كشفت مباراة منتخبنا الوطني أمام الصين ثم أمام كوريا الشمالية جانبا مهما من عقلية وتفكير ونهج مدرب منتخبنا الوطني السيد كوزمين ويمكن أن نقف على بعض ملامح ذلك من خلال قراءة معطيات الجولتين الماضيتين في البطولة على عكس مباراة المنتخب التجريبية أمام البحرين وأمام كوريا الجنوبية وكيف يعد مدرب منتخبنا السيد كوزمين خطة لعب المنتخب وما هي الأبجديات التي يركز ويعتمد عليها في اختيار أسماء وعناصر التشكيلة. لا شك أننا جميعا متأكدون من قدرات وخبرة المدرب كوزمين وأن اختياره كان صائبا وموفقا من قبل الاتحاد السعودي ومنذ اللحظات الأولى لتسلمه مسؤولية تدريب الأخضر ظهر الرجل بمظهر الباحث عن العناصر الجيدة المتوفرة لديه وذلك من خلال التجريب لكل عناصر المنتخب في مباراتين وقف من خلالهما على بعض ما لدى لاعبي المنتخب ثم بدأ بعد ذلك بالمحك الرئيسي له ولعناصر المنتخب، حيث ظهر لنا جليا ان السيد كوزمين عندما وضع خطة وتشكيلة المنتخب أمام منتخب الصين وضع في تصوره أن المنتخب الصيني متفوق على المنتخب السعودي، رغم تحفظي على هذه المبالغة في تصوير المنتخب الصيني، وهذا وضح من خلال خطته التي ظهرت في جانب التحفظ الدفاعي الكبير، فيما لم يجازف بالشق الهجومي في الشوط الأول ليكون الشوط الثاني على مستوى التكتيك أفضل بكثير من الشوط الأول من خلال التحرر من الميل الدفاعي للمنتخب والاتجاه بناحية الميل الهجومي الذي تعزز بشكل أكبر بعد هدف الصين ولذلك نجد أن خطة المدرب كوزمين تعتمد أولا على مستوى وحال المنتخب الذي يقابله أولا ومن ثم النظر في مستوى منتخبنا وأجزم أن هذا الأمر قد يجدي مؤقتا مع أوضاع منتخبنا الحالية التي تحتاج إلى تعامل تكتيكي وقتي بحسب المتاح من مفاصل ضعف الخصم ولذلك انقلب كوزمين على نفسه أمام كوريا الشمالية ليغير الخطة والعناصر فوضع الزوري بدلا من الشهراني في الظهير الأيسر ووضع معاذ بدلا من المولد في الظهير الأيمن والهدف الرئيس من هذا التغيير هو معرفة كوزمين بقدرات لاعبيه، فمعاذ والزوري أفضل من المولد والشهراني في الجانب الهجومي وواجبات التقدم وهو يعتمد في خطته على ذلك في تقدم الظهيرين إلى الأمام للضغط وزيادة العدد وهذا ظهر في أكثر من كرة كان من بينها عندما سجل السهلاوي هدفه الثالث كان بجواره على رأس ال18 الكورية معاذ وهو الظهير الأيمن، كما لعب برأسي حربة السهلاوي كان ثابتا في صندوق الخصم وخروجه منه بذكاء والعودة سريعا كما حصل مع هدفه الثاني وهزازي كان قريبا وبعيدا عن السهلاوي في ذات الوقت والتمركز في ال18 للخصم في حال الكرات الثابتة والعرضية لزيادة الفاعلية الهجومية وبالرغم من ان لخطة كوزمين جوانب إيجابية كثيرة بناها على تقديره الشخصي لضعف منتخب كوريا الشمالية ومستواه إلا أن هناك مشاكل حدثت وظهرت في المنتخب كان أبرزها الفراغات التي حدثت في منتصف الملعب والتي لم يوفق المنتخب الكوري في استغلالها، حيث لم يلعب الكوريون على لعب المنتخب أبدا. من المؤكد أننا نشد على يد كوزمين في ما يضعه من نهج لخطة وتشكيلة المنتخب وهي تعكس بكل وضوح توجه المدرب وحال المنتخب، حيث ننتظر من كوزمين وهو ما أتوقعه أن يلعب بخطة معتدلة لا تظهر فيها الواجبات الدفاعية أكثر من الهجومية ولا العكس وذلك لأن منتخب أوزبكستان يعتبر مستواه أقل من المنتخب الصيني وأعلى من المنتخب الكوري لذلك سوف يهتم كثيرا كوزمين بمنطقة الوسط والتركيز عليها من حيث إيجاد أفضل العناصر التي تؤدي واجباتها الدفاعية والعناصر التي لديها نزعة قوية في الهجوم ولهذا أعتقد ان كوزمين خاض المباراة الأولى أمام الصين بالتفكير الدفاعي والثانية أمام كوريا بالتفكير الهجومي الخالص وأمام أوزبكستان بالتفكير الوسطي المعتدل الذي يعتمد على معطيات المباراة وحال الخصم فيها أيضا. كوزمين مطالب كما أعتقد بتثبيت الظهيرين (معاذ والزوري) في تشكيلة مباراة أوزبكستان ووضع السهلاوي في رأس الحربة والإيعاز لسالم الدوسري ونواف العابد بالتحرك الهجومي بالتناوب مع تحركات ودعم سلمان الفرج وكريري للهجمات وإن كان الفرج ستكون له الأولوية في ذلك على حساب كريري، الذي ستكون واجباته الدفاعية أكثر في منتصف الملعب لذلك الخلط بين خطة اللعب أمام الصين وخطة اللعب أمام كوريا الشمالية هي عمليا مجدية بشكل كبير وإن كنت أرى أن المباراة حساسة ولا يمكن الارتهان لمعطياتها، لذلك يجب أن تكون لدى السيد كوزمين أسلحة خاصة داخل أرضية الملعب لتحريكها باتجاه خنق اللعب في ملعب المنتخب الأوزبكي. المهم في مباراة المنتخب مع أوزبكستان هو عدم التفكير بأن المنتخب أمام فرصتين للتأهل وهما الفوز أو التعادل بينما الأوزبكي ليس أمامه إلا الفوز ليعبر للدور الثاني وهذا الأمر أعتقد أنه يحتاج إلى التفكير الموحد للمنتخب وهو تفكير الفوز والفوز فقط واستغلال ما قد يكون من باب التهور إذا لعب المنتخب الأوزبكي بخطة هجومية أمام منتخبنا وهو أمر أستبعده نهائيا وذلك عطفا على نتيجة مباراة المنتخب أمام المنتخب الكوري ونتيجة مباراة المنتخب الأوزبكي أمام كوريا أيضا والفارق بينهما الذي يميل لمنتخبنا ومن هنا يمكن أن يكون تفكير المنتخب الأوزبكي ومدربه هو تسجيل هدف ومن ثم اللجوء للحل الدفاعي الكبير للخروج بنتيجة المباراة.