يقف المنتخب السعودي، اليوم، على أعتاب تحد كبير في انطلاق منافسات المجموعة الثانية لبطولة كأس الأمم الآسيوية 2015م المقامة في أستراليا، والتي تضم منتخبات السعودية والصين وأوزبكستان وكوريا الجنوبية، حيث سيفتتح مشاركته بمواجهة نظيره المنتخب الصيني على استاد سوتكورب عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، وتصل أهمية المواجهة لذروتها لدى المنتخبين المطالبين بالفوز لضمان الانطلاقة الجيدة في طريقهما لخطف إحدى بطاقتي التأهل للأدوار القادمة، بعد أن أعلنا تأهلهما للنهائيات الآسيوية بتصدر الأخضر لمجموعته الثالثة، فيما جاء تأهل التنين من عنق الزجاجة بعد حجزه للبطاقة الأخيرة من التصفيات كأفضل منتخب حل في المرتبة الثالثة وبفارق الأهداف عن المنتخب اللبناني. وينتظر أن تظهر المواجهة قوية ومثيرة بين الطرفين؛ لسعي الأخضر لتأكيد تفوقه وجدارته بترؤس مجموعته وخطف أول ثلاث نقاط ستكون هامة له لبدء خطواته الواثقة في طريقة لإعادة تزعمه للقارة الصفراء للمرة الرابعة في تاريخه، يقابله حماس صيني لتخطي عقبة الأخضر على أمل التأهل لنيل اللقب الذي غاب عن خزينته طوال مشاركاته العشر السابقة، حيث اكتفى بنيل الوصافة في مناسبتين عامي 1984/2004م. وتميل الكفة التاريخية لمواجهات المنتخبين صوب المنتخب السعودي الذي واجه المنتخب الصيني في 18 مقابلة، كان نصيب الأخضر منها الخروج منتصرا في ثماني مواجهات، يقابلها تغلب التنين في ست مقابلات، بينما حضر التعادل بينهما في أربعة لقاءات، كان آخرها مواجهة الإياب التي جمعتهما في الصين وانتهت بيضاء النتيجة ضمن مواجهات المجموعة الثالثة في التصفيات الآسيوية الماضية، فيما حقق المنتخب السعودي فوزا مستحقا في مقابلة الذهاب التي جمعتهما في الدمام 2/1، وتمثل نتيجة المقابلة للمنتخبين أهمية قصوى ومنعطفا هاما في مسيرتهما للمنافسة، ما ينبئ بغلبة الطابع التكتيكي الحذر المتبع من المدربين على أجواء هذه المقابلة؛ لتخوفهما من نيل خسارة قد تضعف من حظوظهما في المراحل المتقدمة، حيث يتوقع لجوؤهما لطريقة 4/2/3/1. وقد وصل المنتخب السعودي إلى أستراليا بجهازه الفني الجديد بقيادة المدرب المؤقت الروماني كوزمين أولاريو الذي حل عوضا عن الإسباني لوبيز كارو، حيث أقام معسكرا هناك على ثلاث مراحل خاض خلالها لقاءين وديين خسرهما أمام منتخبي البحرينوكوريا الجنوبية، والتي مكنت الجهاز الفني السعودي من الوقوف على الأخطاء المرتكبة، والتي عمل على إصلاحها من خلال التدريبات التي سبقت هذه المواجهة، والتي رسم من خلالها كوزمين طريقة يضمن بها نيل العلامات كاملة، حيث يعول كثيرا على ذات الأسماء التي شاركت في لقاء كوريا الجنوبية الودي، وربما عمد كوزمين إلى مباغتة التنين الصيني بأسلوب هجومي بحثا عن إحراز إصابة مبكرة يعزز بها من حضور الأخضر ويربك من خلالها صفوف منافسه وتمكنه من تسيير المواجهة كما يريد، ثم العودة لانتهاج أسلوب متوازن قائم على تأمين المناطق الخلفية من خلال تقدم اللاعبين كمجموعة واحدة والعودة لسد الطرق المؤدية لمرماهم بتضييق المساحات أمام لاعبي المنتخب الصيني لقتل نواياهم الهجومية، على الطرف الآخر، فقد عمد المدرب الفرنسي ألان بيران المدير الفني للمنتخب الصيني إلى إقامة أطول معسكر تدريبي لفريقه استعدادا لهذه المشاركة في محاولة مستميتة منه لجلب الكأس الآسيوية للخزينة الصينية، معتمدا على مجموعة شابة نجح من خلالها بخلق الانسجام والتناغم بينها من خلال المواجهات الودية التي خاضها ليشهد المستوى ارتفاعا ملحوظا على أداء المجموعة بقيادة قائد الفريق تشينغ، والتي اختتمها بتغلبه على منتخب عمان في آخر تجاربه قبل أيام 4/1، وقد عمد المدرب الصيني طوال الفترة السابقة إلى محاولة إيجاد طرق متنوعة تمكنه من غزو المرمى السعودي بالاعتماد على اللعب السريع والضغط الهجومي المتنوع وسعيه لامتلاك منطقة المناورة من خلال تواجد مجموعة من اللاعبين أمثال كين يانج وهنج وهوا ويانغ سوو وحضور مهاجمه جاولين.