نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يشرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يوم غد الثلاثاء، مجلس الشورى، ويلقي الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة للمجلس؛ الذي يتناول سياسة الدولة الداخلية والخارجية. وأوضح ل «عكاظ» رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ أن المجلس وأعضاءه والمواطنين يتطلعون إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين والتي سيلقيها نيابة عنه سمو ولي العهد، حيث يتناول يحفظه الله، مواقف المملكة تجاه عديد من القضايا والمستجدات على جميع المستويات الداخلية والخارجية. وأعرب آل الشيخ عن اعتزاز المجلس بالرعاية الملكية الكريمة التي يلقاها من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد، مشيرا إلى أن إيمان خادم الحرمين الشريفين بالعمل الشوري ودعمه الكريم لأعماله أفضى إلى عديد من القرارات التي نقلت المجلس إلى مرحلة جديدة من العمل التشريعي والرقابي، كان أبرزها قراره بتعيين 30 امرأة عضوا في المجلس، لافتا إلى أن المجلس ما زال عاماً بعد عام يحصد ثمار هذا القرار التاريخي، خصوصاً أن المرأة أثبتت تميزها وشمولية عملها، وقدرتها على أن تكون عند حسن ظن القيادة الرشيدة بها. واعتبر آل الشيخ أن مجلس الشورى بات اليوم شريكاً أساسياً في صناعة القرار الوطني، بالإشارة إلى ما يصدر عن مجلس الوزراء من قرارات أسبوعية تأتي دائماً مقرونة بقرارات مجلس الشورى، منوهاً في السياق ذاته بالإرادة الملكية باختيار عدد من أعضاء المجلس لشغل عديد من المناصب الوزارية والعليا في عدد من الجهات الحكومية؛ معتبراً ذلك تجسيدا لثقة القيادة الرشيدة بأعضاء المجلس ومستوى الكفاءات التي تحت قبته. وثيقة عمل وأكد أن المجلس يعتبر الخطاب الملكي السنوي وثيقة عمل، يستلهم منها مواقف المملكة تجاه عديد من القضايا الراهنة والأهداف التي تطمح الدولة إلى تحقيقها خلال السنة المقبلة، ويسترشد بها في أعمال وأداء مهامه التنظيمية والرقابية، مشيراً إلى أن أعضاء المجلس ومن خلال المضامين السامية للخطاب الملكي، سيكونون- بإذن الله- عوناً أميناً في تنفيذ أهدافه وغاياته السامية.. وأن ما أنجزه المجلس على مدى دوراته الماضية جاء بفضل الله، ثم بدعم خادم الحرمين الشريفين، مضيفاً أن ما نعيشه من نمو وازدهار في هذا العهد الزاهر، يتطلب من الجميع العمل ليكونوا في مستوى طموحات قيادة هذه البلاد المباركة. وشدد على أن مضامين خطابات خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى تعد منهاج عمل للمجلس وأعضائه، وتمهد الطريق له لتحقيق المزيد من الإنجازات، فهي ترسم الأهداف والبرامج والغايات التي تطمح الدولة إلى تحقيقها، وبذلك يشرع المجلس في دراساته وجلساته ومقترحاته انطلاقاً من تلك الخطابات ويعمل على تحقيق الأهداف والغايات التي رسم ملامحها خادم الحرمين الشريفين - أيده الله. صناعة القرار وقد أسهم مجلس الشورى وما زال في تقديم الرأي السديد، والمشورة المخلصة والقرارات الرشيدة، كما أسهم في توسيع قاعدة صناعة القرار ونجح في بناء جسر للتواصل الحضاري والإنساني مع عديد من دول العالم من خلال الحضور المميز للمجلس ووفوده في الساحات البرلمانية الدولية. وأضاف المجلس إلى سجل منجزاته العديد من الإنجازات التاريخية متعلقة بأنظمة ولوائح وقرارات متعلقة بالتقارير السنوية للجهات المختلفة وأخرى متعلقة بالاتفاقيات والمعاهدات، حيث تعتبر إنجازات بحجم العمل الذي بذل داخل المجلس ولجانه المتخصصة في دراسة جميع الموضوعات التي أحيلت إليه من خادم الحرمين الشريفين، أو التي تم اقتراحها من أعضاء المجلس بموجب المادة الثالثة والعشرين من نظام مجلس الشورى التي تتيح لأحد الأعضاء أو عدد من الأعضاء اقتراح نظام جديد أو تعديل نظام قائم. وتجسد دور مجلس الشورى في خدمة المواطن وصيانة مقدرات الوطن متجاوزاً المفهوم الضيق لإبداء الرأي إلى آفاق أوسع، فما يقدمه المجلس هو بمثابة قرار له قوته وإجراءاته الدقيقة والمحكمة يصدر بعد دراسات ومناقشات عميقة سواء في اللجان المتخصصة أو تحت القبة، وتمكن المجلس عبر الحوار الراقي، وفي إطار معايير من الحرية المسؤولة والاحترام المتبادل، تمكن من إنجاز عديد من الموضوعات والقضايا الوطنية المعروضة عليه بعد أن أخضعها للدراسة الشاملة والمعمقة وأصدر بشأنها القرارات المهمة واقترح العديد من الأنظمة مما أهله للقيام بدور فاعل ومؤثر في معالجة بعض القضايا الحيوية في مجتمعنا، إلى جانب مراقبة أداء الجهات الحكومية سعيا للرفع من كفاءة العمل وتحسين الأداء. ودعا رئيس مجلس الشورى في ختام تصريحه المولى -عز وجل- أن يوفق قيادة هذه البلاد، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وأن يمن عليه بالصحة والعافية، وولي العهد وولي ولي العهد إلى ما فيه الخير والصلاح، وأن يحقق للمملكة مزيدا من التقدم والازدهار. يذكر أن الخطابات الملكية التي يلقيها الملك يحفظه الله دائما ما تحدد سياسة الدولة الداخلية والخارجية، ويتناول من خلالها رؤية المملكة للأوضاع السياسية في العالم، إلى جانب برنامج الحكومة في إدارة اقتصاد البلاد، خاصة في ظل تداعيات الأزمة العالمية، ويبين برنامج الحكومة في التنمية الوطنية، الذي يترجم أهداف القيادة الحكيمة وتطلعاتها إلى مستقبل زاهر، وغد واعد. السياسية النفطية وفي تصريح ل «عكاظ» قال عضو مجلس الشورى الدكتور سعود الشمري إنه يتوقع أن تكون سياسية المملكة النفطية من أبرز مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن كلمته – يحفظه الله – ستتضمن توجهات الدولة الداخلية والخارجية وستركز على الخطط الخمسية وسيتم من خلالها توجيه رسائل دولية في ما يتعلق بالأمن الاستراتيجي وسياسة البلد. وأضاف الشمري بأن الكلمة ستكون في شكل ثلاث دوائر، الدائرة الأولى الشأن المحلي فيما يخص المواطنين واحتياجاتهم والخدمات المقدمة لهم اقتصاديا وصحيا والإسكان والتعليم وغيرها. والدائرة الثانية تتعلق بالشأن الخليجي والعربي والمواقف السعودية في الأحداث الجارية وموقف المملكة من أهم القضايا الإقليمية التي تشهدها المنطقة. أما الدائرة الأخيرة فستكون عن الشأن الدولي، وتوقع الشمري بأن تتطرق الكلمة إلى ما شهده سوق النفط العالمي من هبوط في الأسعار وسياسات المملكة النفطية ودورها القيادي في حماية السوق وطمأنة الأسواق العالمية للثقل الذي تمتلكه. قضايا الإسكان والتنمية من جهته تحدث ل «عكاظ» رئيس لجنة الحج والإسكان والخدمات بمجلس الشورى محمد بن داخل المطيري معربا عن اعتزازه بالرعاية الكريمة التي يجدها مجلس الشورى وأعضاؤه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي سيلقيه نيابة عنه سمو ولي العهد يوم غد الثلاثاء بمناسبة بدء أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة ما هو إلا امتداد لهذه الرعاية الكريمة. وأضاف المطيري أن لجنة الحج والإسكان والخدمات في الشورى تعتبر خطاب خادم الحرمين الشريفين السنوي وثيقة شاملة وبرنامج عمل يوضح للجنة معالم السياسات العامة للدولة تجاه القضايا الرئيسة في مجال اختصاصها، وفي مقدمة هذه الاختصاصات تأتي قضايا الإسكان والتخطيط والتنمية. وأوضح أن اللجنة أنجزت في العام الماضي أكثر من 16 موضوعا من بينها مشروعات أنظمة ولوائح ووثائق واستراتيجيات، إضافة إلى عدد من الاقتراحات من أعضاء المجلس وتصدرت قضايا الإسكان والخدمات الأولوية في مناقشات مجلس الشورى، مؤكدا أن اللجنة بذلت خلال السنة الماضية جهودا ملموسة في مجال السكان والتخطيط من المؤمل أن تسهم في معالجة هذه القضايا ودعم مسيرة البناء والتنمية التي تقودها حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله. تأكيد التلاحم من جهتها أشارت عضو الشورى الدكتورة نورة بنت عبدالله بن عدوان بأن الخطاب السنوي لخادم الحرمين الشريفين -أيده الله- والذي يلقيه نيابة عنه سمو ولي العهد -حفظه الله- أمام مجلس الشورى، يأتي ليؤكد التلاحم بين القيادة السعودية والسلطات التشريعية من جانب، وبينها وبين المجتمع من جانب آخر، ويؤكد حرص القيادة واهتمامها بالاستمرار في الإصلاحات المختلفة، وتوفير الحياة المستقرة والآمنة للمواطن، وحرص الدولة على الاستمرار في عملية التنمية حماية لمكتسبات الوطن، وتعميق العلاقة بين مكونات المجتمع، والعمل المشترك لتحقيق تطلعات خادم الحرمين وتوجيهاته في هذه المناسبة تأكيدا لدور المجلس وموقعه كشريك للحكومة في الرقابة والتطوير الإداري وتقديم المبادرات التي تساعدها في تحقيق خططها التنموية ومحاربة الفساد.