حوار: حسين الشريف شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ لعل من إيجابيات اتحاد كرة القدم المنتخب أنه قدم وجوها شابة جديدة مفعمة بالخبرة والمعرفة والقدرة على التكيف مع متطلبات المرحلة الحالية ومستجداتها بحيوية الشباب وخبرة الشيوخ التي اختصروها بالدراسة والعمل الميداني، ومن هؤلاء أحمد العقيل عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم «المنتخب» المدير التنفيذي لدوري الدرجة الأولى، فالرجل ذو اطلاع واسع ورؤية منفتحة على القادم بكل تقاطعاته ومنعرجاته ومتطلباته، لذلك هو أحد القادرين القلائل على الحديث بعمق ومعرفة عن الاتحاد وما يواجهه من مطبات وتحديات اعتبرها من جانبه ظاهرة صحية بحكم أنها أول ممارسة مفتوحة على الهواء الطلق يتعامل معها الكثيرون بقلة خبرة، لكنها ستتطور حتما للأفضل مع مرور الأيام، وعندها سيكتسب الكل ثقافة التعامل مع مثل هذا النوع من الممارسة الحرة. العقيل كان ضيفا على «عكاظ» ودار الحوار عن كل ذلك، فماذا قال عن التجربة الوليدة وإفرازاتها وما يمكن أن تقود إليه؟! بعد مرور موسمين على انتخاب مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.. كيف تقرأ المشهد؟ قراءتي للمشهد الرياضي تعطي مؤشرات إيجابية عطفا على أنها تجربة أولى لمجلس اتحاد منتخب يدير الكرة السعودية لم يسبق أن حدثت في تاريخ كرة القدم، بالتالي كل ما تفرزه هذه التجربة أمرا مقبولا؛ كوننا لم نعيش التجربة، ولم يكن هناك تأسيس مسبق لها، لذا فإنني أتصور بأنها تجربة ناجحة وردود الفعل طبيعية لكل ما حملته من حراك رياضي، بالإضافة إلى أنها تزامنت مع ارتفاع في سقف الحرية للطرح الإعلامي، مما تسبب بخروج البعض عن النص وأحيانا إطلاق انتقادات حادة تجاه ما يقوم به الاتحاد من أعمال تستطيع أن نتفهم موقف أصحابها على اعتبار أنه لم يكن قبل مجيء الاتحاد المنتخب أي عمل مؤسس لمثل هذه التجربة، حتى نتمكن من المقارنة أو الحكم على نتائج مخرجات الاتحاد ولجانه. وكيف ترى عمل الاتحاد بصفتك أحد منسوبيه؟ الاتحاد المنتخب استطاع أن يقدم عملا كبيرا ومميزا، ربما لا تظهر نتائجه جليا في الوقت الراهن، بحكم أنها مرحلة تأسيس لمنظومة عمل، ولكن نتوقع أن تأتي بثمارها لمجالس إدارات مقبلة منتخبة محظوظة، باعتبار أن كل شيء تم تجربته على أرض الواقع، ويمكن الاستفادة من الأخطاء التي وقعت في هذه الفترة، إلى جانب أنهم استطاعوا أن يتكيفوا مع الوضع العام ولاسيما في الجانب الإعلامي وارتفاع سقف الحرية به، وهذا لا يعني أن العمل كامل من قبل اتحاد الكرة أو أحد لجانه، فنحن ندرك تماما بأن هناك جوانب بها قصور، وهناك بعض السلبيات التي صاحبت العمل، ولكن أيضا هناك إيجابيات، وعندما تقارن بينهما لوجدت الفارق كبير للإيجابيات التي تلمسها من عمل الاتحاد، ولكن التسليط الإعلامي وتوجيه الانتقادات إلى السلبيات هي من أظهرها بأنها هي الأكبر، بالتالي تأخذ الحيز الأكبر والاهتمام لدى المتابع والناقد. مكملون وليسوا منقسمين لماذا يلمس المتابع أن مجلس إدارة الاتحاد السعودي منقسم إلى قسمين الأول ظاهر للإعلام والنصف الآخر في الخفاء.. وهل ذلك نتيجة للعمل بحيث هناك مجموعة تعمل وأخرى لا تعمل أم أن بعض الأعضاء يحبون الظهور؟ لا هذه ولا تلك، وليس صحيحا بأن هناك أناسا في الظاهر، وآخرين في الظلام، و لا يوجد انقسام في التوجه من قبل أعضاء الاتحاد بل الجميع مكملون لبعض ويعملون وفق آلية محددة ومتفق عليها منذ أول يوم عقد فيه مجلس إدارة الاتحاد اجتماعا، حيث كانت هناك اتفاقية جماعية بأن كل من يتولى لجنة عليه أن يعمل وفق منهجية هو من يختارها، وعليه أن يتحمل نتائجها بدون أن تكون هناك إملاءات من قبل رئيس الاتحاد أو تدخلات من أعضاء المجلس مع وضع هدف واحد ومشترك وهو خدمة الكرة السعودية. أما مسألة الظهور فهي متوقفة على الحدث واللجان، فعندما يكون الموضوع المتناول في الإعلام متعلقا بلجنة المسابقات فمن الطبيعي أن تجد الدكتور خالد المقرن أو أحمد العقيل أو أي أحد من اللجنة هو من يظهر في الإعلام، وكذلك عندما يكون الأمر متعلقا بلجنة الاحتراف فعندما تأتي فترة تسجيل اللاعبين المحترفين أو أي موضوع يتعلق بالاحتراف تجد الدكتور عبدالله البرقان أو أحد من أعضاء لجنته يظهر بالتالي نوعية الطرح الإعلامي أو نوعية الحدث هو من يحدد من يظهر، وكذلك الرابطة أو لجنة المسابقات وغيرها، أما ظهور الرئيس فمن الطبيعي أن يظهر بحكم موقعه، ولكن لا يوجد في مجلس إدارة الاتحاد أعضاء ظاهرين وأعضاء في الظل أو لا يعملون، ولكن طبيعية العمل أو الحدث هي من تحدد. الأمر الآخر، ليس بالضرورة أن يظهر 19 عضوا في وسائل الإعلام فمن المستحيل أن يظهر الأعضاء في وقت واحد. هل نفهم من حديثك أنه لا يوجد أي خلاف بين الأعضاء داخل مجلس إدارة الاتحاد؟ نعم لا توجد أي خلافات بين الأعضاء، فالجميع على إدراك تام بالمسؤوليات المناطة بهم، وكل عضو يقول وجهة نظره بشفافية عالية، وعلى الأعضاء الآخرين أن يتقبلوها ويحترموها لكن الحرية الإعلامية ساهمت بشكل كبير في إظهار اختلاف الرأي على أنه خلاف، لكن لا يوجد هناك خلاف شخصي داخل المجلس إطلاقا. وإذا افترضنا ذلك صحيحا بماذا تفسر انتقادات الشارع الرياضي المستمر للمجلس والتلميح الدائم بأن هناك خلافات بين أعضاء المجلس؟ لا بد في البداية أن نفرق بين الانتقادات الشخصية والانتقادات العملية، فإذا كان الانتقاد للعمل فهذا أمر طبيعي ومرحب به، وربما تكون منطلقة من الدراية الكاملة بهذا العمل وهو صحي، ونحن كأعضاء في الاتحاد نبحث عنه لأننا سوف نستفيد منه، فربما يكون لديهم رؤية واضحة للأخطاء سواء كان هذا الانتقاد لأعضاء الاتحاد أو اللجان العاملة به، لكن إذا كانت الانتقادات شخصية فإنه مهما عمل اتحاد الكرة ومهما قدم سيظل منتقدا لأن النقد الشخصي بني على أهداف شخصية ولا يمكن أن يتعدل إلا بتحقيق تلك الأهداف. كيف علاقتكم بالجمعية العمومية، ولماذا هذا التوتر بين اتحاد الكرة والجمعية العمومية؟ الجمعية العمومية تعد المرجعية لاتحاد الكرة، وما يقومون به محل تقدير واحترام جميع الزملاء في المجلس وعلاقتنا بهم جيدة ولا توجد خلافات، كل ما في الأمر أن بعض الإشكالات أو الملاحظات التي تحدثوا عنها لم يتجهوا إلى الجهة المعنية بها، وهي رئيس مجلس الإدارة أحمد عيد أو الأعضاء وإنما اتجهوا للإعلام، وهذا ما جعل الأمور تظهر وكأن هناك مشكلة، ولكن الأمور إن شاء الله تسير بصورة صحيحة لاسيما أن هناك موعد اجتماع للجمعية العمومية في الخامس من فبراير المقبل. كيف ترى تدخل اللجنة الأولمبية؟ أمر طبيعي ومحل احترامنا جميعا على اعتبار أن اتحاد القدم تحت مظلة اللجنة الأولمبية، لكن المسألة لا تستحق، فلم تصل إلى الحل الأخير حتى يتم تدخل اللجنة الأولمبية، وأنا أكاد أجزم بأن الموضوع لو تم عرضه على أحمد عيد فسيحتوي الملاحظات السلبية. لا للاستقالة وتعديل نظام الانتخابات من الترشح بالقوائم أو الترشح بالكراسي المستقلة كيف تراه؟ أنا من المؤيدين للترشيح بالقوائم حتى تمنح للرئيس المرشح القدرة على العمل وفق تناغم فكري وعملي وتطابق في الأهداف، وكنت أتمنى لو تم ذلك منذ البداية، وهذا النظام هو الأصلح لضمان نجاح الاتحاد. بصراحة هل هناك استقالة جماعية لمجلس إدارة الاتحاد؟ لا.. لأنه لا يوجد سبب مقنع لتقديم الاستقالة، قد يكون بعض القصور في عمل الاتحاد لكن هناك عمل مقدم جيد. لم تحضر اجتماع اتحاد الكرة الأخير.. هل هي استباقية منك لرفع الحرج عنك في حالة إقرار المجلس الاستقالة الجماعية أو خشية أن يطلب منك التصويت على قرار تشكيل لجنة سداسية من قبل اللجنة الأولمبية؟ لا هذه ولا تلك، كل ما في الأمر أنني لم أكن متواجدا، حيث كنت خارج المملكة لظروف خاصة، وقد قمت بإبلاغ الأمانة العامة بالاتحاد من أجل الاعتذار للزملاء في مجلس إدارة الاتحاد، كما أن معظم الأعضاء كان لديهم خبر بعدم حضوري وعلم بظروف تواجدي خارج المملكة، الأمر الآخر، أنا أستغرب من الذي يقول بأن هناك استقالة جماعية أو فردية لاتحاد الكرة، وهذا غير صحيح، فالاتحاد حضر بصورة انتخابية ولديه فترة قانونية سوف يؤدي عمله حتى موعد نهاية فترته فلا نية لتقديم استقالة لا جماعية ولا فردية إطلاقا. كيف يتم اتخاذ القرارات داخل المجلس.. هل بالفعل هي بيد أشخاص معينين من الأعضاء؟ لا.. القرارات يتم اتخاذها بصورة جماعية، حيث يتم عرض المسببات من قبل رئيس اللجنة ويعرض القرار ويمرر على جميع الأعضاء ليأخذ حقه من النقاش ومن ثم التصويت عليه فلا يوجد أوصياء أو إملاءات داخل الأعضاء وحتى أحمد عيد نفسه لا يستطيع أن يملي على أحد بل أن أبو رضا من الداعمين للقرارات الجماعية، ويدعو لها، وكل لجنة تتحمل نتائج قراراتها، وأنا أعتقد بأن هذا هو النهج الأمثل حتى تستطيع كل لجنة أن تقدم نفسها بالصورة التي تراها هي إن حصل فإنه يدل على أن هناك حرية في الطرح وسماع وجهات النظر وهو أمر صحي، والاختلاف مقبول طالما كان اختلافا لأجل العمل وليس خلافات شخصية أو محاولة شخصنة الموضوعات، فهناك احترام كبير بين الأعضاء في طرح الآراء ومناقشتها، مؤمنين تماما بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، كما أن من استشار الناس شاركهم عقولهم كما هي فرصة أن تسمع أفكارا جديدة ووجهات نظر مختلفة، فهناك 19 عضوا في المجلس ولديهم ثقافات مختلفة من الممكن أن تثري الموضوع فربما تستطيع أن تخرج بطرح وقرار أفضل مما لو كنت أنت الوحيد الذي تفكر وتخطط وتقرر فالقرارات الجماعية عادة هي الأفضل. استقالة الدكتور عبدالرزاق أبو داوود من إدارة المنتخبات مارأيك فيها.. وما هي وجهة نظرك في المسببات التي ذكرها؟ الدكتور عبدالرازاق أبو داوود قيمة وقامة في الرياضة، وقد أفنى عمره في خدمة كرة القدم السعودية، وأعتقد بأن تقديمه للاستقالة ربما من وجهة نظره أفضل الحلول، فهو لا يقدم على على خطوة إلا وهو مقتنع وفق المسببات التي يراها بأنها مقنعة سواء اختلفنا معه أو اتفقنا. منجزات كثيرة بصراحة أكثر كيف تقيم عمل الاتحاد في الموسمين الماضيين؟ عندما ننظر لعمل الاتحاد، وكما سبق أن ذكرت لا بد أن ننظر إلى نصف الكوب الممتلئ، فالجوانب الإيجابية للمجلس كثيرة، فقد استطاع أن يحقق خطوات مهمة، فمثلا الموسم الماضي يعتبر من أنجح المواسم الرياضية من ناحية الروزنامة، فلم تكن هناك مؤجلات تربك الدوري، أيضا الاتحاد السعودي حقق ارتفاعا في العوائد، حيث استطاع أن يغلق العديد من الملفات من الديون المتراكمة منذ سنين، أما السلبيات والتي كان لها أثر عند الشارع الرياضي هي النتائج غير الجيدة للمنتخب، ولكن نحن نحاول دائما لتطوير جوانب القصور، متأملين أن يكون المنتخب السعودي إيجابيا في كأس آسيا، ولعل إقامة دوري للبراعم على مستوى المملكة، وكذلك إقامة بطولة السوبر السعودي لأول مرة من منجزات اتحاد عيد وكذلك ارتفاع مداخيل الأندية المالية. اختيار كوزمين لتدريب المنتخب هل توافقتم عليه؟ إلى حد كبير يعد اختيارا موفقا لمعرفته بالدوري السعودي وإن شاء الله يحقق ما هو مطلوب وأن يعيد للكرة السعودية توهجها من جديد. من جانبك كيف ترى وجود أربعة أندية في تصنيف الاتحاد الآسيوي في قائمة أفضل عشرة أندية؟ لا شك أنه أمر مفرح أن يكون هناك أربعة أندية من بين أفضل عشرة أندية على مستوى القارة، وهذا دلالة على أن الدوري لديك هو الأفضل ومن باب الإنصاف أعتقد بأن رابطة دوري المحترفين لها الدور الأكبر في هذه القفزة للدوري السعودي وللأندية وإن شاء الله تشهد النسخة المقبلة من البطولة عودة حقيقة للأندية السعودية للبطولات القارية وأنا متفائل بذلك. اتحاد الكرة سيقوم بعقد ورشة عمل مع جميع وسائل الإعلام.. ما هي أهدافكم منها؟ ستتاح الفرصة لكل رئيس لجنة ليقدم ما قدمه طوال ترأسه للجنة. أخيرا كيف تقيم عمل لجنة الاحتراف بعد أن دار الكثير من الجدل حوله؟ لجنة الاحتراف حققت قفزة هائلة على صعيد الالتزامات المالية التي كادت تعصف بالأندية، فقد استطاعت أن تسلم حقوق الأندية وتقلص الديون، فأغلب الأندية وإن كان عليها قضايا إلا أنها ديون بسيطة، فالذي أود توضيحه بأن الاتحاد السعودي قام بعمل كبير في كثير من اللجان ولكن لايزال يحتاج لمزيد من التعاون من قبل مسؤولي الأندية حتى يصل إلى الصورة المرضية التي يطمح لها كل محب للكرة السعودية.