يواجه المنتخب الوطني هذا الصباح مفترق طرق حاسما في مشواره الآسيوي، فإما المرور بسلام إلى المحطة الأخيرة أمام المنتخب الكوري الشمالي والدفاع عن فرصة العبور إلى الدور التالي، أو رافع الراية البيضاء وإعلان الرحيل بوفاض خال وخيبة جديدة. وقبل أن يدلف نخبة لاعبي المملكة هذا المعترك الحاسم كان لزاما على القائمين على الاخضر، عزلهم عما يحاك خارج أسوار المعسكر من قصص وأقاويل تضاربت صحتها وتنوعت مصادرها وفق الاهواء والميول، سيكون حتما لها الأثر السلبي على نجومنا الشباب ما لم تتم تهيئتهم للمواجهة بعناية كاملة. فأيا كان المتسبب في إشعال فتيل الأزمات المصطنعة الاخيرة والدافع من ورائها، يبقى الاخضر المتضرر الوحيد من كل ذلك، بعد أن ذهب ضحية متعصبين لا هم لهم إلا التطبيل لأنديتهم والركض خلف نجومها، دونما استشعار لقيمة المهمة التي كلفت بها هذه المجموعة ومضمون الهدف الذي تنشده. ولعل الشواهد التي انبرى لها هؤلاء بدءا من حادثة المشجع المحتقن وتأويل استبعاد الشمراني وانتهاء بحادثة السهلاوي وهزازي، تميط اللثام عن وجه قبيح يلاحق الامور السلبية بهدف التشويش والاثارة وليس النقد والاصلاح، وهنا تكمن الاهمية في تحديد من يجب الانصات له بعناية ومن لا يستحق الالتفات له. يبقى الوطن ورفع رايته عاليا هدفا ساميا ينشده المخلصون الذين لا تأخذهم الالوان ولا يعميهم التعصب عن مؤازرة الاخضر في كل زمان ومكان ومع كائن من كان.