بالرغم من أنه يمثل ناديا مغمورا مقارنة بممثلي الأندية الكبيرة إلا أن إبراهيم الناهض عضو الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم سجل حضورا لافتا من خلال منصبه، بل قدم نفسه وفكره الذي يؤمن به دون خشية من أحد، واصطدم ببعض الإشكالات حيث اتهم بقيادة حزب المعارضة لاتحاد الكرة وأنه الرأس المدبر لحملة إسقاط اتحاد القدم الحالي برئاسة أحمد عيد. الناهض فتح قلبه ل«عكاظ»، وتحدث بشفافية وصراحة وكأنه لم يتحدث من قبل ليضع النقاط على الحروف في حوار ساخن هاجم فيه ودافع ومرر كما اعترف بكثير من الأمور دون مواربة.. وهنا نص الحوار معه: ** بداية كيف ترون معالجة السلبيات التي دونتموها في النقاط العشر والتي طالبتم فيها بتوجيه إنذار لرئيس الاتحاد السعودي والأمين العام؟ الحقيقة قبل الخوض في الطرق والأساليب لمعالجة جوانب القصور يجب علينا أن نكون متفائلين حتى نستطيع أن نتعامل مع الإخفاقات التي عاشتها الكرة السعودية ولمسناها في عمل اتحاد الكرة على مدار موسم ونصف الموسم التي أمضاها الاتحاد المنتخب بكل روح رياضية وقبول للرأي والرأي الآخر، وعدم تحميل الأمور أكثر من طاقتها وأن نضع ذلك كشعار أمامنا، لكي نتمكن من معالجة ما يواجهنا من عثرات أثناء سيرنا برياضة كرة القدم للأفضل، وعلينا أن نكون واقعيين في قياسنا للأمور وعدم الخلط حتى لا نقع في المحظور وتفسر طرق العلاج بأنها تصب في اتجاه معين، فنحن لم نأت لهذا الموقع إلا حبا في خدمة رياضة وطننا وبالتالي لابد أن نكون حريصين على بلوغ النجاح. ** ولكن أين هي تلك السلبيات؟ * أنا أدرك تماما بأن تجربة أي اتحاد منتخب هي تجربة فريدة ومميزة وتسجل لكل القائمين على الرياضة السعودية، لذا عندما ننظر لعمل الاتحاد يجب أن ننظر له من هذه الزاوية وأنه حديث العهد بمثل هذا المرحلة التي عادة ما تشهد بعض القصور الطبيعي، كما أن عمل الاتحاد لم يكن مليئا بالسلبيات وإنما هناك إيجابيات جيدة وجديدة ولكن ليست طموحنا، فنحن لا نزال نطمح من الاتحاد أن يحقق خطوات تطويرية واسعة للأفضل، كما أن هناك أعمالا تستحق الإشادة والثناء كعمل لجنة المسابقات ولجنة الاحتراف، وأيضا التحسن المستمر لوضعية المنتخب الوطني في التصنيف العالمي برغم إدراكنا أن وضع المنتخب لا يزال بعيدا كل البعد عن الحقبة الماضية التي كان يحضر فيها للمنافسة القوية على تحقيق البطولات ولكن المأمول أكبر في ظل الإمكانات العالية التي يتمتع بها اتحاد القدم. ** طالما أنك تدرك حقيقة المرحلة الحالية، لماذا بحثت إذن عن توجيه إنذار سريع لرئيس الاتحاد السعودي وللأمين العام؟ نعم أنا أدرك أن المرحلة في بدايتها وأدرك أيضا بأن تواجدنا من خلال الجمعية العمومية في أول تشكيل لها كان هدفه أن نكون عند تطلعات المؤسسة الرياضية لكرة القدم، وأن نقوم بالواجب الموكل لنا على أساس معرفي وواقعي وعملي على مستوى الرؤية والتشريع والأداء والمتابعة والمحاسبة والاستفادة من القرار الشجاع والتاريخي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل عندما ترجل عن رئاسة كرة القدم وترك لنا كمجتمع رياضي حرية تحديد المصير دون أن تكون هناك مؤثرات قد يراها البعض بأنها معضلة، لذا كان ينبغى علينا استثمار هذا القرار الشجاع الاستثمار الأمثل ونثبت بأننا على قدر المسؤولية. وهي ضرورة أن يتفعل القرار. ومن هذا المنطلق حرصت أن تمارس الجمعية العمومية دورها كصمام الأمان والذراع الاستراتيجي لمنظومة كرة القدم بكل مكوناتها. ومحاولة تنظيم العلاقة بين الجمعية العمومية ولجان الاتحاد وعمل تنسيق يستند على تطبيق نظام، إلا أننا وجدنا أن هناك قصورا وبعض المخالفات التي سنقدمها في اجتماع الجمعية العمومية من منطلق الأمانة التي نحملها جميعا في هذا الشأن واستنادا إلى مبدأ الشفافية واحتراما لوضعنا الأدبي والمهني الذي يمليه علينا الواجب وننادي به جميعا، ونظرا لقلقنا وتحفظنا الشديد قمنا بإظهار بوادر أننا لسنا راضين عن تلك التجاوزات. عشوائية في الأمانة ** هل تعتقد بأن عدم انعقاد الجمعية كان عملا مقصودا؟ بصراحة وبكل أمانة لا أتهم اتهاما صريحا ولا أبرئ براءة نقية، لكن ما حصل هو قصور واضح في عمل أمانة القدم وتهميش وتغييب واضح ولا أريد أن أدخل في الذمم وأقول إنه تجاهل متعمد. ** هل نفهم من حديثك بأنك لا تحمل أحمد عيد هذا التجاهل لأعضاء الجمعية العمومية؟ نعم، أحمد عيد رجل خلوق ومن يعرفه يدرك بأنه رجل همه الأول والأخير هو رياضة الوطن وهو شخصية محبوبة ويهمه أن تكون العلاقة بين أعضاء الجمعية العمومية واتحاد الكرة علاقة متناغمة، وحريص كل الحرص على كل عمل من الممكن أن يقدم التطوير لكرة القدم السعودية. ** وأحمد الخميس؟ أحمد الخميس قيمة إدارية ولكن حقيقة هناك عشوائية في عمل الأمانة بصراحة وأحملها مسؤولية كبيرة لكل ما يحدث من لخبطة. ** ألم تتواصلوا مع أحمد الخميس؟ حقيقة لم أتواصل معه فأنا أبعد عن الرياض 250 كيلومترا ولا أفضل مناقشة مثل هذه الموضوعات الحساسة بالجوال، لو تحدثنا به ربما يأخذ الموضوع مسارا آخر فمن الأفضل أن يكون الحديث وجها لوجه. مفهوم الإنذار ** نفهم من كلامك أنك ترفض تهمة «مخطط الإسقاط» لاتحاد الكرة من قبل بعض الأعضاء ومن بينهم إبراهيم الناهض؟ هذه المعلومة غير صحيحة، وإسقاط اتحاد القدم من سابع المستحيلات لم ولن يحدث ولا يعني أنك وجهت له إنذارا يعني الهدف إسقاطه، وإنما دلالة على وجود بعض الملاحظات الهامة التي تستدعي عقد جمعية عمومية، ونحن كأعضاء من حقنا توجيه إنذار على اعتبار أننا جهة رقابية على الاتحاد ولابد أن نكون مطلعين على كل خطواته، ولابد أن يعي الجميع أن الجمعية العمومية هي الجهة التي يحق لها محاسبة الاتحاد على ما يقوم به. الأمر الآخر لا يمكن أن نشاهد الأمور في اتحاد الكرة أو سير العمل في الاتحاد ينحدر ونجلس نتفرج ولا نقوم بتعديل أو تقييم العمل إلا بعد 4 سنوات، فالإدارة الحديثة هي من تعمل على معالجة أخطائها أولا بأول ولا تنتظر 4 سنوات لكي تتدخل. نحن في الجمعية العمومية واتحاد الكرة مكملين لبعض وهدفنا خدمة رياضة وطن وبالتالي لا يوجد لدينا تقاطعات حتى تفسر بأننا نخطط أو نتآمر على إسقاط الاتحاد، وأتمنى ألا يجد البعض من أصحاب الأفق الضيق في تعاطينا الحضاري مع مفهوم الجمعية العمومية بأنه تضييق أو تعمد، فالجمعية العمومية في كرة القدم أو في غيرها تعقد مرتين في السنة، أما التبريرات بأن حق المطالبة بعقد جمعية عمومية هو عمل تخريبي.. فأعتذر عن الإجابة. ** لكن خروج الإنذار وتمريره على بعض وسائل الإعلام.. هل هو عمل احترافي لخدمة الصالح العام أم لهدف الشوشرة على اتحاد القدم؟ أولا، الأعمال بالنيات ويشهد الله بأن نيتي تقويم عمل الاتحاد وليس بهدف أن أتطاول ولا أقبل من أحد أن يتطاول على أحمد عيد أو مجلس الإدارة، فنحن منظومة ويشهد الله بأنني مررت الإنذار حرصا على نجاح العمل ولم يكن هناك أي نية مبيتة أو تحزبات، وإنما مررته على الزملاء بهدف كسب مشروعية القرار وفق ما ينص عليه النظام. لكن أقسم بالله أنني لم أخرجه للإعلام، واختلافنا هو اختلاف مهني وأداء عمل وليس اختلافا شخصيا فأنا أقدر وأحترم كل الزملاء الأعضاء ولا يوجد بيني وبين أي عضو أي خلاف. لجان تستحق الإشادة ** إذن، ما مدى ملاحظاتك على عمل لجان اتحاد الكرة الأخرى؟ الحقيقة هناك بعض اللجان نرفع لها العقال لما تقدمه، مثل لجنة الاحتراف كأفضل نموذج للعمل من بين لجان الاتحاد إلى جانب لجنة المسابقات، لكن لا أحد ينكر بأن هناك أخطاء موجودة في لجنة الانضباط العام الماضي، وفي تصوري بأنها أحرجت أحمد عيد بإصدار قراراتها المثيرة للجدل، والدليل أن كافة القرارات التي حملت ضجة ألغيت من قبل لجنة الاستئناف. ** وكيف ترى علاقتك بأعضاء مجلس إدارة الاتحاد؟ أولا أنا من الذين رشحت 90 % منهم وتربطني بهم علاقة جيدة وصداقات مميزة، فهناك من هم أصدقائي مثل صالح أبو نخاع الذي أثني على شجاعته ومهنيته فيما يقدمه من عمل للمنتخب الأولمبي، فهو رجل عملي ولا يهمه لومة لائم، وأيضا الدكتور عبدالله البرقان والدكتور عبدالرزاق أبو داوود الذي يقدم عملا أكثر من رائع في المسؤولية الاجتماعية، والدكتور خالد المقرن وغيرهم، ولا أنسى أحمد العقيل. مبادرة الأندية ** ترى ما هي مقترحاتك كعضو في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة؟ التعامل المرن مع الأندية ومع كافة أطراف المنظومة الرياضة، وأشدد على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأندية، كما يفترض على الأندية المبادرة بالتعاون مع اتحاد الكرة وعدم تعطيل عمل الاتحاد. ** تصريحات بعض مسؤولي الأندية تجاه اتحاد الكرة، كيف تراها من جانبك؟ أرفضها تماما ويجب أن لا نحاسب اتحاد الكرة بما كان في السابق، بمعنى أن لا يأتي رئيس ناد أو عضو يقول لماذا تعاقبوني ولم تعاقبوا النادي الفلاني الذي صدرت بحقه عقوبة قبل موسمين، لأن اتحاد الكرة وكافة لجانه غير موجودين في تلك الفترة ولا تحمل وازرة وزر أخرى، فجميع أعضاء الاتحاد ولجانه غير مسؤولين عن الفترة السابقة ولا يتحملون تبعات تلك الفترة. ** أخيرا.. هل بقي شيء لم تقله؟ أبدا.. فقط أشكركم على الاستضافة وأتمنى أن أكون قد وضحت الصورة للجميع وأن يدرك الشارع الرياضي بأن الجمعية العمومية واتحاد الكرة مكملان لبعضهما، وأن أعضاءهما حضروا جميعا لخدمة كرة القدم السعودية.