لا يختلف اثنان على أن جروس أحدث تغييرا في خارطة الأهلي وأصبحت له هوية خاصة به في وسط الميدان عناصريا وتكتيكيا، حتى باتت كل الفرق تهابه وتعمل على قفل اللعب حينما تنازل الفريق، وحرص جروس منذ توليه الإشراف على عمل بصمة خاصة به أثبتت جدواها واعترفنا بها، فهو قارئ جيد لمجريات المباراة ويختار التكتيك المناسب لكل نزال حسب رؤيته، طالما أنه يسعى لعمل منظم يحسب له ولا تثريب عليه طالما أنه يعمل ليحدث الفارق في هوية وشخصية الفريق، وجميعنا نشد على انضباطية الرجل وحزمه مع المهترئين ووضعهم على دكة البدلاء وإشراك من هو قادر على حرث الملعب وإثبات قدراته وفعاليته للدفاع عن شعار الكيان... كل هذه المقدمة الطللية هي إحقاق للحق في الرؤية الثاقبة التدريبية التي يمتلكها جروس، وحتى أكون منصفا له وبعيدا عن التأويلات والتنبؤات فإن جروس خط أحمر لا يمس، وعلى إدارة الفريق إبقاؤه أعواما مديدة وسنين عديدة، فهو من يبحث عنه الأهلي بعد رحيل العمالقة ديدي وسانتانا وآخرهم ياروليم، وأطالب بذلك وبقوة، ولكن وهنا ندخل في نفق آخر قد يحدث بعضا من الانقسامات خصوصا في قناعاته التي لا نتفق معه فيها خصوصا ونحن نرى الفريق يسير بتراتبية ولا أجمل ويزحف نحو الصدارة وجلب البطولات وتحتاج إلى عناصر أكثر فعالية وقيمة فنية عالية على المدى البعيد، وبعد أن توقف الدوري والأهلي ثانيا وتأهل لنصف نهائي كأس ولي العهد فإنه لزام على جروس أن يقف كثيرا ويفكر مليا ولا يطلق العبارات جزافا وعليه أن يدرك جيدا وجيدا جدا أن الكبير وداني لم يحدثا الفارق ولا بد من تغيرهما في الشتوية بعناصر يحتاجها الفريق، وهي صانع لعب يحدث الفرق وصاحب تسديدات تغير من مسار المباريات ك «إيريك أو برونو سيزار» ولا سيما النادي يملك عقديهما وكذلك مهاجم ثقيل يساند السومة ولاعب محور محلي «يسد» مكان باخشوين ويسانده عندما يضم للمنتخب أو لا قدر الله يصاب أو يمنح بطاقات الإقصاء، وتلك أمور واردة في كرة القدم، ولا بد أن يقتنع بها جروس أو تقنعه الإدارة بها إن أرادت المنافسة، فقد بدأت تدق رحى الحرب والصراع على من هو أجدى وأجدر. ومسيرو القرار في النادي الملكي يعلنون بين فترة وأخرى أن القادم أجمل والخيارات القادمة في مستوى الطموح ونحن لذلك ننتظر. تيسير وكردي والمسيليم يظل المايسترو تيسير الجاسم محرك البحث والترومومتر الثابت لمستوى الفريق الأهلاوي والمنتخب السعودي فهو ومنذ عام 2004م يسير بخطى ثابتة ومستوى تصاعدي يجبر الجميع أن يرفعوا له الغترة والعقال، فإن طلبته كصانع لعب فهو كذلك وبامتياز وإن أردته خلف المهاجمين فهد هداف مع مرتبة الشرف وكل من مر على كرتنا المحلية والمنتخبات لا بد أن يكون تيسير هو الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها ويتم اختيارها إضافة إلى أنه يملك من حسن الخلق والاتزان والهدوء مالا تجده إلا في تيسير، فسر على هذا النحو وفالك التوفيق ونحن معك يدا بيد ولا عليك من هرطقات المتزلفين. تترقب الجماهير الأهلاوية قاطبة رؤية لاعبها والظهير العالمي «أمير كردي»، وتمني النفس أن تراه على المستطيل الأخضر يمثل الفريق رسميا فرغم الهالة الإعلامية التي صاحبت قدومه ومشاهدته في المباريات الودية إلا أن المجانين يتمنون مشاهدته على أرضية الجوهرة المشعة ولا تجد مبررا لهذا الغياب الطويل بعدم مشاركته رغم أنها شاهدته وقدم نفسه جيدا... السؤال هل أمير كردي مصاب ب «الصفاق» فعلا أم أن هناك قناعات بعدم جدوى الاستفادة منه فنيا؟! المطاط والعملاق الأخضر ياسر المسيليم غاب عن الأنظار طويلا ولا نشاهد إلا صوره في التدريبات أو ضمن قوائم الفريق في عدد محدود من المباريات و «احتياطيا» أين أنت يا رجل إنت طيب؟