في الوقت الذي يستمر فيه النظام الأسدي في التفنن بقتل شعبه المناضل من أجل الحرية والكرامة، يستمر التخاذل الدولي في إيجاد حل لمأساة الشعب السوري التي تجاوزت الثلاث سنوات. ويجيء الفيتو المزدوج الذي استخدمته موسكووبكين ضد إحالة جرائم الأسد إلى المحكمة الجنائية، تأكيدا جديدا لدعم هاتين الدولتين للنظام البربري الأسدي. وأصبح جليا وواضحا أنه لا يوجد أمل على الإطلاق في استمالة الموقف الروسي والصيني لحل الأزمة السورية وإدانة نظام الإجرام، فالفيتو الذي استخدمته بكينوموسكو مؤخرا أثبت أن الأوان فات على إحداث أي تغيير في الموقفين. وبناء على ذلك، يجب التعامل مع الأزمة السورية على هذا الأساس خاصة مع روسيا والصين اللتين فضلتا دعم الجلاد السوري البغيض ضد الضحية. هذا الفيتو الرابع الذي يحول دون عقاب نظام الأسد الهمجي الذي أهلك الحرث والنسل، وهو بالطبع لن يكون الأخير، فالغطاء الروسي والصيني يجعل الأسد يطلق يده في القتل والتدمير أكثر فأكثر، وهذا يعني أن الحل الأمثل والأقرب إلى الواقع هو تقوية المعارضة السورية بالسلاح - على الأقل للدفاع عن النفس- ضد أبشع أنواع الإجرام. وإن دل هذا الفيتو المزدوج على شيء، فإنما يدل على التراخي الدولي حيال ما يتعرض له السوريون من قتل ممنهح، بل والأكثر من ذلك أن الحماس الدولي بدأ يتلاشي في إيجاد مخرج لمآسي الشعب السوري، وهو المؤشر الأكثر خطورة على السلم والأمن العالمي. فإذا كان مجلس الأمن عاجزا عن تخليص السوريين من هذا الكابوس، فإن العالم بعد ذلك لن يهدأ، وستنتشر الكوابيس في كل مكان دون رادع، عندها سيكون العالم أشبه بشريعة الغابة، يقتل السوريين صمتا بفيتو مزدوج وسلاح فتاك، والعالم يعد مشاريع إدانة فارغة. والسؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى يستمر هؤلاء في دعم الجلاد السوري ضد الضحية؟.