يعيش اليمن اليوم واحدة من أخطر مراحله السياسية والأمنية والاقتصادية حيث تسعى ميليشيات جماعة الحوثي المسلحة إلى تحويل اليمن لمستنقع حرب طائفية وإدخاله في أتون الاقتتال الأهلي للقضاء على مكتسباته وزعزعة استقراره ووحدته وأمنه تنفيذا لأجندة إقليمية، حيث تعتبر إيران في صدارة اللاعبين فيه ومن المتدخلين في شؤونه الداخلية بشكل سافر. إن الانحدار الذي يشهده اليمن إلى العنف الطائفي سيكون الشعب اليمني ضحيته الأولى، وما محاولات جماعة الحوثي لتقويض الاتفاقيات المتعلقة باستكمال العملية السياسية السلمية وفقا لمقررات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار واتفاقية السلم والشراكة، إلا دليل واضح على حرص الجماعة الحوثية على توسيع دائرة العنف والصراع لتشمل اليمن بالكامل والفساد في الأرض اليمنية وإجهاض أي عملية سلمية. ولكي يعود اليمن آمن مستقر وموحد، المطلوب فورا امتناع إيران عن التدخل في اليمن بهدف تأجيج الصراعات وزعزعة الاستقرار، ودعم الحكومة الشرعية، لأن إثارة الفوضى وتأجيج الصراعات وإذكاء الفكر الطائفي المقيت في اليمن عمل غير مقبول ومرفوض. ونحن على يقين أن العقلاء من أبناء اليمن سيرفضون الفكر الطائفي وسيقفون سدا منيعا أمام جميع المحاولات لتأجيج الصراع الطائفي وسيتجاوزون هذه المرحلة الحرجة بسلام. إن موقف المملكة كان ولا يزال ثابتا ومبدئيا، وهو يتمحور في ضرورة وحدة اليمن ومع دعم أمنه واستقراره، وما تصريحات الرئيس اليمني هادي خلال استقباله للسفير السعودي في صنعاء محمد بن سعيد آل جابر مؤخرا، وتثمينه عاليا المواقف الصادقة والأخوية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه اليمن وما تقدمه المملكة من مساعدات سخية والحرص الذي يبديه خادم الحرمين الشريفين من أجل أمن واستقرار اليمن، إلا دليل إضافي واضح على حرص المملكة على أمن واستقرار ووحدة اليمن وإبعاده عن التدخلات الخارجية.