم تقبله للأسلوب المباشر في النصح والتوجيه، مؤكدين أن كثيراً من المراهقين يعبرون عن تمردهم بالتدخين، فيجب أن يعرف الأهل الدافع الحقيقي وراء لجوء ابنهم لهذا السلوك. أوضح الاختصاصي الاجتماعي نبيه علوان أن المراهق يلجأ لكثير من السلوكيات التي تعبر عن تمرده وعلى رأسها التدخين، مشيراً إلى أن بعض المراهقين يدخنون من أجل تخفيف الوزن، أو الشعور بالاستقلال، لذلك يجب أن يتعرف الأهل على الدافع الحقيقي الذي يدعو المراهق للتدخين، ومعرفة أصدقائه من المدخنين، لتعزيز خياراته الصحيحة، والتحدث إليه عن عواقب الخيارات الخاطئة، ومن المتوقع أن لا يصغى المراهق لنصائح الأهل، ولكن يجب أن نقول له «لا للتدخين»، فربما كان لهذا الرفض تأثير أكبر مما نعتقد، ففي دراسة أجريت وجد أن المراهقين الذين يعتقدون أن أهلهم يرفضون التدخين أصبحوا مدخنين بنسبة أقل بمعدل النصف من أولئك الذين يعتقدون أن أهلهم لا يبالون، ويضيف نبيه أن التدخين أكثر شيوعاً بين المراهقين الذين يجدون آباءهم يدخنون، لذلك ينبغي على الآباء الإقلاع عن التدخين ليصبحوا قدوة لأبنائهم، كما ينصح بالتحدث أمام المراهق عن سيئات التدخين، فهو قذر، ورائحته سيئة، ويمنحك رائحة نفس أسوأ، ويجعل رائحة الملابس والشعر كريهة، ويصيب الأسنان بالاصفرار، ويسبب سعالاً دائماً، ويقلل من الطاقة والحيوية لممارسة أي نشاط رياضي أو خاص بالشباب، بالإضافة لتنبيهه إلى كلفة التدخين العالية، ويمكن عقد مقارنة لهذه التكلفة مع تكلفة الأشياء التي يحبها وتلفت نظره. من جانبه، أوضح اختصاصي معالجة الإدمان الدكتور يحيى رجب أن معظم المراهقين يعتقدون أن بإمكانهم ترك التدخين في أي وقت شاءوا، لكنهم في الواقع يدمنون النيكوتين كما يدمن البالغون، بسرعة وبعد جرعات بسيطة من النيكوتين، وعندما يقع المراهق في شرك الإدمان يصبح من الصعب التخلص منه، فالمراهق الذي دخن عشر سجائر على الأقل ويرغب في الإقلاع عنه، يعجز عن فعل ذلك، ويجب تعريف المراهق بالعواقب المترتبة على التدخين على مدى طويل مثل السرطان، والجلطات، والنوبات القلبية، وأمراض التنفس، وستزيد معدلات الإصابة عندما يصبح المراهق المدخن بالغاً، كذلك يعتقد كثيرون أن الأشكال الأخرى للتدخين كالنرجيلة، والسيجار، وغيرهما، أقل ضرراً، ولا تسبب الإدمان كالسيجارة التقليدية وهذا اعتقاد خاطئ، فكل هذه المنتجات تسبب الإدمان، والسرطان، ومشكلات التنفس، وبعضها قد يحتوي على تركيز أكبر من النيكوتين، وأول أكسيد الكربون، والقطران، من السجائر العادية. أما إذا كان المراهق قد بدأ فعلا بالتدخين، فلنتجنب التهديدات والإنذارات النهائية، وبدلا من ذلك علينا تشجيعه ودعمه للتخلص من هذه العادة، ونحاول معرفة سبب تدخينه، ثم نناقش وسائل مساعدته على وقف التدخين، مثل مرافقة أصدقاء من غير المدخنين، والاشتراك بفعاليات ونشاطات رياضية جديدة.